دمياط _فريدة الموجي
كان هنآك راعي قائد في جيش الملك وكان القاضي يبغض الراعي فدبَّر لهُ مكيدة جعلت الملك يحكم على الراعي بالإعدام بالسيف.
ذهبت أم الفقير إلى الملك تلتمس عفوَه فاستحيى الملك منها لأنّ عمرها جاوز المئة عام.
قال لها الملك :
سأجعل القاضي يكتب في ورقتين الأولى يُعدم وفي الورقه الثانيه لايُعدم.
ونجعل إبنكِ يختار ورقة قبل تنفيذ الحكم فإن كان إبنُكِ مظلوماً نجّاه الله.
خَرجَت المرأةُ والحزنُ يعتريها؛ فهي تعلم بأنّ القاضي يكره إبنها وعلى الأرجح أنّه سيكتب في الورقتين يُعدم.
قال لها إبنُها:
لا تقلقي يا أُمّاه.
ودعي الأمرَ لله الكريم…
وفعلا قام القاضي بكتابة كلمة يُعدم في الورقتين.
وتجمّع الملأُ في اليوم الموعود ليَرَوْا ماذا سَيُفعَل بالراعي ؟
ولما جاء الراعي في ساحة القصاص قال له القاضي وهو يبتسم بخبث:
إختر واحدة.
إبتسمَ الراعي وإختار ورقة؛ وقال :
إخترتُ هذه.
ثم قام بِبلعِها دون أن يقرأها.
إندهشَ الوالي وقال ماصَنَعت يا راعي؟
لقد أكلتَ الورقة دونَ أن نعلمَ مابها.
قال الراعي:
يامولاي إخترتُ ورقةً وأكلتُها دون أن أعلمَ مابها ولكي نعلم مابها ، أنظُر للورقه الأخرى فهي عكسها.
نظرَ الملكُ للورقةِ الباقية فكانت (يُعدم).
قال الحاضرون :
لقد إختارَ الراعي أن لا يُعدم.
بقليل من التفكير نستطيع صُنع أشياء عظيمة.
فأذا أردتَ صُنع الاشياء العظيمة عليك بالتفكير ” .. لكن قبل التفكير يجب أن تعلم أنَّ لكُلّ داء دواء