اثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر
من القرن 3 الي 7 هجري
دكتور كمال الدين النعناعي
المعرفة السياسية عند الصوفية
(25)
نستطيع القول ان جماعة الصوفية في مصر كانت علي قدر من المعرفة السياسية بمعناها الحديث. والتي تعني
بدراسة علاقات الناس وتنظيمها.وعلاقة جماعات الافراد الٱقل ٱهمية وصلات
الأفراد بعضهم ببعض للعمل علي تنظيمها…
ولذلك نجد في حوليات الفكر السياسي لٱبي الخير الأقطع التيناتي
(توفي 340 هجرية)
في القرن الرابع الهجري رأيا فيري أنه
يتحتم علي كل مسلم مؤمن ان يشارك جميع المسلمين آلامهم يدفعه الي ذلك أهتمامه بما يهمهم ثم عليه ٱن يعاونهم بما يعود صلاحه
عليهم.
ٱما من يتنصل من هذه الالتزامات فهو في رٱيه منافق
وليس الا رجلا يملٱه الحقد والغل والغش
ويمكن أن نتلمس روح الجدية
في أقوال الصوفية وتعاليمهم فيما أنكروا أن يخلط مذهبهم
بشيئ من الهزل
كما لا نستطيع أن نغفل التطور الفكري فيما تركوه من تراث يتفهم دور الدولة…
وهي مفاهيم بمقتضاها تنشأ الدولة بناء علي تحولات في الحياة المدنية..
ووجه التاريخ …
وتنبثق منها حقيقة وهي..
{ان الدولة ظاهرة تاريخية ضرورية }
تعني ادارة المصالح العامة للناس..
وهي بالمفهوم الصوفي تعني أن تصريف أمور الناس ينبع أساسا من فهم القائمين عليه
للشريعة الاسلامية..
وفي هذه الفترة الزمنية التي نعني بدراستها. كان التلون والتحول المذهبي في فهم الشريعة الاسلامية أحد المشاكل الهامة..
وبالتالي تبرز سياسات ومواقف ومواجهات فكرية فكانت الدولة الفاطمية شيعية المذهب قد قدمت نموذجا مدنيا فذا في اسلوب الحكم يقوم علي الشراكة المجتمعية والحكم لكافة اتباع الاديان السماوية..
و بعد أن أستنفذت الدولة أغراض وجودها التاريخي عمد الصوفية السنيون في مصر الي احياء الشراكة المذهبية وتقديم النموذج الأخر لتصريف أمور الناس ووفقا لهذا المفهوم وفهم القائمين عليه للشريعة الاسلامية من خلال احكام المذهب السني..
كان صوفية مصر السنيون عماد هذه السياسة التعليمية ومن اشهر هؤلاء كان الصوفي
ابن الكيزاني الذي كان يخطب في الناس
ويستقطب اليه {الطلبة} في أول أشارة الي أستخدام الطلبة في الحياة السياسية كأداة توجيه مؤثر
ومنهم أيضا الشيخ عبد الرحيم القناوي فساهم في تأسيس مراكز للدعوة الدينية التعليمية في الصعيد واستقر
في مدينة قنا.
ومنهم الشيخ أبو الحجاج الأقصري
وكان يجري حركة تطهير بين أتباعه فكان مبدأه قبول من يطلب الالتحاق بجماعة الصوفية.
وطرد من لم يتم تطويعه للمذهب السني
لذلك دبرت محاولة لقتله وذلك بتحريض خادمه عليه لٱغتياله
وفشلت المحاولة بسبب جبن خادمه..
كما يذكر الامام الشعراني في مؤرخه كتاب الطبقات الكبري….