صباح_مصري …..
انصت …. كما وجب عليك أن تتحدث !!
بقلم د. سمير المصري
المساعدة تتطلب منك ُشجاعةً، والاحتياج يعني أنكَ إنسان وسعيك له هو طلبك الأول من أجل ان تبعث الأمل في نفسك
حاول ان تعثر على شخصٍ مريحٍ في محيط تعرف أنه لن يحكم على أفكارك أو يستخفَّ بها
حاول ربما يساعدكَ إن أخبرته في بداية حديثك أنك بحاجةٍ إلى أُذنٍ تصغي وتستمع فقط وليس لحلولٍ أو مقترحاتٍ ونصائح.
ان هناك طرقٌ أخرى غير الحديث فالوجود المكاني ممتعٌ أيضا
إن كنتَ تمارس رياضة الجري أو المشي أو تذهب إلى صالة الجيم فحاول أن تدعو شخصًا تستلطفه
لصحبتك و ابقَ على تواصلٍ مستمرٍّ معه وبأصدقائك والحضور في تجمعاتهم .. حتى إن فضلت البقاء صامتًا
فالجلوس بصحبة من نحب من المؤكد أنه قد يُخفف من ثقل احساسنا ومشاعرنا.
كما أن التطوع في أنشطةٍ خيريةٍ هو أمرا مفيدا، إذ إن مساعدة الآخرين تسعدنا وتزيد من ثقتنا بأنفسنا .
اما اليأس فهو اليقين بألّا شيء سيتحسن
هو أنكَ لن تنجح في سعيك أبدًا …
ولكن دائمًا هناك شيءٌ تفعله لحل أي مشكلة أو حتى لتغيِّر شعورك نحوها أو التكيُّف معها اقض وقتًا في دراسة الحلول والأفكار المختلفة
فليس بالضرورة أن تكون خططًا كبيرةً، بل ركِّز على وضع أكبر قدرٍ من الحلول الملائمة لعلاج المشكلة وهو الوضع المريح …
بعدما تضع الخطط، حدد الخطوة التي ستتخذها أولًا
وهل هناك عمل محدد ستُقدم عليه ؟
شيءٌ محدد تريد أن تغيِّره ؟
تذكَّر دومًا أن فشل الخطة الأولى يعني الإقدام على تنفيذ الثانية
حاول ان تنظر إلى خططك باعتبارها تجارب
وان مهمتك الأساسية هي إجراء أكبر قدرٍ منها حتى تكتشف أيّ تجربةٍ سوف تنجح
ضع في حسبانك أن عقلك قد يكذب عليك، قد تسمع صوتًا يخبرك بأنك عاجزٌ، وأن عليك ان تنسي أمر ما
وليس لديك أي فرصة لتحسين الأمور ، بل قد يُملي عليك مواقف سابقة حدثت ونتج عنها خيبات أملٍ فظيعة
أو حتي عواقب وخيمة، لكن لمجرد أن هذا الصوت ينبعُ من داخلك لا يعني أنه مبرر كافٍ لك كي تستمع إليه.
الخلاصة
دوما المشاعر اليائسة تغذي الأفكار اليائسة ولا شيء أسهل من الوقوع في فخها دون أن تأخذ في الاعتبار ما تحرزه من تقدمٍ بشكلٍ يومي .
دوما حين تواجه وقتًا عصيبًا لا تحصر نفسك كلها فيها قد تكرر على مسامع نفسك بأنك جربت كل شيء،
ولم تنجح و لكن الإجابة قد تكون حاضرة في هذا التكرار
فإذا قدمت على وظيفةٍ ثلاث مراتٍ ولم تُقبَل، وعثرت على فرصةٍ رابعة مثلا فقد تقول لنفسك إنك لم تنجح في المرات الثلاثة الماضية، ولا داعي للتجريب هذه المرة،
من فضلك ….
ماذا لو عكستَ الموقف وبدأت التفكير فيما أخطأت به في المرات الفائتة ؟
فهذا هو ما سوف يساعدك في تحسين نفسك هذه المرة
فواجه اليأس بنقيضه واطرح على نفسك السؤال الذي يطمئنك ويضع ذلك السيناريو الذي قد تتحسن به الأمور .
غدا صباح مصري جديد ….
د سمير المصري