كتبت ليلى شتا
ماهى السعادة لم يرد فى كتاب الله معنى السعادة إلا فى موضعين فى أيتين..وفى سياق الآخرة ونعيمها وحسابها… والموضعين..انٓما أتيا فى سورة واحدة.وهى سورة هُود.تلك السورة التى قال فيها افضل الخلق ..فأما الموضع الأول..يقول جلٓ وعلا : يوم تأتى كل نفس لا تكلم إلا بأذنه.فمنهم شقىٓ وسعيد ) هود ١٠٥…وأمٓا الموضوع الثانى للسعادة..وهو فى الآخرة أيضاً ..وهو فى نفس السورة..إذ يقول أحكم الحاكمين : ( وأمٓا الذين سُعدوا ففى الجنٓة خالدين فيها ) هود ١٠٨..وهو ما يؤكد أحبتى انٓ السعادة الحقيقية إنما هى فى الأخرة..وهئ لمن أعد لها من زاد إلى يوم الميعادالسعادة..أحبتى
قديما قال شاعر العرب :
ولست أرى السعادة جمع مال….ولكن التقى هو السعيدُ…
تلك السعادة التى طالما بحث عنها ابن آدم.بل وأفنى عمره ليجدها.ومع هذا..لم يكن له نصيبا وافرا منها.لا لشئ إلا أنه لم يعرف المعنى الحقيقى للسعادة.ليتخذها هدفا للحصول عليه…
_ والعاقل من بنى البشر الذى أنعم الله عليه بالفهم الصحيح لمعنى السعادة..فهى ليست بجمع الأموال والعقارات والسيارات.أو بالحسب والنسب..أو بالتباهى بالأولاد وكثرة العرض بل إن المعنى الحقيقى للسعادة هو الرضا بما قسمه الله لكل منا فى الحياة الدنيا…فالله سبحانه وتعالى هو الذى قسم الأرزاق بيِن العباد.وجعل بعضهم فوق بعض درجات لحكمة لا يعلمها إلا هو وكل شئ عنده بمقدارعالم الغيب والشهادة الكبير المتعال..
.فأن فهم الإنسان ذلك المعنى ورضى به أراح الله باله وأسعد قلبه فى كلا الدارين وان لم يرضى بما قسم الله له. سلط عليه الله الدنيا ونفسه فايعيش تعيسا يتخبط فيها.ويخسر دنيته وآخرته وصدق أحكم الحاكمين إذ يقول فى حديثه القدسىٓ : ( عبدى : أن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وإن لم ترضى بما قسمته لك فاوعزتى وجلالى..لاُسلطنٓ عليك الدنيا..تركض فيها ركض الوحوش فى البريٓة .ثم لا يكون لك فيها إلا ما قسمتٓه لك..)
_. وحينما سُئل أحد الصالحين عن المعنى الحقيقى للسعادة فقال :
يُسعدك و يُغنيك عن الدنيا : مصحف شريف، وبيت لطيف، ومتاع خفيف، وكوب ماء ورغيف، وثوب نظيف ،
فالعزلة مملكة الأفكار ، والدواء في صيدلية الأذكار ،.
وإذا أصبحت طائعاً لربك، وغناك في قلبك، وأنت آمن فى سربك، راضٍ بكسبك، فقد حصلت على السعادة، ونلت الزيادة، وبلغت السيادة.
وأعلم أن الدنيا خداعة، لا تساوي هم ساعة، فإجعلها لربك سعياً وطاعة أتحزن لأجل دنيا فانية..أنسيت الجنان ذات القطوف الدانية.أتضيق والله ربك آتبكي والله حسبك .
فالحزن يرحل بسجدة.. والبهجة تأتي بدعوة والعافية إذا دامت جهلت ، و إذا فقدت عرفت فاشكروا الله دائماً فالجلوس بعد السلام من الصلاةالمكتوبه من أعظم الأوقات التي تنزل فيها رحمة الله عز وجل فلا تستعجل بالقيام أستغفر ، وسبح رب الأنام وأقرأ آية الكرسي ولاتنس بأنك في ضيافة الرحمن عز وجل وتذكر قوله تعالى.(فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ) الانشراح ٧.
_ بل أن أحد العارفين بالله..قد عد للسعادة الحقيقية إمارات فى الدنيا يجريها الله على من يصطفيه من عباده.وهى بمثابة البشرى فى الدنيا لذلك العبدوتلك المشاركات هى سكينة للنفس..وطمأنينة فى القلب وإنشراح فى الصدروراحة للبال والضمير ..وأما معنى السعادة.فهى ما يُنعم به الخالق على صفوة عباده فى الاخرةوان الدنيا ماهى إلا دار إبتلاء وشقاء وفناءوان الآخرة هى دار الجزاء.وعندها يرى من كتب لهم أنهم من أهل الرضا جزاء عملهم وصبرهم فى الدنيا من رحمات رضوان الله عليهم ومصاحبتهم للأنبياء والصديقين والشهداء ورؤيتهم لنبيهم أفضل الخلق محمد صل الله عليه وسلم ورؤيتهم لوجه الجليل الجبار مصداقا لقوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة .إلى ربها ناظرة ) القيامة٢٢_٢٣ ..
وانٓ أشدٓ ما أثر فى عند سؤال أحد العارفين أن يصف لهم نعيم الجنة فردِ عليه الأمام على بعبارة بليغة موجزة..لو عرفها الناس لظلوا متمسكين بهدي أفضل الخلق متبعين لأوامره نعم أحبتى رد الإمام على تلاميذه..واصفا لهم جماع نعيم الجنة
وأفضل مُتعها قائلا : ( حسبكم من نعيم الجنةأن فيها حبيبك محمد رسول الله
صل الله عليه وسلم.
.جعلنى الله وإياكم من الراضين بقضاءه.الشاكرين لنعمائه الحامدين له فى السراء والضرِاءاللهم آمين