البرمجة اللغوية العصبية
بقلم دكتورة دعاء ابو زيد
البرمجة اللغوية العصبية (بالإنجليزية: Neuro-linguistic programming) هي عبارة عن مجموعة من القواعد، والتقنيات التي تستخدم لتعديل السلوك من أجل تحسين الذات، والإدراة الذاتية، والاتصالات بين الأشخاص بشكل أكثر فعالية، وذلك بالاعتماد على بعض الافتراضات حول كيفية التأثير اللغة، وحركات العينين، والجسم على وظائف الدماغ العصبية،
وهي طريقة لتغيير أفكار شخص ما لمساعدته على تحقيق. اهدافه والوصول لنتائج مرجوة محددة له، وقد أصبحت البرمجة اللغوية العصبية واسعة الانتشار منذ بداياتها في السبعينات، كما أنها تستخدم في علاج الرهاب أو الفوبيا، واضطرابات القلق، بالإضافة إلى استخدامها في تحسين السعادة الشخصية.
يكرر المفكرون والمصلحون الاجتماعيون ورجال التربية أنه يجب على الانسان أن يكون مثابرا ومجتهدا وصبورا .. ناجحا في عمله.. و منظما لوقته……. الى أخر القائمة الطويلة من نصائح تحقيق الذات في الحياة .
ولكن كيف يمكن للانسان أن يفعل كل ذلك . هنا يأتي دور البرمجة اللغوية العصبية .
عندما نشتري جهاز الكمبيوتر يكون كأي جهاز كومبيوتر جديد ، يحتوي على الأجزاء المعروف إضافة إلى نظام التشغيل . ولكن بعد أن نستعمله لفترة من الزمن (سنه أو سنتين مثلا) ستكون في الجهاز برامج ومعلومات وأرقام ونصوص ورسوم وغير ذلك ، تختلف عما في الجهاز آخر .
كذلك الإنسان يولد صفحة بيضاء فالإنسان يكتسب من أبويه( وأسرته ، ومدرسته ، ومجتمعه ) معتقداته ، وقيمه ، ومعاييره ، وسلوكه ، وطريقة تفكيره . كل ذلك عن طريق حواسه ، و عن طريق اللغة التي يسمعها منذ صغره ، ويقرأها عندما يتعلم القراءة .
تذهب جميع هذه المعلومات إلى دماغه وجهازه العصبي ، فيكون صورة عن نفسه و عن العالم من خلال ذلك . ولا يكون لديه الا ذلك العالم الذي تشكل في ذهنه , بغض النظر عن حقيقة العالم الخارجي . ومن ناحية أخرى فانه اذا تغير ما في ذهنه , فان العالم بالنسبة له سيتغير , بغض النظر عما يحصل في العالم الخارجي . وبالتالي فان الانسان اذا اعتقد أن بإمكانه أن يقوم بعمل ما , أو اعتقد بأنه لا يمكنه إن يقوم به , فان ما يعتقده صحيح في الحالتين .
أن الإنسان يستطيع تغيير واقعه او العالم عن طريق تغير ما في ذهنه !! ولكن كيف يمكنه تغير ما في ذهنه ؟ يتم ذلك من خلال البرمجة لانها تتضمن عملية البناء ، و التصميم ، والتطوير ، ولإنشاء ، والصيانة . فالبرمجة اللغوية العصبية تتناول تصميم السلوك ، والتفكير ، والشعور . وكذلك تصميم الأهداف ، للفرد أو الأسرة أو المؤسسة ، وتصميم الطريق الموصل إلى هذه الأهداف .