بعد أن قدم الأهلى مباراة دفاعية متوازنه فى بريتوريا، حيث نجح مارسيل كولر، المدير الفنى للأهلى، في إيقاف كما نجح بطريقة اللعب التي فاجاء كولر بها الجميع حتى أنه استطاع ان يهدد مرمى الحارس” رونيون ويليام” أكثر من مرة،
كتب أسعد عثمان
ما أصعبها عودة
وهو الأمر الذي زرع الطمأنينه في قلوب محبي الأحمر استعدادًا للقاء الإياب مع منافسه اللدود صن داونز الجنوب أفريقي في نصف نهائي أفريقيا حيث يستضيف استاد ألقاهرة اللقاء في تمام السابعة مساء يوم الجمعة.
وكان كوللر قد اعتمد في لقاء الذهاب على خمسة لاعبين فى الخط الدفاعى فى غلق الممرات الخمسة الطولية بالملعب، ووجود اللاعبين محمد هانى ومصطفى العش على جانبى الملعب أغلق المساحة أمام ظهيرى صن داونز المنوط بهما توسيع الملعب، مع تراجع جناحى الأهلى إلى الوسط لمواجهة انطلاقات الجناحين فى العمق، بالإضافة إلى تغطية مروان عطية المساحة فى عمق الملعب، وبكل هذه الترتيبات التكتيكية لم يصل صن داونز للمرمى الأحمر طوال ٩٠ دقيقة.
ولكن على المستوى الهجومى للأحمر، فرغم الاعتماد على الهجوم المرتد السريع والوصول للمرمى، افتقر الأهلى للتنظيم الهجومى، واعتمد على القدرات الفردية للاعبيه، خاصة إمام عاشور الذى تلاعب بمدافعى صن داونز بقدراته الفردية، ولكن دون نمط واضح للأداء الهجومى للفريق أو ترتيبات تكتيكية واضحة متفق عليها بين المدير الفنى واللاعبين.
ومع اقتراب مباراة الحسم، يجدر التساؤل: ماذا يحتاج الأهلى للتأهل لنهائى دورى أبطال إفريقيا؟ وكيف يستفيد من جاهزية لاعبه وسام أبوعلى هجوميًا؟ ولماذا يجب الحذر من صن داونز؟، وغيرها من الأسئلة التى نحاول الإجابة عنها فى السطور الآتية.
أولًا: على الرغم من القوة الدفاعية للأهلى فى مباراة الذهاب، ونجاحه فى غلق المساحات الدفاعية، إلا أن الأداء الهجومى للفريق لم يكن على القدر المطلوب لتحقيق الفوز، خاصة فى عملية الضغط على حامل الكرة من الفريق الجنوب إفريقى.
ويعد بناء الهجمة بالتمرير القصير من الخط الدفاعى من أهم مميزات فريق صن داونز، وفى نفس الوقت يمكن اعتباره أزمة، إذ إن الفريق يفتقد لجودة التمركز أثناء بناء الهجمة وكذلك فى المرحلة الدفاعية، خاصة مدافعة لوكاس سواريز، الذى لا يجيد الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط.
واعتماد كولر على نفس طريقة مباراة الذهاب سيمنح فريق الأهلى أفضلية فى امتلاك وسط الملعب وغلق المساحات الدفاعية أمام تقدم صن داونز الهجومى، ولكن فى حالة جاهزية وسام أبوعلى، فمن الأفضل البدء به فى مركز المهاجم الصريح، وبجواره نيجك جراديشار، كثنائى هجومى فى العمق، وخلفهما إمام عاشور كلاعب حُر يتحول لجناح أيسر فى الحالة الدفاعية للأهلى، وفى الجناح الأيمن جراديشار خلف وسام أبوعلى.
وجود جراديشار ووسام أبوعلى باستمرار فى عمق الملعب فى الحالة الهجومية للأهلى سيكشف الضغط على دفاعات صن داونز، لإجبارهم على الوقوع فى الأخطاء واستخلاص الكرة، خاصة أن ذلك فى حالة بناء الهجمة من لاعبى صن داونز والضغط على حاملها وغلق المساحات المتاحة أمامه للتمرير سيؤزم من عملية خروجهم بالكرة، ما يحصر اللعب فى منتصف ملعب المنافس.
جاهزية وسام أبوعلى تمنح الأهلى أفضلية فى مباراة اليوم، فعلى الرغم من معاناته تهديفيًا خلال الفترة الأخيرة إلا أن وجوده كمهاجم داخل منطقة الجزاء يزيد من الحلول الهجومية للفريق، خاصة فى ظل دخول جراديشار للمنطقة، وكذلك تقدم إمام عاشور على حسب اتجاه الهجمة، ما يجعل فرصة التسجيل أفضل، ويسمح باستغلال المساحات بين مدافعى الفريق الجنوب إفريقى.
السمة الأساسية الواجب وجودها فى الصفوف المتقدمة وفى أداء الأهلى فى مباراة الغد هى الشجاعة الهجومية، خاصة أن مارسيل كولر ضرب مثالًا على الشجاعة فى اتخاذ القرار بتغيير الطريقة فى مباراة الذهاب والاعتماد على ثلاثية قلب الدفاع، ولكن فى مباراة الجمعة لا مجال للسماح بتلقى شباك الأهلى هدفًا، لأن صن داونز لا يريد سوى تسجيل هدف وحيد، وبعدها سيبدأ رحلة الدفاع المستميت عن ذلك الهدف وغلق المساحات، لينقلب السحر على الساحر.
ولذلك، يجب أن يدخل الأهلى المباراة متيقظًا منذ الدقائق الأولى، خاصة فى التمركزات الدفاعية، مع غلق المساحات أمام لاعبى صن داونز لحرمانهم من الوصول للمرمى والتسجيل مبكرًا، مع انتهاج نمط هجومى واضح يعتمد على ضغط من الأمتار الأولى للملعب، لحرمان لاعبى الخصم الجنوب إفريقى من الخروج بالكرة بشكل ناجح، وإجبارهم على التحرك فى مساحات محددة.
النمط الهجومى للأهلى الذى يجب الاعتماد عليه بعد الضغط هو استغلال المساحات بين مدافعى صن داونز وبعضهم، وكذلك المساحات الفارغة بين الخطوط.
فى مباراة الذهاب، ركز كولر خطته على اللاعبين الأكثر جودة بدنيًا وليس الأفضل فنيًا، ولكن فى مباراة الغد فإن الأهلى بحاجة لجميع أوراقه الهجومية، واستغلال الحالة الفنية المميزة التى قدمها إمام عاشور فى مباراة الذهاب، ولكن من المتوقع أن يعمل لاعبو صن داونز على إيقاف الخطورة الهجومية التى يشكلها «عاشور»، لذا يجب على كولر أن ينوع أدواته الهجومية، بين قدرات «إمام» الفردية من ناحية، والنمط الهجومى المشترك به كل لاعبى الفريق.
ثانيًا: على النسق الدفاعى، يجب على فريق الأهلى الالتزام بتمركزاتهم فى حالة فقدان الكرة وحرمان لاعبى صن داونز من الوصول للمرمى، والاستمرار فى عملية غلق الممرات الطولية للملعب، والتى يعتمد الفريق الجنوب إفريقى على اختراقها، وكذلك تضييق المساحات العرضية بين الخطوط وبعضها وبين لاعبى الخط الواحد، لغلق جميع السبل المؤدية إلى مرمى الحارس محمد الشناوى.
وفى الركلات الثابتة، يجب على فريق الأهلى الالتزام بالمراقبة الذاتية لمهاجمى صن داونز، خاصة فى الركلات الركنية.