كتب / حمزه سليمان لطفي .
مريم بوجيتو ” ٢١ عام ” هي فتاة فرنسية أباً عن جد ، مسلمة محجبة تترأس الاتحاد الوطني
لطلبة فرنسا في جامعة السوربون بباريس، أول ظهور لها كان في قناة M66 بوصفها رئيسة
الاتحاد الوطني للطلاب ، و منذ ظهورها تعرضت لموجة هائلة من الشتم و الانتقاد لأنها محجبة
وتحولت قصتها إلى قضية سياسية وثقافية خاض فيها العديد من السياسيون والوزراء إلى أن
وصل الأمر لمهاجمتها من قبل وزير الداخلية نفسه .
بدأت قصة مريم بوضوح أكثر بدايةً من عام 2018، وتحديداً بعد ظهورها في مقابلة على القناة
التلفزيونية الفرنسية “إم 6” ، حيث أنه في ذلك الوقت شهدت مواقع التواصل، ردود أفعال
متباينة حول الطالبة، إذ لم يرقى للبعض رؤية فتاة مسلمة ترتدي الحجاب وهي تتحدث باسم
نقابة طلابية على شاشات التلفزة الفرنسيه حتى أُثيرت قضية تلك الفتاة المحجبة في أوساط
الطبقة السياسية الفرنسية الصحف التي جعلت من الموضوع قضية رأي عام .
وحسب شبكة “BBC عربية”، عبّر وزير الداخلية الفرنسية “جيرارد كولومب”، عن
“استفزازه وصدمته” من رؤية المسؤولة عن نقابة طلابية بالحجاب وعلى تلفزيون فرنسي،
لترد “بوجيتو” عليه بالقول “تصريحك مثير للشفقة، حجابي ليس له وظيفة سياسية، إنها
عقيدتي” ، مما أدى إلى تزايد تعلق الطلاب بها .
واعتبرت وزيرة الدولة المكلفة بالمساواة بين الرجال والنساء “مارلين شيابا”، أن الأمر
“إسلاما سياسيا”، فيما علّقت كاتبة فرنسية أخرى بالقول إن هذا “اختراق من جماعة الإخوان
المسلمين للعمل الطلابي”، في حين دافعت “بوجيتو” عن حجابها الذي “جاء عن قناعة دينية
في ظل احترام القانون والآخرين”
ومنذ ظهورها في برنامج تلفزيوني فرنسي، الأسبوع الماضي، والانتقادات الموجهة لها ما تزال مستمرة بسبب الحجاب الذي كانت ترتديه، وعلى إثره عاد الجدل مجددا إلى الساحة
السياسية والإعلامية بخصوص العلمانية وإظهار الرموز الدينية في الأماكن العامة بـ فرنسا
وقالت “بوجيتو” في حوارها على موقع “بازفيد” الإخباري باللغة الفرنسية، إن تعليقات
السياسيين في أعقاب ظهورها “سيئة للغاية”، مضيفةً أنها “لم تتوقع أن يصل الأمر إلى حد
أن يصبح الأمر شأن دولة”، مردفةً “من المحزن أن يدلي الوزراء بمثل هذه التصريحات” في
دوله تدعي تكفلها بالحريات العامه .
بوجيتو اللتي تترأس اتحاد الطلبة في جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس والمسمّى
اختصارا بـ”أوناف”، واللتي ظهرت في حديث وثائقي تتحدث فيه عن احتجاج الطلبة على
إصلاحات التعليم، التي اقترحها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون ، واللتي على إثرها بدأ
الطلبة تظاهرات في شهر أذار الماضي، احتجاجا على خطط تتيح للجامعات العامة سلطة وضع
معايير الالتحاق بالدورات الدراسية الأساسية للمرة الأولى، مما يتعارض مع السياسة الحالية
التي تضمن للطالب مكانا في إحدى الجامعات العامة .
أصبحت خاصةً بعد ظهورها مرتديةً الحجاب خلال تحدّثها عن تلك الإحتجاجات الخاصه بإصلاح
التعليم، هدفاً لـ حملة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت إنها تلقت “رسائل
كراهية” خاصةً بعد نشر رقم تلفونها الخاص على الإنترنت.
وذكرت “بوجيتو”، أنها شعرت بـ”الخوف” بعد تلك الحملة، وإنها اضطرت إلى توخي
“الحذر” في الأماكن العامة وأنها “لا تدري ما سيحدث”، فيما قال اتحاد الطلبة الذي ترأسه
في جامعة السوربون، إن “بوجيتو” ضحية “كراهية عنصرية وجنسية وكره للإسلام”.
وأعلنت نقابة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا، عن مساندتها لـ “بوجيتو” التي صرحت بأنها لا
تفكر أبدا في مغادرة النقابة رغم المضايقات التي تعرضت لها، مضيفةً أنها تعتزم الالتحاق
بالعمل الإنساني فور إنهاء دراستها .
وفي الوقت الذي رفض الإستماع لها عدداً من اليمينين واليساريين الإستماع لها وفضلوا
الخروج بدعوى أن حجابها يخالف قيم الجمهورية ولائكية الدولة ، سخرت النائبة الفرنسية
اليسارية “كليمنتين أوتان” ، من انسحاب أعضاء البرلمان الفرنسي من الجلسة بسبب طالبة
محجبة ، تحت دعوى أنه رمز ديني ، وتتساءل : لماذا لم يغادر أحد من النواب جلسات استماع
برلمانية سابقة بسبب ارتداء بعض الحاضرين زيًا لا يحترم مبدأ العلمانية ؟!
وأرفقت بتغريدتها ثلاث صور تحت قبة البرلمان الفرنسي : رجل دين يضع صليبا على صدره ،
وآخر بالقلنسوة اليهودية ، وثالث بزي الرهبان البوذيين ، وهي إشارة إلى أن الغضب هو من
الحجاب وحده ، أو رموز الإسلام وحده ، وهو بدافع عنصري متطرف ولا صلة له بالعلمانية
إلى ذلك، نشرت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، رسما يصور الفتاة المسلمة
المحجبة “مريم بوجيتو” في صورة بشعة، لـ تشارك بذلك في هجمة “شرسة” على الفتاة في
الأوساط السياسية والإعلامية خاصةً مع تزامن تلك الرسومات مع الرسومات اللتي قد نشرتها
تلك الجريده العنصريه وأساءت فيها للنبي الكريم محمد ” صلى الله عليه وسلم ” .
حيث يُشار إلى أن فرنسا فرضت حظرا على ارتداء الحجاب وأي رمز ديني “بارز” في
المدارس الحكومية منذ عام 2004، وحظي القرار بدعم سياسي وعام في بلد يكرس مفهوم
الفصل قانونا بين الدين والدولة، إلّا أن ارتداء الحجاب في الجامعات ما زال قانونياً.
ويُروى أنه يعيش في فرنسا نحو خمسة ملايين مسلم (أكبر أقلية مسلمة في دول غرب أوروبا)
لكن يعتقد أن نحو ألفي سيدة ترتدي النقاب، حيث قال الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا
ساركوزي، الذي فرضت إدارته حظر الحجاب، إن “الحجاب يظلم المرأة وهو غير مرغوب”
ضارباً بكل قوانين الحريه والديمقراطيه مؤكداً أن قوانين دولته الخاصه بالحريات العامه في
الأقوال والأفعال قوانين من ورق خاصةً ضد المسلمين والله الموفق والمستعان .