بقلم / شيرين راشد
قاسية القلب أنا ناكرة الجميل ولدت يتيمه ليس لي أحد ابدا، فاإستضافني أحد أقاربي وتولاني في كل شئ سكنت في ملكه وأكلت وشربت ولبست من رزقه ودائما في حماه ومرت سنين عمري حتي كبرت ومازال يتولي أمري ويدبره ويهتم بكل تفاصيل حياتي ويشملني بعطفه وحنانه حتي إذا مرضت لا يتركني حتي أنهض ولكن الغريب أنه لا ينتظر مني أبدا رد الجميل ولا يحتاج مني ثناء ولاتقدير .
ورغم ذلك لم أشعر بكل ما وهبني إياه من خير وعطايا لم أحاول أن أشكره مره أو أقترب منه أو أعترف بفضله عليا وشئ بداخلي يبعدني عنه رغم إنني مقتنعه بفضله عليا فلولاه ما حييت ما كبرت ما نجوت ما شربت ما أكلت ولكني مازلت أتجاهله حتي الآن أسمعة يناديني ولا أجيب علي الرغم من أنني أعلم أنه لا يريد مني شئ إلا أنه يحبني و يريدني أن أقترب وأسمعه وأحدثه ولكني مشغوله بحياتي لا وقت لدي لأقتراب أو لالبي نداه
فكيف يكن حكمكم عليا هل أنا قاسية القلب ناكرة الجميل منافقه أعترف أننى كل هؤلاء وأكثر ولا أنكر ذلك ولا أستحق كل ما أعطاني إياه وانا من قابلت كرمه بالنكران والصد والقسوة فما جزائي وما هو قراركم الأخير عليا .
ولكن لحظه كيف تحكمون عليا وأنتم مثلي مذنبون وكيف تدعون الفضيله وأنتم مع بارئكم ناكرين فضله وعنه بعدين
ألم يكن هذا ما فعلتموه أنتم مع ربكم فكيف تستغربون .
ألم يكن هو خالقكم ورازقكم وخذلتموه
ألم تأكلون وتشربون وتلبسون من رزقه وتسكنون تحت سماؤه وإنصرفتم عنه وعصيتموه فلما لا ترجعون وبذنوبكم تعترفون ثم تستغفرون وتسجدون وتسبحون وتشكرون فاعمارنا مهما طالت قصيره ولا بد لنا من الرحيل .
فارجعوا وتوبوا فالله بكم غفورا رحيم أليس هو القائل :
( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتم حسنات ) اللهم اكفينا شر أنفسنا وردنا إليك ردا جميل