كتبت: إنتصار محفوظ سرحان
في إطار الخطة التسويقية لمنتجات الغارمين، والمشاركة بمنتجاتهم في الفعاليات والمعارض المحلية والدولية شارك برنامج الغارمين بمؤسسة “مصر الخير” ، في مؤتمر “الاستثمار العربي الأفريقي والتعاون الدولي” الذي نظمه اتحاد المستثمرات العرب، برعاية جامعة الدول العربية، ووزارتي المالية والتربية والتعليم، في الفترة من 2 إلي 5 نوفمبر الجاري واختتم فعالياته اليوم الخميس.
ونظم قطاع الغارمين بمؤسسة “مصر الخير” جناحًا على هامش فعاليات المؤتمر تتضمن أهم منتجات إنتاج مصانع أبيس بمحافظة الإسكندرية للسجاد اليدوي و مصنع أطفيح للكليم بمحافظة الجيزة، والتي لاقت قبولا واستحسانا كبيرين من جانب المشاركين في المؤتمر، كما تم تكريم برنامج الغارمين علي جهوده في التمكين الاقتصادي وإقامة المشروعات للغارمين والغارمات، وتسلم الدرع المؤتمر عماد عبد الله ،مدير الشئون القانونية ببرنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير، وسلمه الدكتورة هدى يسي، رئيسة اتحاد المستثمرات العرب.
من ناحيته قال عماد عبدالله ،مدير برنامج الغارمين، إن التمكين الاقتصادي لم يكن مجرد شعار لبرنامج الغارمين ولكنه كان مبدأ وعقيدة لتحويل حياة من فك كربهم من الاحتياج إلي الاكتفاء ثم العطاء، حيث تم تطبيقه علي أرض الواقع، فبدأنا مع الغارمين بتوفير مشروعات فردية، ثم تطور الأمر بإقامة مشروعات مجمعة، وبعدها تم افتتاح مصنع للسجاد اليدوي والكليم، ومع كل قطرة عرق، كبر الحلم وأصبح هناك 5 مصانع للسجاد اليدوي والكليم بقرية أبيس بمحافظة الإسكندرية، كما تم إنشاء مصنع بأطفيح بمحافظة الجيزة، ونحلم بأن يكون لدينا مصنعا أو أكثر بكل محافظة.
وأكد أن كل قطعة من إنتاج الغارمين والغارمات سواء كانت سجاد أو كليم أو إكسسوارات، هي قطعة فنية، لها حكاية كبيرة، فكل سجادة أو كليم وراءها حركة نول، وكل نول خفف وجع، وأزال ألم، وكان بداية مشوار جديد كله أمل للعديد من سيدات تحولن من غارمات إلي منتجات، يعزفن بأصابعهن وأيديهن علي كل نول قصة نجاح وفلاح وحرية وحياة كريمة تحفظ لهن كرامتهن، وتوفر لهن دخل ثابت يعينهن علي مصاعب الحياة، كما يحفظن بإنتاجهن علي صناعة السجاد اليدوي التي كانت تشتهر بها مصر وتحتل بها المرتبة الأولى علي العالم، ويعيدن لها الحياة بعد أن كادت أن تندثر”.
وأشار إلي أن مؤسسة “مصر الخير” ، منذ تأسيسها رفعت شعار “تنمية الإنسان..مهمتنا الأساسية”، ولهذا سعت لتنمية مواردها بعمل كيانات اقتصادية لضمان استدامة المشروعات التي تهدف للارتقاء بالمرأة المصرية وإنقاذها بتعليمها حرفة صناعة الكليم، وتوفير الخامات المحلية، وتدريبها على العمل بها، من خلال إحياء التراث المصري فى “صناعة الكليم التى تميزت بها مصر عبر تاريخها”، فضلا عن الاستعانة بالعلم الحديث فى تطويع الماضي ليناسب الحاضر ليصبح جزءا منه، كى يمكن استغلال المنتج وبيعه، بما يحقق الارتقاء لكل سيدة كانت تعانى “الحاجة والفقر”، ونقلها من مرحلة الكفاف إلى الكفاية والكفاءة.
وقال :”بعد سنوات من التعلم، استطعنا أن ننتج منتجا يستطيع أن يخدم كل بيت مصري بأقل سعر ممكن، وبأفضل جودة، وهو ما دفعنا للسير في كافة الطرق لتقديم هذا المنتج إلى الشارع المصري، ومن ثم الخروج إلى العالمية، فأسسنا أكاديمية للسجاد اليدوي للمزج بين التراث وأحداث التصميمات، والرسومات كي تناسب منتجاتنا كافة الأذواق، وتم العديد من المنافذ لتسويق المنتجات، ونجحنا بالوصول إلي تلك المنتجات للعالمية وشاركنا في العديد من المعارض المحلية والدولية الكبري ونالت منتجاتنا استحسان وإشادة من الجميع، وعلي رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي في معرض تراثنا للحرف اليدوية، كما أطلقنا موقعًا الكترونيًا ليكون منفذا دائم لتسويق المنتجات عبر الإنترنت.
وأشار مدير الشئون القانونية إلى أن مؤسسة مصر تمد يدها للجميع لفتح أفاق واسعة من التعاون مع الجميع وفتح أسواق جديدة أمام منتجات الغارمين والغارمات في كافة الدول العربية والإفريقية الشقيقة.
وأوضح أن برنامج الغارمين كان حلمًا بعيد المنال، وسار حقيقة بفضل من الله تعالى وتوفيقه، وبدعم من كافة أجهزة الدولة والحكومة والقطاع الخاص ورجال الأعمال والمواطنين، الذين وضعوا ثقتهم في البرنامج، ليكون طريقهم لفك كرب الغارمين والغارمات ، كأحد مصارف الزكاة الشرعية، ولإدخال البهجة و السرور علي نفوسهم وأسرهم.
وأكد أن مصر الخير من خلال برنامج الغارمين تقدم للجميع نموذجًا في العمل علي حل مشكلة أرهقت الكثير، وظاهرة باتت تؤرق المجتمع وتهدد سلامه الاجتماعي، وجعلت الآلاف من البسطاء ومحدودي الدخل في غيابات السجون بسبب العوز والجهل.
وأضاف : أننا أطلقنا البرنامج في عام 2010 ، ورغم كل الظروف، وبسبب العمل بإخلاص من فريق جاهد ليل نهار من أجل قضية أمن بعدالتها وصدق برسالتها، نجحنا حتي الآن في فك كرب من 75 ألف غارم وغارمة.
وأوضح أنه رغم الظروف الصعبة التى يمر بها العالم أجمع بسبب جائحة فيروس كورونا، لم يتوقف العمل ببرنامج الغارمين، بل ضاعفنا المجهود، لأن الظروف التى نمر بها كانت بمثابة حبلًا مشدود على رقاب المئات والآلاف ممن فرض عليهم تداعيات فيروس كورونا مزيد من الحاجة، ولم يعد الغارمين ممن هم في السجون فقط، حيث ضاق الحال، ولجأ الكثير إلي الدين لمواجهة أعباء الحياة، وبات الهروب من قضاء الدين حلا للآلاف، وأصبح المهددين بالسجن وتشرد أسرهم أكثر من أي وقت مضي.
وأشار إلي أن جهود برنامج الغارمين لم تتوقف عن فك كرب الغارمين وسداد ديونهم وإنهاء إجراءات الخروج من السجن وغلق ملفات قضاياهم، بل عملنا علي تمكينهم اقتصاديا من خلال توفير مصادر دخل دائم لهم تعينهم علي أعباء ومسئوليات الحياة وتوفر لهم حياة كريمة.