الحكومة ليست الوطن فالوطن هو ملك لنا جميعا
★اللواء أ. ح. سامي محمد شلتوت.
※ لا تخلط بين الحكومة و الوطن. مـفـهـوم الـحكومـة و الـوطـن فـي الـعـالـم الـعـربـي. أتعلمون لماذا بيوت العرب في غاية النَّظافة، بينما شوارعهم على النَّقيض من ذلك.. السببُ أنَّ العرب يشعرون أنَّهم يملكون بيوتهم، لكنهم لا يشعرون أنَّهم يملكون أوطانهم. هل فعلاً شوارعنا متسخة وعفنة.. لأنَّنا نشعر أنَّنا لا نملكُ أوطاننا..؟!.
و يرجع هذا إلى سببين:
٭ الأوَّل… أنَّنا نخلطُ بين مفهوم الوطن و مفهوم الحكومة، فنعتبرهما واحداً، و هذه مصيبة بحدِّ ذاتها.. الحكومة هي إدارة سياسية لفترة قصيرة من عمر الوطن، و لا حكومة تبقى للأبد.. بينما الوطن هو التاريخ
و الجغرافيا، و التراب الذي ضمَّ عظام الأجداد، والشجر الذي شرب عرقهم، هو الفكر والكتب، والعادات و التقاليد.. لهذا من حقِّ كل إنسان أن يكره الحكومة و لكن ليس من حقِّه أن يكره الوطن.. و المصيبة الأكبر من الخلط بين الحكومة و الوطن هو أن نعتقد أنَّنا ننتقم من الحكومة إذا أتلفنا الوطن.!!.. وكأنَّ الوطن للحكومة وليس لنا. فما علاقة الحكومة بالشارع الذي أمشي فيه أنا وأنتَ، وبالجامعة التي يتعلم فيها إبني وإبنكَ، و بالمستشفى التي تتعالج فيها زوجتي وزوجتكَ، الأشياء ليست مِلك مَن يديرها وإنَّما مِلك مَن يستخدمها.. نحن في الحقيقة ننتقمُ من الوطن وليس من الحكومة، الحكومات تُعاقبُ بطريقة أُخرى لو كنَّا نحبُّ الوطن فعلاً..
٭الثَّاني… أنَّ ثقافة الملكيَّة العامًَّة معدومة عندنا، حتى لنبدو أنَّنا نعاني إنفصاماً ما.. فالذي يحافظ على نظافة مرحاض بيته هو نفسه الذي يوسِّخ المرحاض العام.. والذي يحافظ على الطاولة في البيت هو نفسه الذي يحفر إسمه على مقعد المدرسة والجامعة وسيلة النقل العام والحوائط والشجر.. والأبُّ الذي يريد من إبنه أن يحافظ على النِّظام في البيت هو نفسه الذي يرفض أن يقف في الطابور بإنتظار دوره.. والأُمُّ التي لا ترضى أن تُفوِّت إبنتها محاضرة واحدة هي نفسها التي تهربُ من مكان وظيفتها.!!..
※ خلاصة القول… الحكومة ليست الوطن شئنا هذا أَم أبَينا، ومشاكلنا مع الحكومة لا يحلُّها تخريب الوطن أو كرهه وعدم الولاء له. إنَّ الشعب الذي ينتقم من وطنه لأنَّ حكومته سيئة لا يستحقُّ حكومة أفضل.. ورُقيِّنا لا يُقاس بنظافة حديقة بيتنا وإنَّما بنظافة الحديقة العامَّة بعد جلوسنا فيها..لو تأمَّلنا حالنا لوجدنا أنَّنا أعداء أنفسنا وأعداء وطننا، وأنَّه لا أحد يسيء لأوطاننا بقدر ما نفعل نحن ..
※ الإنسان لا يحتاج إلى شوارع نظيفة ليكون محترماً، ولكن الشوارع تحتاج إلى أُناسٍ محترمين لتكون نظيفة. من لا وطن له لاوجود له ومن لا ولاء لوطنه لاحياة له فهو حي ميت.
عاشت بلدى مصر حرة أبية عصية على كل غادر. بفضل أبنائها الشرفاء المخلصين من أبناء وطنى…….٥