عظة ليلة الأربعاء الكبير من البصخة المقدسة بكنيسة مارمينا وماريوحنا بدير البرشا للقس أبادير إبراهيم
تقرير الكاتب الصحفي والإعلامي : مينا عطا
صلى القس أبادير إبراهيم، راعي كنيسة القديسين العظيمين مارمينا وماريوحنا بدير البرشا، صلوات بصخة ليلة الأربعاء من البصخة المقدسة لـ أسبوع الآلام مساء امس الثلاثاء، وعدد من الشمامسة وشعب الكنيسة الذين اتخذوا الإجراءات الإحترازية ملتزمون بإرتداء الكمامة والتباعد الإجتماعي منعا لإنتشار فيروس كورونا كوفيد 19، تبعا لتوجيهات كهنة ورعاة الكنيسة القس أبادير ابراهيم والقس كيرلس وليم، الذي قام برفع صلوات البصخة المقدسة لليلة الأربعاء ايضا بكنيسة القديس العظيم أبو سيفين بدير البرشا لتخفيف التكدس داخل كلا الكنيستين وتوزيع اعداد المصلين بنسب معينة مناسبة داخل كل كنيسة كواحده من الخطوات الإحترازية ايضا، خوفا على اهالي منطقة الصحراء البحرية، وانها لحكمة رائعة تستوجب الشكر لآباء الكنيسة ابونا ابادير وابونا كيرلس،حفظ الله كهنوتهم وادام وجودهم وصلواتهم وحكمتهم ومحبتهم،
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالأسبوع الأعظم اسبوع الالام وترتب صلوات البصخة المقدسة (بصخة او بسخة تعني الإجتياز او العبور) وتمتلئ صلوات البصخة الجميلة والرائعة والمعزية والمغذية بكلمة الله، فبها العديد من قراءات الكتاب المقدس التي تغذي النفس والروح، كما وتملأها الألحان المعزية المقدسة والمباركة وتشمل العظات والأطروحات والتأملات،
ويعد اسبوع الآلام أهم الأسابيع المقدسة لدى الكنيسة، ويستمر حتى يوم الجمعة العظيمة، ثم ليلة الأبوغلمسيس وصلاة قداس سبت الفرح ثم قداس القيامة المجيدة مساء السبت التي تعيش الكنيسة فيها افراح القيامة المجيدة التي كانت هدف المسيح من الفداء والصليب ان يقوم منتصرا على الموت وهازما اياه فاتحا ابواب الفردوس امام الانسان مرة اخرى، واهبا الملكوت الابدي لمن يؤمن به والثمن دمه الثمين المقدس الذي سفك على عود الصليب بدافع الحب الإلهي،
وقال القس أبادير إبراهيم في العظمة : ” الله يريد منا قلوب مستعدة، قلوب محبة، قلوب متواضعة، يريدنا ان نتقابل معه، وكيف نتقابل مع الله، لا يمكن ان تقابل الله دون ان تتغير حياتك، لابد وان تتغير قلوبنا من الداخل، اي نصلي بقلب وبعمق وبروح، نتعقل ونصحى للصلوات ونركز في كلمة ربنا ونحفظها خاصة في هذا الأسبوع الدسم وهذه الأيام المباركة، التي تجسد لنا عمل الله وفداء الله ومحبته للبشرية وخلاصه لنا،
ولفت قدس ابونا ابادير ابراهيم الى أن الذي لا يستفيد من أسبوع الآلام لن يستفيد طوال أيام حياته، فهذا الأسبوع ملئ بكنوز المعرفة والبركة والتعزية نذوق فيه وننظر ما اطيب الرب، “ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ.” (مز 34: 8)، نتذوق محبته وخلاصه نتذكر الامه ونعيشها لكي نتمجد ايضا معه في القيامة المجيدة ونفرح بيها، “فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ.” (رو 8: 17) ، الله يريد قلوبنا وليست العبادة الشكلية والمظهر “يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي.” (أم 23: 26). وايضا يقول “يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ!” (1 يو 3: 18)، ان عشنا مع ربنا في هذا العالم فنحن لا نحب العالم كما قال رب المجد اَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ.” (1 يو 2: 15). وامثلة القديسين كثيرة جدا ومنهم اغسطينوس مات عن العالم وعن الشهوة وعن الخطية وعن حب الذات لانه تقابل مع الرب وذاق العشرة مع الله وحلاوة هذه العشرة المقدسة ، نشوف في سفر ايوب 42 آية 2 واية 3 يقول :«قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلاَ يَعْسُرُ عَلَيْكَ أَمْرٌ.3 فَمَنْ ذَا الَّذِي يُخْفِي الْقَضَاءَ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟ وَلكِنِّي قَدْ نَطَقْتُ بِمَا لَمْ أَفْهَمْ. بِعَجَائِبَ فَوْقِي لَمْ أَعْرِفْهَا» ، ويقول في ايه « 5 بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي»وآية 10 : « وَرَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ أَيُّوبَ لَمَّا صَلَّى لأَجْلِ أَصْحَابِهِ، وَزَادَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لأَيُّوبَ ضِعْفًا.» وفي آية 16 و 17 : « وَعَاشَ أَيُّوبُ بَعْدَ هذَا مِئَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَأَى بَنِيهِ وَبَنِي بَنِيهِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَجْيَال17 ثُمَّ مَاتَ أَيُّوبُ شَيْخًا وَشَبْعَانَ الأَيَّامِ.»، وونتذكر ذكى العشار “فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ،” (لو 19: 9)، فأنك ان تريد مقابلة الرب والحياة معه لها صفات عظيمة والإرتباط مع الله اسمى شئ في الوجود لتأخذ عربون الملكوت ” ملكوت الله داخلكم” ، ونحن نأتي للكنيسة لان قلوبنا تشتاق لله نشتاق لمقابلة الله وبنعيش معه “لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ،” (في 3: 10). نعيش مع ربنا حياة البر والقداسة والحكمة والمحبة، نتأمل آلامه وفي فرحه نفرح :« إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ.” (رو 8: 17)، “وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ.” (1 يو 2: 3). “مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ؟ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئًا فِي الأَرْضِ.” (مز 73: 25)
وإختتم القس أبادير إبراهيم: ” ربنا يبارككم ويباركنا بكل بركة روحية في هذه الايام المقدسة ويشبعنا ويشبعكم بها ويرينا ويريكم فرحة قيامته ويحفظكم فيه على الدوام ولإلهنا كل مجد وكرامة الى الأبد امين”