بقلم : إبتسام الجندى
كم مره استمعت الى هذه الجمله “أنظر لنص الكوبايه المليان مش للنص الفاضي” هل تعرف ماذا تعنى هذه المقوله…. !؟
اعتادنا أن نفسر هذه المقوله بان الشخص المتشائم يرى فقط النصف الفارغ من الكوب أما المتفائل فيرى
النصف الممتلىء!
ف”نص الكوبايه” الذى أقصده مختلف
فهو يمثل الرمز أو الشفره الذى اذا
استطعنافهمها بشكل صحيح فى موقف
ما أو تجربه ما وفهمنا المغزى من حدوثها
وأدركنا الرساله التى يحملها الينا وأحسنا
استقبالها وفك شفرتها فسوف تترك لدينا
أثر مفيد بل وعميق ولن يكون مرورهافى حياتنا كمرور الكرام.
علينا أن ندرك ان الموقف الذي يمر بنا له وجهين تماماكالعمله، مع فرق أن التجربه
أحدوجهيها إيجابي والآخر سلبي، لكن فى الأغلب نحن لانلحظ أثناء مرورنا
بالتجربه سوى وجهها السلبي لأننا ببساطه تكون نظرتنا ضيقه .
علينا أن ننتبه الى تأثير التجارب فى حياتنا سواء كنا بعيدين او قريبين منها أى سواءاْكانت تلك التجارب شخصيه أى
تخص الشخص نفسه أو كان شاهد عليها أثناء حدوثها لأحد القريبين منه .
فحكمنا عليها يكون حسب الزاويه التى
ننظراليها منها قد تكون محنه شديدة القسوه أومنحه من الخالق عز وجل
وطبعا نحن فى حاجه الى التفكر الجيد والتأمل المتأنى فى أى موقف نمر به
ويبدو لنا للوهله الأولى أنه كارثه أو أحد المصائب التى نجد صعوبه فى مواجهتها
بل ونستشعر أنها غضب من الله قد أصابنا من حيث لا ندرى!
هل جربت أن تتأمل فيما تمر به من أحداث بعدانتهائها ومرور وقت يسمح لك بالتفكير فيها بهدوء ورويه بشكل يمكنك
من أن تتوصل الى ماأضافته اليك
أوأخذته منك لتستخلص العبره والحكمه
من حدوثها.
فأنت تعلم بالطبع ماذا أخذت منك وحجم الضرر الذى أصابك منها ولكن بالتأكيد
بعد التفكير والتأمل سوف تكتشف أنها أضافت اليك أيضا، وربما حمتك من شىئ
أسوأكان يمكن أن يصيبك لولا حدوثها لك!
ولأن كل الأمور نسبيه بمعنى اننا يمكن
أن نرى نفس الحدث فى نفس الوقت
ولكن قد يختلف وصفنا له وقد يتفائل به البعض ويتشائم منه البعض الآخر بل قد
يرى البعض فيه مميزات ويرى البعض
الآخر عيوب وهذا يتوقف على الزاويه التى ننظر منها .
فاذاتأملنا فى الكون حولنا سوف نجد أن الفجر يولد حين يشتد سواد الليل
والطفل يولد بعد اشتداد قسوة المخاض،
وأنه أيضا لولا الأسود ما أدركناجمال الأبيض، فلولا عكس المعنى ماكان للمعنى
معنى وقيل أيضا فى هذا الشأن
“وبضضها تتميز الأشياء” .
كذلك المحن قد تكون فرص ومنح ولكن نحن لم نكتشف منها الا الجانب المظلم
الذى يخفى خلفه الجانب المضىء لبعض الوقت.
فلنتأمل ونتدبر ونتذكر أن الله أمرنا بالتفكر والتأمل والتدبر فى كل أمور
حياتنا لنكتشف ماخفى عنا فيها .
ولنسترجع أمور حدثت لنا وكم كنانضيق ذرعا بها وقت حدوثها ونشعر أنها
نهايةالعالم بالنسبة لنا ثم اتانا منها الخير الكثير وهكذا كل أمور حياتنا ومايحدث
من حولنا قديحمل لنا الكثير والكثير من الرسائل فهل سنحسن استقبالها وفك
شفرتها وبالتالى التعلم منها بل واغتنامها فى بعض الأحيان !؟