بقلم // ثناء عوده ..
متى تختفي هذه العبارة من قاموس حياتنا، حيث أنها أصبحت ماركة مسجلة، لا يجوز المرور لأي شيء دون هذا الختم عليها .
فقد كانت مقبولة في العهد البائت، حيث لا يتم إختيار أي منصب في أركان الدولة ومؤسساتها، إلا بعد الختم عليه من الجهات الأمنية، حتى إختيار رؤساء الاتحادات الطلابية في الجامعات، وفي كل شيء لك أن تتخيله أو لا تتخيله، فهذا كان واقع مؤلم للأسف، وكانت هذه العبارة من أحد أسباب اندلاع ثورة يناير، بل كان السبب الأهم، وهي الحرية ف الله خلقنا أحرار .
وكنا نتأمل بعد ثورة يناير، أن تتلاشى وتندثر هذه العبارة، من قاموس مفرداتنا اليومية، وخصوصاً على حرية الرأي والفكر، والقلم الحر الذي لا يجب كسره على أعتاب الأسباب الأمنية، وخصوصاً أننا جميعاً نقف على أرضية وطنية مشتركة .
فأنا علي المستوى الشخصي، كتبت مقالا لم أقصد منه سوى الصالح العام، وأدق ناقوس خطر ولفت الإنتباه إلي التصريحات الحكومية، فيوجد من يتربص بنا في الداخل قبل الخارج، ويأخذ من هذه التصريحات مادة خصبة وزريعة لتأجيج الرأي العام وزراعة الفتنة بين طائفة من المجتمع، فكثيرا من الحاقدين يجتزئون التصريحات من سياقها .
فإذن وجب على الحكومة إختيار كلماتها بعناية، حتى لا تدع مجالاً للتربص بها .
فأنا لم أجد فى هذا المقال مايدعو لتدخل الأسباب الأمنية، فلم أجد جريدة توافق على النشر، إلا من رحم ربي ممن فهم الغرض الحقيقي والنوايا الحسنة للمقال، فالحكومة بشر لها من الإيجابيات الكثير، وأيضاً لها بعض السلبيات، فمرارا وتكراراً اثنينا عليها وعلي انجازاتها، وعند وجود شيء سلبي وجب علينا النقد البناء .
فلابد أن تعلم الأسباب الأمنية، أننا شركاء في هذا الوطن، وكلا منا يعبر عن حبه للوطن من منظوره هو، فأنا احب وطني بطريقتي، وعندما انتقد شيء سلبي، فإنني انتقد الفعل وليس الفاعل .
ولكن النقد البناء الموضوعي، دون التشكيك في النوايا، ومن دون أي تجريح أو إسفاف، النقد الموضوعي الذي يصل بنهاية المطاف للصالح العام الذي نبتغية جميعاً .
وأما المغرضين والطابور الخامس، فأنا مع الأسباب الأمنية قلبا وقالباً، فهؤلاء لا يرون في البلد سوي السلبيات مهما تعاظمت الإيجابيات والانجازات .
وأخيراً
أرجو أن يرى مقالي هذا النور .