من نشأة علي أرض الكنانة فرض عليه عشقها
★آلَلَوٌآء.أ.حً.سِآمًيَ مًحًمًدٍ شُلَتٌوٌتٌ.
• مواطنة إسرائيلية على مشارف الثمانين من عمرها تقول للمذيع في مقابلة بأحد البرامج التلفزيونية «الله مهما أطال في عمري هنا في تل أبيب لن أنسى يوما ما أنني إمرأة مصرية؛ فإذا قسمت روحي أربعة أرباع سأمنح ثلاثة أرباع منها لمصر وربع واحد فقط لإسرائيل؛ مصر إبتلاها الله بحكوماتها ولولا هذه الحكومات الرديئة لظللت إلى الآن أعيش في مصر و أمجدها». تقول للمذيع الذي كان في
عمر إبنها «إسرائيل مهما صرفت عليكم من أموال لن تستطيع أن تحقق لكم ربع التربية التي تربيناها في مصر؛ دعك من كل هذه الإنجازات التي تشاهدها من حولك و سأقول لك شيئا واحدا فقط و هو أن في مصر كان الحب بدون مقابل أما في إسرائيل يجب أن تصرف المزيد من الأموال لكي تحِب و تحَب» و حكت له عن أتعس الأيام في حياتها؛ فقالت «أخذت أماني جارتي وذهبنا إلى سينما أولمبيا بالعتبة لمشاهدة فيلم دليلة بطولة عبد الحليم حافظ و شادية بعدها ذهبنا إلى المنزل سمعنا سيارة بميكروفون تقتحم حارة
اليهود و تنادي على كل الأسر اليهودية هناك و تمنحهم مهلة أسبوعين لكي يغادروا أماكنهم و أعطوهم يوم الجمعة المقبل كموعد يخصص لهم فيه أتوبيسات تنقلهلم إلى ميناء الأسكندرية. كان ذلك في نهايات العام المشئوم عام 1956؛ جردونا من كل أموالنا و ممتلكاتنا وبطاقات هويتنا. و تركونا على سفح باخرة قادتنا إلى اليونان. لكن ثق تماما أن الذين فعلوا معنا ذلك ليسوا المصريين الذين تربينا معهم و نعرفهم و ننحدر منهم. كانت أفعال غريبة تمارس ضدنا من قبل إناس نراهم لأول مرة في حياتنا»….. و
تابعت « و نحن على ظهر باخرة أخرى تنقلنا من أثينا إلى إسرائيل وجدت أبي يبكي قلت له يا أبي لماذا تبكي أتبكي لأنك ذاهب إلى القدس؟!!!؛ كيف تبكي و نحن في كل صلاة ندعو الله أن يكتب لنا زيارة القدس فرد سلامة أفندي أبي و قال لي يا أوديت هذه ليست زيارة إلى القدس من أجل الحج أو إحياء شريعة نحن مطرودون من وطننا يا عزيزتي».
و واصلت كلامها للمذيع الشاب.. «أقول لك شيئا أنا لم أشعر بالإضطهاد إلى حينما وطأت قدمي على أرض فلسطين أعطونا كوخا كي نعيش به؛ بعدما كانت شقتنا في حارة اليهود تمرح بها الخيل لدرجة أن العالم كله يجلس في شقتنا. كانت أمي تعمل خياطة و تفصل الفساتين لكل البنات؛ في يوم واحد كنت تجد في شقتنا أرمن و أقباط و مسلمين و يونانيين و طليان؛ كل هؤلاء يسيعهم بيتنا كل هؤلاء كانوا بمثابة حفلة منزلية نصنعها في كل يوم. كنا نعتز أننا كمصريين أصحاب وطن نستضيف أجانب في منزلنا من كل أنحاء العالم أما في إسرائيل كانوا ينظرون لنا بتعالي. الأشكيناز يعتبروننا جهلة و معدومي الثقافة لا يعلمون أننا تعلمنا في مصر خير مما تعلم اليهود في أوروبا. فيكتوريا كولدج في الأسكندرية على سبيل المثال كان ملوك
أوروبا يأتون ليلتحقوا بالدراسة فيها. في إسرائيل كانوا يحسبوننا ضمن يهود العرب. لكن لا يعرفون أننا مصريون. في مصر الناس هناك مصريون لا يقولون على أنفسهم عربا. أنا تعلمت و تربيت في مصر أحسن من أي يهودي موجود هنا»..
و روت للمذيع عن يوم تعس آخر عاشته في حياتها وهي عندما جاءت إلى مصر زيارة في الثمانينات. إذ قالت له «وجدت القاهرة سِيَئةّ لم أصدق أن المجاري تطفح في حارة اليهود و منازلنا أصبحت مقفرة و مخابئ لترويج المخدرات. لم أقدر أن أتحرك خطوة واحدة في ميدان العتبة معقول أهذا ميدان العتبة؟!! هذا المشهد أحزنني أكثر من مشهد طردي من مصر. ومع ذلك أنا متيمة بمصر»..
وضحكت للمذيع «أقول لك على شئ؛ أنا لم أعش حبا في إسرائيل كما في مصر الرجال المصريون سواء مسلمين أو مسيحيين كانوا يطاردوننا نحن البنات اليهوديات المصريات في كل مكان. نذهب إلى المقهى نجد باقة زهور حدفت علينا من حيث لا ندري نذهب إلى المنزل نجد هدية ما وجوابا ما من شخص مجهول. لم يحبوننا كوننا يهوديات لكن لأننا كنا أكثر خفة دم وجدعنة من المسلمات و المسيحيات المصريات. لم أشعر بأنوثتي وجاذبيتي في إسرائيل مطلقا»..
ورددت له تحية العلم التي كانت ترددها في طابور الصباح في مدرستها الابتدائية بباب اللوق.
٭ نحن نؤمن بكل الأديان السماوية و لا ننكر مصرية أي مصري، هذه عظمة مصر والمصريين………