كتب : محمد ابوزيد عثمان
الاخصائي النفسي والتخاطب
تحدثنا في المقال السابق عن السلوك العدواني لدي الاطفال
ودرسنا الاسباب والاشكال
فهيا لنعرض بعض الحلول التي يمكن ان تخلص الطفل من هذا السلوك لكن بداية نسأل سؤال
كيف أتعامل مع طفلي العدواني؟
أساليب التعامل مع السلوك العدواني: في حال ملاحظة الوالدين السلوكات العدوانية على الطفل مع الاستمرارية يجب عليهم الاعتماد على الخطوات التالية من أجل التخفيف تدريجيا من حدة العدوان لدى طفلهما كما وضحها مفلح تيسير وآخرون (2003):
1- التعزيز التفاضلي: ويقصد به تعزيز السلوكات الايجابية وتجاهل السلوكات الغير مرغوبة.
2- العزل: ويعنى بها عزل الطفل عن البيئة التي تثير السلوك العدواني لديه، او المواقف التي تثير الغضب لديه
3- التصحيح: ويتم في هذه الحالة إرغام الطفل على إصلاح ما خلفه نتيجة لعدوانه.
4- تقديم نموذج: ويقصد بذلك تقديم بديل للنموذج العدواني أو الاستجابة العدوانية باستجابة غير عدوانية يتعامل بها مع المواقف التي تثير العدوان لدى الطفل.
طرق علاج العدوانية عند الطفل :
إن اختيار الأسلوب العلاجي المناسب للاضطراب يقتضي بالضرورة البحث عن السبب الرئيسي وراء هذا السلوك هل هو ناتج عن البيئة المحيطة أو عن الفرد في حد ذاته وتجدر الإشارة في هذا الصدد أن العلاج قد يشمل الأسرة أيضا إذ لها دور في نشوء وتطور السلوك العدواني وسندرج حاليا جل الاستراتيجيات العلاجية التي أدت إلى نتائج ايجابية للحد من السلوك العدواني لدى الطفل كما وضحها أسامة فاروق (2011) كالتالي:
1- العلاج السلوكي: يقوم هذا النوع العلاجي على إحداث تغيرات في البيئة التي يعيش فيها الطفل عن طريق ابتعاد المثيرات الخاصة بالسلوك العدواني لدى الطفل بالاعتماد على التعزيزات الايجابية، والتدعيم السلبي الذي يمثل أسلوب من العقاب عن طريق عزل الطفل في حال ممارسته للعدوان، إضافة إلى التدعيم الايجابي الذي يتمثل في دعم الطفل في حال سلك سلوكات ايجابية، التدريب على مهارة الاسترخاء المراقبة الذاتية.
2- العلاج المعرفي: ويكون ذلك بتغيير الأفكار الغير مرغوبة والسلبية المرتبطة بالسلوك العدواني بأفكار ايجابية سليمة فالسلوك مرتبط بأفكار الطفل وتغيير الأفكار يقتضي بالضرورة تغير آلي للسلوك.
3- التصحيح الزائد للسلوك العدواني: ويتم في هذه الحالة الطلب من الطفل السماح من الآخرين الذين مارس عليهم العدوان، مع التحذير اللفظي للطفل بضرورة عدم تكرار السلوك.
4- العلاج الأسري: ويهدف هذا النوع العلاجي على تعليم وتدريب الآباء على طرق التعامل مع الطفل من أجل الحد من السلوك العدواني كتوفير الجو العائلي الهادئ، عدم مقابلة غضب الطفل بالغضب والعنف، والابتعاد عن الحزم والقسوة وإحلال محلها المرونة في التعامل، شغل أوقات فراغ الأطفال باللعب والرياضة وتفريغ الطاقة العدائية في أمور ايجابية، تنمية القيم الأخلاقية والمواصفات الحسنة والحميدة من أجل الاقتداء بها مع العمل على تدريب الطفل على مهارات السلوك الاجتماعي بشكل تدريجي والتقليل من درجة الحساسية للمواقف التي تثير الغضب لدى الطفل.
أخيراً.. يمكن القول أن السلوك العدواني لدى الطفل ناتج عن عدة عوامل أهمها الأسرة التي لم تشبع رغباته وتحترم رغباته لتبقى مكبوتة على ساحة اللاشعور ليحاول الطفل التخلص منها شكل عدوان موجه على نفسه كلطم نفسه أو ضربها أو عدوان موجه نحو الآخرين والذي يشتمل على الضرب والتحطيم الممتلكات وتتطور هذه المشاعر تدريجيا خلال مراحل النمو التي إن لم يتم علاجها قد تصل في مرحلة المراهق أو الرشد إلى ارتكابه جنحة، لدى لا يجب على الوالدين التغافل على هذا الأمر ومحاولة استشارة مختص نفسي في حال ثبوت السلوكات العدوانية على الطفل.
ثم سنجد انه يمكننا إضافة بعض الحلول المقترحة ومنها
يُمكن علاج الطفل العدوانيّ عن طريق إيقاف بعض امتيازاته؛ كأخذ لعبته المفضّلة، أو منعه من ممارسة نشاطه المُفضّل لمدّة 24 ساعة، أو منعه من استخدام الأجهزة الإلكترونيّة، أو عدم السماح له بالذهاب إلى منزل أحد أصدقائه، ويُشار إلى أنّ هذه الطريقة تُذكّر الطفل دائماً بضرورة تجنّب إلحاق الأذى بالآخرين.[١]
عذرا، لم يتمكّن مشغّل الفيديو من تحميل الملف.
(رمز الخطأ: 100013)
يُمكن الاكتفاء بالعقوبات الطبيعيّة لعلاج السلوك العدوانيّ عند الطفل؛ فمثلاً إذا أتلف الطفل إحدى ممتلكاته الخاصّة ستكون النتيجة الطبيعيّة هي عدم التمكّن من الاستفادة منها مرّةً أخرى، وإذا رمى الطفل الأكبر سنّاً هاتفه وكسره؛ ستكون العقوبة الطبيعيّة هي عدم شراء هاتف جديد آخر له، ويُشار إلى أنّ هذا النوع من العقوبات يُمكن أن يكون فعّالاً ومؤثّراً في سلوك الطفل.[١]
يدلّ السلوك العدوانيّ الذي يفعله الطفل على افتقاره إلى المهارات التي يحتاجها لضبط سلوكه بالشكل المناسب؛ لذا يجب الاهتمام بتعليمه مهارات جديدة لتكون جزءاً مهمّاً من عمليّة الانضباط، ومنها: المهارات الاجتماعيّة، ومهارات حلّ المشكلات، ومهارات حلّ النزاعات، وغيرها، حيث تهدف هذه المهارات إلى مساعدة الطفل على رؤية بدائل أخرى للتعامل مع المواقف الحياتية غير العنف.[١]
يجب التركيز على تعزيز السلوكيّات الإيجابيّة لدى الطفل لمحاولة تغيير أيّ سلوك خاطئ لديه كالسلوك العدوانيّ، ويكون ذلك بتعليمه سلوكيّات أخرى يُمكنه استخدامها كبديل عن العنف؛ فبدلاً من طلب التوقّف عن العداونيّة عند شعوره بالغضب، يجب إخباره أنّ عليه استخدام الكلمات للتعبير بدلاً من إلحاق الأذى بالآخرين.[٢]
يُمكن للوالدين مدح السلوك الجيّد الذي يُمارسه الطفل لعلاج السلوك العدوانيّ لديه؛ ويكون ذلك عن طريق قول بعض عبارات المديح، ومحاولة إفهامه أنّه يُعتبر أكثر نضجاً ووعياً عند استخدامه هذه السلوكيّات بدلاً من اللجوء إلى الضرب، والعنف، وأذيّة الآخرين، ويُشار إلى أنّ هذه الوسيلة تُعزّز السلوك الجيّد وتدفع الطفل للحفاظ عليه.[٢]
إخراج الطفل من الموقف العدوانيّ
يضطّر الوالدان أحياناً لإخراج طفلهما من الموقف العدوانيّ؛ وذلك لمساعدته على استعادة ضبط عواطفه؛ فمثلاً إذا كانت الأم بصحبة طفلها في المتجر، وأُصيب بنوبة غضب شديدة، وبدأ بركل عربة التسوّق بسبب رفضها لشراء ما يُريده، يُمكنها إخباره بأنّه يُسبّب الكثير من الفوضى، وأنّ الشيء الذي يُريده لا يُمكن شراؤه، وأنّها ستضطّر للمُغادرة إذا لم يهدأ في الحال؛ فإذا لم يستجب لها حينها يجب على الأم تنفيذ ما أخبرته به ومُغادرة المتجر فعلاً.[٣]