المواطن الصالح
بقلم عبير مدين
((وظيفة الأحزاب في أي دولة إعداد وتدريب كوادر العمل السياسي))
ودي جملة حطها بين قوسين تخيل ان اقوى فترة للعمل الحزبي في مصر كانت اثناء العهد الملكي
كان هناك تنافس حزبي لتشكيل الحكومة وكان اقوى الساسة في مصر بهذا العهد حتى الساسة المستقلين
كانوا تنافس شديد مع هذه القوى حتى تستطيع أن تعد كل منهم مدرسة قائمة بذاتها؛
ثم انقرضت هذه الأحزاب والمدارس وعندما حاولوا استنساخها ظهور المولود مشوه كرتوني الوجود
ومع هذا حاولنا أن نبتلع الفكرة لكن تم حرق هذه الكراتين فظهر اصدار جديد هلامي الهيئة
حتى أعضاء هذه الكيانات الهلامية لا يعرفون توجهات هذه الكيانات ولا يدركون مفهوم العمل السياسي!
كارثة سياسية بمعنى الكلمة!
هذه الكيانات فشلت في إعداد برلمانيين فما نراهم تحت قبة المجلس مجرد مجموعة موظفين في مجلس محلي متواضع المستوى
بكل أسف وبكل أسف أيضا لا تقوى هذه الكيانات على إعداد والدفع بمرشح رئاسي في أي وقت من الأوقات!
لذا ليس أمامنا إلا اختيار إلا مرشح من الجيش أو المخابرات والسبب أنهما الوحيدان القادران على حشد ظهير شعبي حتى لو افتقر المرشح منهما لمقومات العمل السياسي
والنتيجة يأس وهروب جماعي لاصحاب الفكر من الساحة السياسية.
لدينا عدة معضلات من وجهة نظري علينا إدراكها والعمل على حلها
1- دعم الدولة الوحيد للأحزاب هو أن تقف على مسافة واحدة منهم ولا تتجاهل أو تحارب المعارضين لسياسة أي نظام حاكم
2ـ عدم اعتبار اي صوت معارض خائن وعميل وعدو الدولة
3- عدم تكدس رجال الأعمال في حزب واحد واعتباره حزب النظام لضمان الاحتماء بعباءته
4ـ دراسة والاستفادة من تجاربنا الحزبية السابقة وتجارب الدول الأخرى حتى لو كانت تجربة الكيان الصهيونـي والتي اعتبرها اقوى تجربة حزبية على مستوى العالم
5ـ الاستفادة من تجربة الإخوان المسلمين وبنظرة حيادية هذه التجربة القائمة على الولاء والانتماء للجماعة تخيل انك طبقتها في الولاء والانتماء للوطن
هذه التجربة تبدأ من القرى الصغيرة حيث تضرب جذورها والأشجار وتبدأ في التفرع كالأشجار
حتى تصل إلى المدن لذا من الصعب اقتلاعها لأنها أصبحت تشكل عقيدة مع تجنب عيوب هذه التجربة التي تتفق مع التجربة الناصرية في جمودية الفكر وعدم مراعاة التطور الزمني
نعم هناك أنصار كثر لكلا التجربتين ومع الخطأ أن ننكر هذا ربما يرجع هذا إلى حالة الضياع السياسي التي نعيشها!
فنحن في اعتقادي نعيش تجربة فريدة سوف تدرس يوما لا هي بالديمقراطية ولا الديكتاتورية ولا الرئاسية ولا الملكية
لدينا دستور لكنه يظهر ويغيب حسب الحالة المزاجية للحكومة لدينا شعب
لكن يجب ألا يطمع في أي حقوق وعليه أن يرضى بما يلقى إليه من فتات عليه أن يتكيف مع الظروف القاسية
ولا يحلم بأي رفاهية حتى يصبح في عين النظام الحاكم مواطن صالح أي ان كان هذا النظام.