بقلم / زينب مدكور عبد العزيز
ـ أنواع التحرش
التحرش لا يقتصر على صورة واحدة، بل يأخذ أشكالًا متعددة تتنوع بين التحرش الجسدي واللفظي والإلكتروني.
التحرش الجسدي: يشمل أي لمس غير مرغوب فيه أو اقتراب غير لائق من جسد المرأة.
التحرش اللفظي: يتضمن استخدام ألفاظ أو تعليقات غير مناسبة، سواء كانت مباشرة أو على هيئة تلميحات.
التحرش الإلكتروني: يحدث عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي، ويشمل إرسال رسائل غير لائقة أو التهديدات.
التحرش البصري: استخدام النظرات أو الإشارات بطريقة تخيف المرأة أو تجعلها تشعر بعدم الارتياح.
التحرش النفسي أو العاطفي: الضغط أو الابتزاز العاطفي بهدف السيطرة أو التلاعب.
– التحرش أسبابه وتأثيره وطرق التعامل معه ومكافحته
التحرش بالأنثى، خاصة في الأماكن العامة مثل المواصلات، يُعدّ من أخطر المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على سلامة المرأة النفسية والجسدية وعلى تماسك المجتمع بأسره. هذه الظاهرة، التي أصبحت شائعة في العديد من المجتمعات، تتطلب تسليط الضوء على أسبابها، تأثيراتها، وسبل مواجهتها ومنعها.
ـ أسباب التحرش بالأنثى
١. التربية الخاطئة وعدم احترام المرأة: غياب الوعي منذ الصغر بأهمية احترام الآخر، خاصة النساء، يسهم في تنشئة جيل يفتقر إلى القيم الأخلاقية.
٢. ضعف الرقابة المجتمعية والقانونية: عدم وجود قوانين صارمة أو ضعف تطبيقها يجعل المتحرش يشعر بعدم الخوف من العقاب.
٣. الثقافة الذكورية: بعض الثقافات تعزز فكرة التفوق الذكوري، مما يدفع البعض إلى تقليل احترامهم للمرأة.
٤. الازدحام في وسائل المواصلات: الأماكن المزدحمة توفر بيئة مناسبة للمتحرشين، حيث يعتقدون أنهم يستطيعون التصرف دون مواجهة أو اكتشاف.
٥. الإعلام السلبي: تقديم المرأة كسلعة أو كائن ضعيف في بعض وسائل الإعلام يعزز فكرة استباحة حقوقها.
– تأثير التحرش على الأنثى والمجتمع
أولا ـ على الأنثى :
التأثير النفسي : الشعور بالخوف، القلق، وانعدام الأمان.
التأثير الجسدي : قد يتسبب التحرش في إصابات إذا تطور إلى اعتداء جسدي.
التأثير الاجتماعي : بعض النساء يفضلن العزلة أو تجنب الخروج، مما يؤثر على حياتهن المهنية أو التعليمية.
ثانياً ـ على المجتمع :
تآكل القيم الأخلاقية : إذا استمر التساهل مع التحرش، يصبح الأمر طبيعيًا في المجتمع.
ضعف الثقة بين الأفراد : انتشار الخوف وانعدام الأمان يضعف الروابط الاجتماعية.
عرقلة تطور المرأة : يؤدي إلى تقليل مشاركة المرأة في الحياة العامة بسبب الخوف أو العزلة.
كيفية تعامل الأنثى مع التحرش
١. التحلي بالثقة والقوة : الرد بحزم دون خوف قد يردع المتحرش.
٢. طلب المساعدة: اللجوء إلى من حولها أو إبلاغ السلطات فورًا.
٣. الاحتفاظ بالأدلة: في حال وجود تحرش لفظي أو جسدي، يمكن توثيق الحادثة لاستخدامها في الإبلاغ.
٤. التوعية الذاتية: تعلم تقنيات الدفاع عن النفس أو التعامل الذكي مع المواقف الخطرة.
ـ منع التحرش وحل المشكلة
١. تعزيز القوانين وتطبيقها بصرامة : إصدار قوانين أكثر صرامة وتجريم التحرش بشكل واضح مع ضمان تنفيذ العقوبات.
٢. التوعية المجتمعية : تنظيم حملات توعوية لتعزيز ثقافة احترام المرأة ومكافحة التحرش.
٣. تحسين وسائل المواصلات : تقليل الزحام، وضع كاميرات مراقبة، وتوفير مساحات آمنة للنساء.
٤. تربية الأطفال على القيم : تعليم الأطفال منذ الصغر احترام الآخر وحقوق المرأة.
٥. دور الإعلام : تقديم المرأة بشكل يعزز احترامها والتوعية بخطورة التحرش.
٦. تشجيع النساء على التحدث : كسر حاجز الصمت والتشجيع على الإبلاغ دون خوف من العار أو اللوم.
—
وأخيرا :
التحرش بالأنثى ليس مجرد مشكلة فردية، بل ظاهرة تمس كرامة المرأة وسلامة المجتمع بأكمله. الحل يبدأ من تعزيز الوعي، تطبيق القانون، والتعاون المجتمعي لإحداث تغيير حقيقي . القضاء على التحرش يتطلب منا جميعًا، كأفراد ومجتمع، الوقوف صفًا واحدًا لنضمن لكل أنثى حقها في العيش بأمان وكرامة.