أخلاق من تحملهم ارحامنا.
بقلم / منى عبد العزيز
كم من الأشخاص لديهم القدرة على الاعتراف بوجود ابن عاق ؟
وإن تمكن البعض من البوح لصديق مقرب مع تردد وشعور بالذنب حتى لا يحمل الابن أو الابنة وصمة عار في محيط الأسرة والأصدقاء ؛
فليس هناك جريمة في حق من جاؤوا بنا إلى الحياة مثل العقوق بكل تفاصيله غير الأخلاقية …
اتصلت ام على أحد البرامج وقالت للشيخ كان لي ابن بار يعتني بي حتى انه اسس لي بيتا ثم توفاه الله ولي ابن آخر عكسه تماما …
بدأت تروي تفاصيل عن التطاول اللفظي .. القسوة … و البخل حتى في شراء الدواء وهي مسنة تخطت السبعين من عمرها وظلت تتحدث وتبكي وسط اندهاش مقدمة البرنامج والشيخ ؛ في الحقيقة ملامح العقوق كلها تتشابه في قبح الاخلاق والمشاعر .
العاق غالبا ابن سليط اللسان لا يمتلك اللباقة او الصياغة اللائقة مع اهله ، ولن يكون افضل بكثير مع غيرهم كلها مسألة وقت وتظهر آفة خلقه في سلوكه مع اشخاص اخرين في علاقاته الاخرى ،
العاق غالبا اناني لا يهمه الا نفسه اولا واخيرا وقد يدخل في مشاجرات مع الأشقاء لرغبته الدائمة في تغليب مصلحته ، ولن تدوم علاقته مع الأصدقاء ممن قدموا له الكثير ثم تعامل معهم بالجحود المتأصل في نفسه ….
باختصار توليفة من الصفات المشينة تولد مجموعة من التصرفات تجعل الأهل حقا في حالة إرهاق ان كان لديهم القوة للتصدي ، لكن عند التقدم في العمر وتراجع الصحة وقلة الدخل وقلة الحيلة وقلة الادب تتحول حياة هؤلاء إلى نوبات من البكاء والوجع ليس بمقدرة الجميع البوح عنه وإعلان تفاصيل يومية من الازعاج والتوتر والإحباط والشعور بالخوف من الآتي ومحاولة البحث عن بديل كخادم أمين أو دار مسنين ؛ وكان قدرك مع هذا الابن العاق أن يشخبط في مخيلتك ويلونها بالاسود ، ينتزع منك امل الحلم بغد آمن وسط رعاية واهتمام وحب وبر من قدمت لهم الكثير والكثير.
أخذت أفكر في الآية الكريمة
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
وسألت نفسي هل تنجح أشعة الأطباء في الكشف عن أخلاق من تحمله ارحامنا!
أرى أن
نوع الجنين ذكر أو أنثى قد يساعد في اختيار الوان الملابس للمولود القادم ليس أكثر ، أما أخلاقه وبره فلازال في علم الله ينفرد به وحده عز وجل .