صباح_مصري
إعترافات زوجة رجل مهم…
بقلم: د. سمير المصري
تروي إحدى السيدات، بعد عشرين عامًا من الزواج، أنها اكتشفت حقيقة عظيمة عن الرجل…
اكتشفت أنه ذلك الإنسان الذي يضحي بكل ما بين يديه ليمنحه لشقيقته، أو ابنته، أو والدته، أو والده، أو زوجته، أو حتى حفيده
هو من يضحّي بعمره، بشبابه، وبصحته من أجل زوجته وأولاده من خلال عمله المتواصل، وأحيانًا حتى ساعات متأخرة من الليل، دون كلل أو تذمر أو شكوى.
هو من يسعى لبناء حياة كريمة لأسرته، ومستقبل مشرق لأبنائه، حتى لو اضطر للعمل في وظيفتين أو أكثر، ولو على حساب صحته وراحته.
هو من يكافح ويناضل بصمت، ثم يتحمل عتاب والديه، وتوبيخ رئيسه، ولوم المجتمع من حوله.
فهو دائمًا في قفص الاتهام:
إن خرج ليُرفّه عن نفسه قليلاً، وُصف بأنه غير مسؤول.
وإن بقي في المنزل، قيل عنه إنه كسول.
إن وبّخ أبناءه عند الخطأ، أصبح متوحشًا.
وإن سكت، فهو متساهل.
إن منع زوجته من العمل، اعتُبر متسلطًا.
وإن وافق، قيل إنه يستغلّها.
إن سمع كلام أمه، وصفوه بالخاضع.
وإن استمع لزوجته، قالوا عنه خانع.
ورغم كل ذلك، يبقى الأب هو الإنسان الوحيد في هذا العالم الذي يتمنى أن يكون أولاده أفضل منه في كل شيء.
هو من يدعو لهم بالخير وهو في قمة خيبة أمله، ويتحملهم صغارًا حين يدهسون قدميه، ويتحملهم كبارًا حين يدهسون قلبه.
الأب يعطي أبناءه أفضل ما يملك، بل كل ما يملك، وإن لم يستطع أن يهبهم الدنيا، فهو يحاول أن يمنحهم الشمس، والقمر، والنجوم… بل ويحاول أن يطوّع لهم السماء لو استطاع.
وإذا كانت الأم تحمل أبناءها تسعة أشهر في أحشائها، فإن الأب يحملهم في عقله وتفكيره طوال العمر.
فالعالم بخير… ما دام ربّ العائلة بخير.
الخلاصة:
تختم هذه السيدة الشجاعة اعترافها قائلة:
“احترموا كل رجل وكل أب في حياتكم، فأنتم لن تدركوا أبدًا كمّ التضحيات التي يبذلها من أجلكم.”
ليتكم ترسلون هذه الرسالة لكل رجل تعرفونه، علّها تُسعد قلبه،
وأرسلوها أيضًا للنساء، ليعلمن عِظم النعمة التي أكرمهن الله بها..
لكن يبقى السؤال:
هل كل الرجال يمتلكون تلك الصفات؟
وهل كل امرأة تمتلك شجاعة هذا الاعتراف؟
غدًا صباح مصري جديد..
د. سمير المصري