المنتصر و الخاسر.
بقلم عبير مدين
بعد أشهر ثقال تضررت دول المنطقة خلالها رست سفينة السلام على جوديها
واعلنت كل من اسرائيل وحماس الموافقة على وقف إطلاق النار وسيتم تبادل الأسرى والرهائن وسيتم إعادة إعمار قطاع غزة مثل كل مرة وستعود اسرائيل
لاستفزاز أهله مثل كل مرة نفس السيناريو الذي اعتدناه وإن اختلفت النتائج هذه المرة
فهذه نتائجها كانت أوسع وشكلت مفاجآت على الساحة السياسية للمنطقة اسرائيل لم تخسر وحماس لم تنتصر
المنتصر دولة لبنان تخلصت من دولة حزب الله وأصبح لها رئيس وجيش
الخاسر ايران قطعت اذرعها في المنطقة ذراعا تلو الآخر
شل جسد حزب الله اللبناني بعد مقتل رأسه حسن نصر الله وخليفته
تخلت عن حماس بعد أن تسببت في مقتل أبرز قياداتها وفي سوريا وقع الأسد في المصيدة واطيح به بعد أن ظن أن الأرض استقرت له وتزينت وقضى على معارضته
لم يتبقى لها إلا الحوثي في اليمن وسمومها المنتشرة في العراق وبعض دول الخليج
واظن انهم سوف يدخلون في بيات شتوي طويل لأن مع صعود ترامب على سدة الحكم إيران تتحسس رقبتها
وقد بدى هذا جليا مع بداية ولاية الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان والذي ذبحت له اسرائيل القطة في يوم الاحتفال بتنصيبه
وقتلت إسماعيل هنية في سرير حرسه الثوري في اختراق صادم لسيادة إيران على أرضها
وانتظرنا الرد الايراني أيام وليالي فجاء ببعض الصواريخ ذات رؤوس فارغة لا لعدم قدرتها على ملئها لكن لأنها تعلم جيدا أن أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل
وقتها تعني اعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية لذا من ناحية حذرت دول الخليج من السماح
باستخدام القواعد الأميركية الموجودة على أراضيها لتوجيه ضربات لإيران ومن ناحية أخرى غازل الرئيس الإيراني الجديد الإدارة الأمريكية
وصرح أن إيران صديقة للولايات المتحدة وأنها لا تدعم اي كيان خارج أرضها! وكأن ماحدث كان تهيؤات!
ايران تعلم أنها أصبحت تشكل كبوسا لا لدول المنطقة فقط بما يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وهيمنتها على المنطقة
لكنها أصبحت تشكل كبوسا للولايات المتحدة الأمريكية أيضا فهي لا تدعم كيانا إرهابيا لوقت طويل
انظروا كيف تخلت عن طالبان وتنظيم القاعدة و داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي استخدمتها فزاعة لشعوب المنطقة لكنها اليوم لم يعد لها لزوم بعد
أن ركبت دول المنطقة قطار التطبيع مع إسرائيل فوجود إيران أضراره الآن أكثر من فوائده
ولن يعجز أمريكا شيء اذا ارادت دعم كيان جديد تثير به أعاصير المشاكل والأزمات،
وسوف تدخل اسرائيل مرحلة هدوء حذر بعد أن بدأ حلمها بإسرائيل العظمى في الخروج للنور بعد أن توغلت عددا من الكيلومترات داخل الأراضي السورية
واستولت على أسلحة الجيش السوري المنحل وسوف تستأنف رحلة التطبيع مع السعودية وربما رأينا قريبا افيخاي أدرعي على جبل عرفات حاجا أو في الحرم معتمرا
لم يعد في المنطقة إلا الجيش المصري حفظه الله.