كتبت هناء عبد الرحيم
اليوم أجلس على مقعدي في بيتي هادئة مطمئنة و تجول بخاطري ذكريات هذا الشهر
أعتقد ان الجميع اليوم يتحدث أو ينتظر من يتحدث عن ثورة الثلاثين من يونيه(30يونيه) و وسط كثير من الأقاويل و التحليلات السياسية أو العسكرية لا أجدني إلا وانا اسبح بالذكريات في أيام الخامس من يونيو في العام السابع والستين ولعل الكثيرين منكم يندهش ما الذي أتى بهذا التاريخ وجعل تلك الذكريات تقفز إلى عقلك في هذا التوقيت ؟؟
وأقول إن الإنسان الناضج مكتمل الفكر صاحب البصيرة والتخطيط السليم هو من يصنع من الهزيمة انتصارا ومن الضعف قوة و من الياس أمل، وهذا بالضبط ماكان من قوات وقادة جيش مصر الباسل فمع تكالب الدول التي تسمى عظمى علينا في الخامس من يونيو و وقوع النكسة وهزيمتنا و انسحاب قواتنا إلا أن العودة كانت قوية ومدوية جعلت العالم كله في حالة ارتباك وكما وصفها الزعيم الراحل السادات قائلا:( إن حرب أكتوبر وعبور قواتنا المسلحة للقناة أربك العدو و أفقده صوابه )
و كان النصر والبناء لقواعد الدولة والحياة السياسية والنيابية ودارت عجلة الإنتاج .
ولا يمنع انتصارنا على الاعداء من الخارج وجود بعض الأعداء في الجبهة الداخلية ولكنهم وان وكانوا يتلونون و ينافقون إلا أنهم لا يحسنون التخفي لفترات طويلة و ما يلبث كل منهم يخرج إلى السطح ويكتشف أمره وتبدأ الدولة ومؤسساتها في التصدي لهم جميعا لنكمل مسيرة الحياة والكرامة والعمل .
بعد تنحي الرئيس الراحل مبارك عن الحكم بعد أحداث الخامس والعشرين من يناير و تغير الخريطة السياسية والمجتمعية لمصر واستمرار عمليات التغير والاختيار وتدهور أحوال البلاد كنا على وشك نكسة أخرى لا تقل في خطورتها عن ١٩٦٧م ولكن يقظة الشعب ومساندة الجيش وتوافق العمل المجتمعي لصالح تلك البلاد وإعادة هيبة الدولة كان النصر الذي دور في كل العالم والقرار المصري الذي لا يسمح بتدخل دول أجنبية في تحديد المصير لأبناء الوطن
فكانت صيحات الثلاثين من يونيه بضرورة العمل وإعادة الحياة إلى مسارها الصحيح
و كما ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ثورة30يونية ابطلت كل المحاولات المستميتة لطمس الهوية المصرية
و كعادتها دائما تضرب القوات المسلحة المصرية مثالا للعالم في الحفاظ على الأرواح والمنشآت وحمايتهم، وهذا ما تجلى في ثورة 30 يونيو، حيث نجحت القوات المسلحة في حماية الشعب المصرى من بطش ا الإرهاب في يونيو 2013، حيث لم ولن يحدث أن تتخلى القوات المسلحة عن الشعب يوم. ولبت القوات المسلحة نداء الشعب لحماية البلاد ، وإنني وأعجب أشد العجب من هؤلاء الذين لا يرون من يونيه إلا الخامس منه وينسون الثلاثين منه و يصفونه بشهر النكسة وينسون الانتصار والتطهير من الضياع و الحفاظ على هوية الدولة وإعادة البناء .
الثلاثاء من يونيه كشف الوجه الحقيقي القبيح لكثير من المؤسسات الأفراد الذين عاشوا بيننا و استغلوا طيبة البعض وحاجة البعض الآخر لتنفيذ أجندات و مصالح خاصة
كشفت الوجه القبيح التستر خلف عباءات من الإصلاح التدين الواهي الذي يبتعد عن الروح السمحة وحفظ الأرواح والممتلكات وحقوق المواطنة
لا ادعي لنفسي القدرة عل التحليل السياسي أو العسكرية ولكن كفرد و مواطنة مصرية عاشت و ذاقت من تلك الفئة المتسلقة والمتسلطة الكثير من الظلم والتعدي على الأرواح والممتلكات أتحدث و أرسل التحية للثلاثين من يونيو وإلى كل أفراد المجتمع كما أرسل الخامس التحية إلى السادس من أكتوبر واعترفت بهزيمتها أمام قوة واحقية السادس بما قدمه وأصبح عليه لاحلى بالمصداقية ونقدم التهاني لجموع الشعب المصري .
#من – الخامس- إلى- الثلاثين