كتب : عبده الشربيني حمام
تتقدّم المفاوضات بين حركتيْ فتح وحماس بشكل ملحوظ. يعتقد الكثيرون أنّ مشروع المصالحة من الممكن أن يؤتي ثماره في الأسابيع والأشهر القادمة، خاصّة إذا تمكّنت الحركتان من الحفاظ على الوضع الحاليّ وتعزيزه إلى ما بعد الانتخابات التشريعية القادمة التي من المقدّر إجراؤها في غضون ستّة أشهر. يبقى هذا المشروع الوطنيّ مُحاطًا بمخاطر وتحدّيات، لعلّ من بين أهمّها التدخّل الأجنبي في شؤون فلسطين واختراق بعض الدول للحركات الفلسطينية.
ألقى الاجتماع الأخير بين حركتي فتح وحماس في تركيا بظلاله على المنطقة، بعض الدّول العربيّة لم تكن سعيدة بمكان عقد اللقاء، على رأس تلك الدّول الأردن و مصر.
مصر التي عُرفت بسماندتها للسلطة في رام الله و أيضا بخلافاتها الحادّة مع تركيا على خلفيّة ملفّ حقول الغاز وملفّ التدخل التركي في ليبيا الى جانب الخلاف العميق بسبب دعم أنقرة لجماعة الاخوان المحظورة, أبدت غير مرة استعدادها للعب دور الوسيط بين مختلف الفصائل الفلسطينية لحل النزاع القائم بينها. دول عربيّة أخرى حذّرت ولا تزال تحذّر السياسيّين الفلسطينيّين من مغبة السماح بالتدخّل الخارجي في شؤون فلسطين، ومن اختراق بعض الدول على غرار إيران و تركيا لبعض الحركات السياسيّة، وعلى رأسها حماس، إذ تستغل إيران حاجة حماس للدعم المادّي والعسكريّ واللوجستيّ من أجل تدعيم نفوذها في المنطقة، والآن تُريد التوسّع من غزّة إلى الضفة الغربيّة بعد الانتخابات الفلسطينية القادمة.
هذا و قد ردّت بعض قيادات حماس على الأقوال المُشاعة مؤخّرًا مدعية أنّ حماس حركة مستقلّة لا تخضع لأيّ ضغط خارجيّ ولو كان جهة مانحة. في المقابل تُشير بعض التقارير الإعلاميّة إلى أنّ إيران تضغط على مشعل من أجل سحب ترشّحه للانتخابات الداخلية في حماس، حتّى تخلو الساحة لإسماعيل هنيّة، كونه مرشّح إيران الأوّل.
تؤكّد قيادات حماس من حين لآخر أنّ إيران شريك استراتيجي مهمّ لها لكنّها ليست تابعة له ولا تخضع له ولا تتلقّى تعليمات منه , الا ان واقع الحال يكشف زيف هذه الادعاءات بحسبب عدد من المحللين الذين يعتبرون ان نظام الملالي قد نجح منذ سنوات في ادخال حماس لبيت الطاعة .