اثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر
من القرن 3 الي 7 هجري
الجماعات الصوفية الجهادية
دكتور/ كمال الدين النعناعية
(29)
عموما أستمر التصوف الاسلامي في مصر يؤدي دوره
في القرن السابع الهجري لإذكاء
الدعوة للجهاد.
( فالجهاد ليس معه حلاوة..
وما معه الا رؤس الٱسنة)
كما بقول الشيخ بن عطاء الله
فطبيعة القتال والنزعة الحربية
في فطرة الناس ومن غرائزهم
وليست تنبثق من سياسات..
والحرب من اسباب قيام الحضارات فيما مضي من تاريخ بشريتنا…
ولذلك الفهم السامي كانت دعوة الصوفية ايضا الي حمل السلاح..
يقول الشيخ بن عطاء الله..
(فالسيف المطروح
يحتاج الي ساعد)
ويقول في عظته…
( ومثل الذي يسمع الحكمة
ولا يعمل بها…
كمن الذي يلبس الدرع
ولا يقاتل)
وكان الاذن بالقتال قد نزل علي
المسلمين في شهر صفر من السنة الثانية من الهجرة..
وكان أمر القتال أن يقاتل المسلمون من يقاتلهم دون أن
يبدأوا هم بالقتال…
ثم تطور الأمر وأذن للنبي في
القتال مطلقا من غير شرط
ولا زمان ولا مكان..
قال تعالي…
( وقاتلوا المشركين كافة
كما يقاتلونكم كافة. )
سورة التوبة
وقال تعالي..
( وٱقتلوهم حيث ثقفتموهم)
سورة البقرة
وسبب شرعية القتال هو رد الاعتداء..
وصيانة الدعوة..
وحماية الداخلين في الاسلام
لذلك سارعت الجماعات الصوفية الي أداء فريضة الجهاد..
ورابط شيوخهم في الثغور الاسلامية
فكان الشيخ الشاذلي في المنصورة مرابطا ابان الحملة الصليبية عليها سنة 647 هجرية.
وغيره كثير ممن بلغت شهرتهم
الآفاق.
فالسيد البدوي بلغت هيبته معسكرات الصليبيين أنفسهم
بسبب ما يتردد عن كراماته
ومعجزاته بين أسري المسلمين
اذ كانوا يذكرونه للتسرية عن
أنفسهم..
وقد ترتب علي ذلك أن عمد
الفرنجة الي رد كثير من الأسري
خوفا منه..
كما لم يستنكفوا عن تقديم المساعدة والمعونة للأسري
اذا ذكروا السيد البدوي باعتباره قديس من المسلمين
والبدوي هو احمد شهاب الدين
بن علي البدوي ويمتد نسبه
الي الامام جعفر الصادق بن علي زين العابدين بن الامام الحسين..
ولد بمدينة فاس بالمغرب سنة 596 هجرية 1199 ميلادية
وقد سبق ان هاجرت عائلته
من الحجاز الي فاس بعد استشهاد عبد الله بن الزبير
سنة 370 هجرية
حفظ القرآن وتعلم علي فقه الامام مالك في المغرب ثم
رحلت اسرته في القرن السادس الهجري فتصوف
وسافر الي العراق سنه 642
ثم حضر مصر
سنة 635 هجرية