كتب / عبده الشربيني حمام
ما لبث الوضع الوبائي في الضفة الغربیة وغزة أن استقرّ حتّى عاد الفیروس للانتشار في بعض المحافظات والمدن. ھذا الوضع الصحي
یؤثر بصفة مباشرة على الاستقرار السیاسي والاقتصادي في البلاد ویطرح تحدّیات جادّة، خاصّة مع محاولة بعض الأطیاف السیاسیة في
فلسطین استغلال حالة اللااستقرار ھاتھ.
نشرت مواقع إعلامیة مؤخرا تقاریر رصدت المجھودات التي تبذلھا بعض الأطیاف السیاسیة في فلسطین لزعزعة الاستقرار من أجل
خدمة مصالحھا المحدودة والضیقة.
بعض التقاریر ذكرت حركة حماس باعتبارھا أحد الحركات الفلسطینیة البارزة التي تعمل على “بثّ الفوضى”
و”الدعوة للعنف” حسب ما ورد في بعض التقاریر الصحفیة. وقد ذكرت إحدى الصحائف الالكترونیّة أنّ حماس تزعم تسریب تقاریر
مستقاة من المخابرات العامّة الفلسطینیة. وقد حرصت حماس على تشویھ سمعة السلطة الفلسطینیة برام الله وإخراجھا في صورة السلطة
الفاسدة غیر المقتدرة على إدارة البلاد في وقت حسّاس كھذا الوقت الذي تمر بھ فلسطین.
كما عملت حركة حماس وحركة الجھاد الإسلامي على إعادة نشر تصریحات لبعض قیادیّي ھاتین الحركتین وركّز الفصیلان على التصریحات التي فیھا دعوة مباشرة لمواجھة الكیان الإسرائیلي. مقابل التحریض الذي تمارسھ بعض الأطیاف السیاسیة ھناك معضلتان
أساسیّتان: الأولى أنّ الشعب الفلسطیني لا یرغب في اصطدام مباشر مع الكیان المحتل لأنّ ذلك لا یخدم الاقتصاد الفلسطیني المتضرر
جدا من جائحة كورونا. الثانیة ھو تشكیك الكثیر في نوایا ھذه الأطیاف السیاسیة الداعیة للعنف. البعض یعتقد أنّ ھناك حركات تحاول
تسجیل نقاط على حساب خصومھا السیاسیة التقلیدیة.
الوضع متحرك للغایة في فلسطین. من جھة تشكل الكورونا خطرا مباشرا على أرواح الفلسطینیین وآخر غیر مباشر على الحركیة
الاقتصادیة بالبلاد. من جھة أخرى یواجھ الفلسطینیة خطر مشروع الضمّ. كیف سیكون مستقبل فلسطین على ضوء ھذه التحدیات ؟