المشربية .. طراز معماري له تاريخ
كتبت وفاء مصطفى
المشربية عبارة عن شرفة بارزة عن جدار المنزل أو المبنى ، وتلعب دور النافذة في الأدوار العلوية .
انتشرت المشربية أثناء الحكم العباسي واستخدمت في القصور وعامة المباني على نطاق واسع ، إلا أن أوج ازدهارها كان في العصر العثماني ، حين وصلت إلى أبهى صورها وانتشرت في مصر وبلاد الشام والحجاز والعراق واليمن .
وقد انتشرت المشربيات في مصر انتشاراً واسعاً وكان لها بعد اجتماعي يناسب زمانها الجميل ، واستمر استخدامها حتى بدايات القرن الماضي ثم تلاشت تدريجيًا حتى اختفت تماما عن عيون العمارة الحديثة .
وكلمة مشربية محرَّفة من مشربة ، بمعنى الغرفة العالية أو المكان الذي يُشرب منه ، حيث كان يوضع في خارجات صغيرة بها ، أواني الشرب الفخارية “قلل الشرب ” لتزداد مياهها برودة طبيعية منعشة عندما يمر الهواء على “القلل” المسامية .
وتصنع المشربية من الخشب المخروط المجمع من قطع خشبية صغيرة تتخذ أشكالا مختلفة هندسية رائعة لتقترن بالزخارف النباتية والهندسية والمستلهمة من حيوانات أو طيور ، وكتابات مثل “الله”، و”الرحمن” حيث تظهر فيها مهارة خرط الخشب الدقيقة على شكل مكعبات وكرات ومستطيلات عاشق ومعشوق ، حيث كان يبطن الجزء المغلق من المشربية بالزجاج الملون ، مع زوايا مشغولة بالنحاس ، فاكتسبت واجهات المنازل جمالاً أضفى عليها عظمة وفخامة وحيوية .
وعلى رغم من ان هذا الفن قد بدأ في الانكماش منذ منتصف القرن الماضي ، إلا أنه لا يزال هناك صناع مهرة في حي خان الخليلي بالقاهرة ، توارثوا المهنة وحافظوا عليها ، فليتنا نحيي هذا التراث الفني الاصيل ونعود للمشربيات وجمالها .