بقلمي : ماجي المصري
هل تتذكرون ذلك الشعار القديم الذي رفعه الرئيس الأمريكي قبل 37 عاما ليدق ناقوس الخطر حول ضعف عملية التعليم الوطني في بلاده؟!!!
كان شعار ذلك التقرير “الأُمة في خطر”
فبدا الأمر إلزامي بإصلاح التعليم في عهد الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان عام 1983 وكان نشره حدثًا بارزًا في تاريخ العملية التعليمية الأمريكية الحديثة.
فمن بين عدة أمور، ساهم هذا التقرير في النمو الذي لم يحدث قبل ذلك مطلقًا ( ولا يزال موجودًا ) للشعور بأن المدارس الأمريكية قد ضعفت وتأثرت بموجة من جهود الإصلاح المحلية والحكومية والفيدرالية
ورغم أننا نعاني من تدهور العملية التعليمية منذ زمن بعبد إلا أننا اليوم نرفع شعارا اهم هو
“أمة الأخلاق الحميدة في خطر”
بعد ان تزايدت حالات التجاوز الأخلاقي وبلغت حدا لا يطاق… في ظل غياب الإهتمام بتوجيه الأجيال إلى أهمية موروثنا الأصيل من العادات و التقاليد والأخلاق
وتقترب من واقعنا المعاش حيث
اثارت قضية المدعوة ” حنين حسام ” الرأي العام وخاصة رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا وسط ردود أفعال متباينة تعاطف معها البعض ورأي انها ضحية الإهمال والحاجة
والبعض الآخر صب فوق رأسها اللعنات هي وامثالها من فتيات المواقع الإباحية او منصات الدعوة الي الدعارة الإلكترونية.
لكننا هنا نتوقف امام سؤال هام ‘
ما الذي اغرى اولئك الفتيات الصغيرات الي السير في هذا الطريق المعوج؟
ربما كانت الإجابة هي أن حنين وامثالها اغراهن المال وطريق الثراء السريع فهذه المواقع تقوم باغداق المال والهدايا علي -الفتيات الصغيرات واغرائهن بالدولارات وما شابه من العملات مقابل مشاهد إباحية يقدمن فيها الفتيات اجسادهن العارية وكلما زاذ المكشوف وزادت حركات الاغراء امام الكاميرات كلما زاد المكسب وزاد اغداق المال وزاد عدد المتابعين.
ولعلنا جميعا ندرك إن القضية لها الكثير من الأبعاد اولها غياب دور الأسرة وعدم مراقبة الآباء والأمهات لتصرفات الأبناء والبنات هذا بجانب إهمال الام لبناتها وعدم قربها منهن وخاصة في سن المراهقة
رغم ان دور الام في حياة بناتها دور جوهري حيوي فهي المعلمة الاولي وهي الأخت وهي الصديقة والحارس الأمين الساهر علي تصرفات البنات.
ودعونا نتساءل في اسى : كيف لام تري ابنتها تخرج بملابس شبه عارية ومكياج صارخ وغير مناسب لسنها وتغمض عينيها عما تري ؟؟!!!
وكيف لام تري ابنتها تخرج وقتما تشاء وتعود وقتما تشاء دون حساب؟؟!!!
وكيف لام تري ابنتها تنفق الأموال ببذخ دون ان تعرف مصدر هذه الاموال؟؟!!!
إن القضية هنا هي قضية تفكك وانهيار اسري داخل البيت اسرة مظهرها متماسك وباطنها الضياع،
هي اسرة فقدت دور الام وضاع فيها دور الاب والنتيجة ابناء بهذا القدر من السوء
ان حنين وامثالها لم يتربين التربية السليمة ولم يجدن من يزرع فيهن حب الفضيلة والبعد عن الرذيلة
ولم يجدن من يعلمهن الحلال والحرام ولم يتربين علي واعظ ديني يحميهن من الانحراف و الضلال.
والمؤسف ايضا انه مع غياب دور الأسرة غاب ايضا دور المدرسة واهمال التربية في وزارة التربية قبل التعليم وفقدت المدرسة دورها الاول وهو التربية والتهذيب وتعديل السلوك المعوج قبل التعليم
وبإهمال التربية في مدارسنا كانت النتيجة نشأة جيل كامل من البنات والشباب فاقد للقيم والمبادئ
الغاية تبرر الوسيلة فتيات صغيرات تتاجرن باجسامهن العارية وحركات الاغراء لجذب اكبر عدد من الرواد
انها كارثة جيل
كل همه الحصول علي المال والثراء السريع مهما كان الطريق.
ومن هنا نوجه الدعوة لكل الأسر و المسئولين والقائمين علي التربية والتعليم بالقيام بدورهم في حماية وتحصين اولادهم بالفضائل وزرع القيم والمبادئ في نفوس الصغار فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
وعلي المسئولين عن مواقع التواصل الاجتماعي ومباحث الانترنت بالضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بنشر الإباحية في المجتمع وتجنيد الصغيرات في اعمال الدعارة والأعمال المنافية للأدب
واتمني ان يكون هناك اهتمام من الأخصائيين الاجتماعيين الأطباء النفسيين بوضع وسيلة لتعديل سلوك أولئك الفتيات واصلاح احوالهن ووضعهن علي الطريق القوم فليس السجن هو الحل السليم.
.