بقلم : محمد عبد المجيد خضر
الفرق بين المتعلم والمثقف
انه لمن الملفت للنظر انشغال الاجيال الجديدة والاهل بالتعليم واهمالهم للثقافة العامة ، التي هي اكثر اهمية في حياة كل شاب وفتاة رجال ونساء وكل فئات المجتمع العمرية ، حتى الاطفال والشيوخ .
والمحزن جدا ويدعوا الى السخرية ، ان هناك برامج تليفزيونية تقوم بعمل تقارير مصورة بشوارعنا ، وتعد لقاءات مع شباب وبنات لاظهار الجهل المتفشي فيهم كالمرض ، ويلقي المذيع او المذيعة بعض الاسئلة على المارة في التاريخ والجغرافيا واللغة العربية وفوازير ، واسئلة استهزاءا بهم و بعقولهم واظهار للجهل المتقع ، الذي وصلت اليه الحالة العامة التي تستدعي وقفة وانذار خطر حقيقي على الامة .
فقد اتجه الشباب والبنات للاهتمام بالموضة وتسريحة الشعر ، واظهار جزء من شعر البنات المحجبات ولبس ما لا يليق لمحجبة مسلمة ، والبنطال الممزق لهما ، ولا ادري ما الجمال او الشياكة في ذلك ، وكلها صرعات مستوردة تنم عن ضعف شديد في الشخصية ، وفي الثقافة الدينية في كل الاديان فليس هناك دين سماوي يسمح بذلك ابدا !!؟ .
ثم ان الأهالي جل اهتمامهم حصول ابنائهم على شهادات بقيمة مزيفة علميا ، حصلوا عليها بمذاكرة الكتب المدرسية ، وتكبد الاهالي اعباء مالية ثقيلة للدروس الخصوصية للحصول على هذه الشهادة ، ودخول الجامعات المقصرة ايضا في تثقيف ابنائنا .
فهم يتخرجون ويحملون ألقابًا مهنية ، وشهادات علمية عالية مصحوبة بجهل ثقافي خطير ، يؤثر سلبا في المجتمع بكل انشطته الثقافية والعلمية والعملية والاقتصادية وسوق العمل ، وتخيل اخي الفاضل واختي الفاضلة شاب يحمل إجازة عالية ليسانس اللغة الانجليزية ، لا يستطيع تعبئة طلب وظيفة باللغة الانجليزية هذا على سبيل المثال لا الحصر
فالثقافة جزء هام جدا في تكوين شخصية المجتمع ككل ، وايضا لشخصية الافراد ودرجة تحترم وسط العالم المتقدم ، وهي ليست صعبة ولا يشترط للمثقف ان يحمل شهادة كرتونية بلا قيمة علمية حقيقية !! .
فعباس محمود العقاد الذي تحدى دكاترة الجامعة في مناظرة اقاموها زمان ، تكونت من سبعة دكاترة جامعة من تخصصات مختلفة امامه وحده ، ولَم يستطيعوا الانتصار عليه وهذا الاديب العبقري الفذ لم يحصل حتى على الشهادة الابتدائية ، هل تتخيلوا قيمة التثقيف الذاتي لهذا الرجل العظيم ، لم يترك اي فرصة لتثقيف نفسه لدرجة انه لو اشترى اي شئ ووضعه البائع في قرطاس مثل الفلافل او البقالة ، كانوا زمان يبيعونها في اوراق مكتوب عليها بالقلم ، ومن كراسات باعها لهم الطلبة بعد انتهاء العام الدراسي ، لم يكن العقاد يتركها او يلقيها في القمامة قبل ان يقرأ ما فيها ويستوعبه !؟ .
لذلك فاني ادعو وبكل الحاح لكل من يهمه الامر للاهتمام بهذه الصرخة ، لثقل مواهب المتعلمين بالثقافة العامة في كل الميادين وبكل اشكال التأثير ، بمعنى ان التليفزيون مؤثر جدا فمثلا يتم الغاء البرامج التافهة ، والسعي الحثيث لتقديم برامج تؤثر في وعي المواطنين واثراء الثقافة العامة .
كما يجب الاهتمام بالمسرح واعادة الروح اليه فهو مؤثر جدا وله اهمية كبيرة ، مثل الاكل والشراب ومازال لدينا عمالقة في هذا المجال نرجو الاستفادة من خبراتهم قبل الفناء والندم،
وايضا اصدارات الكتب الخفيفة المنوعة ، التي لا يمل منها القارئ المبتدئ وباسعار مدعمة من الدولة كما يجب متابعة الفن والتليفزيون والسينما وما يقدم من مسلسلات وافلام ، ومنع كل ما هو ضار ومتدني ، ويسعى للربح المادي دون القيمة والاضافة .
وعمل نقابة تجمع كل من يغني بمستوى الافراح للحفاظ على الفن الراقي والذوق العام ، ومنع ظهورهم على شاشات العرض بكافة انواعها .
كذلك الاهتمام اكثر بقصور الثقافة ومراكز الشباب بالمدن والقرى والاندية وانشطتها الاجتماعية والثقافية ، اجعلوا حتى الانظمة في الشوارع ملهمة للثقافة والقيم والاخلاق من مرور واعلانات ونظافة وحدائق .