البحث عن وكر جديد.
بقلم : عبير مدين.
بعد اعلان قطر انها خلصت الى ان مكتب حماس السياسي في الدوحة لم يعد يؤدي الغرض منه
وسواء ان قطر خلصت بالفعل او تم الضغط عليها او اعادت حساباتها لما بعد نتائج الانتخابات الأميركية الأخيرة لم يعد امام قيادات حماس الحالية
الا البحث عن مقر اخر لها بعد ان كانت تشعر بالدفء بجوار قاعدة العديد الأميركية في قطر الان جاء الوقت لتطير بحثا عن وكر اخر بعد ان انتهت وظيفة قطر
التي تسلمتها بأمر من أمريكا في 2012 بحجة فشل الوساطة القطرية في افراج حماس عن الرهائن الإسرائيليين
او كما اعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ان التقارير المتعلقة بمكتب حماس في الدوحة غير دقيقة وان الغرض الأساسي للمكتب كان لتمثيله قناة اتصال بين الأطراف المعنية
وان المكتب حقق الغرض منه في مراحل سابقة حافظت على الهدنة بين ووقف اطلاق النار خلال هذه المراحل.
اليوم حماس في مأزق بعد ان رفضت الجزائر استقبالهم بعد رهانهم عليها؛
ولو فكروا في السلطان العثماني الذي لم يعتبر حماس يوما جماعة إرهابية ويعتبرها حركة مقاومة تسعى للحفاظ على ارضها سوف يضعوا تركيا في ورطة
على اعتبار انها عضو في النيتو ومن المفترض ان يكون أعضاؤه على قلب رجل واحد ورغبة أمريكا الان تشريد حماس، ودول أوروبا
لا تملك الا السمع والطاعة فهم يمرون بأسوأ فترة في تاريخهم السياسي والاقتصادي حتى لو كانت هذه الرغبة تتعارض مع الشارع الأوروبي والامريكي.
ربما يستغل اردوغان الموقف ويساوم أمريكا لاعتبار جماعة جولون جماعة إرهابية في مقابل تخليه هو الاخر عن حماس
وربما يستضيفهم لفترة لتحسين صورته امام البقية المتبقية من غزة وكسب تأييد جماعة الاخوان المسلمين داخل وخارج تركيا
لكنه لن يغامر بإغضاب الإدارة الأميركية الجديدة وهناك مشكلة أخرى امام تركيا ان فكرت مجرد التفكير في استضافة حماس سوف تقف اتفاقية التطبيع التي وقعتها مع إسرائيل 2016
عقبة امامها فدليل التزام تركيا بهذه الاتفاقية انها أغلقت مكاتب حماس في عدد من مدنها عقب بدء عملية طوفان الأقصى
وانتقل صالح العاروري رئيس المكتب السياسي للحركة في تركيا الى لبنان قبيل اغتياله بوقت قصير
اما ان تفكر الجماعة في إيران كحل مؤقت فهو صعب لان حماس محسوبة
على اعتبار انها أحد أذرع إيران في المنطقة وإيران تعيش فترة من أحلك فترات حياتها فهي من جهة تعاني توتر علاقتها مع إسرائيل
وتصاعد المناوشات بينهما لمؤشرات مقلقة أحيانا شهدت هذه المناوشات استهداف قادة أكبر أذرعها في المنطقة واغتيالهم
ومن جهة شعورها باختراقها استخباراتيا والخوف على مشروعها النووي ومن جهة أخرى الخوف من مطاردة شبح الإدارة الأميركية لها
وتهديده للنظام الملالي بأن يحول الدولة لدولة علمانية بل انه سيقوم بتفكيكها وتقسيمها.
لم يبقى امام حماس الا اليمن ومن الصعب الإقامة بها إذا تخلت إيران عن الحوثي وانشغلت بالكوارث التي تنتظرها بوصول ترامب للمكتب البيضاوي،
وجنوب افريقيا التي أبدت تعاطفا كبيرا مع القضية بل انها اقامت دعوى قضائية ضد إسرائيل
وأفغانستان حيث تصبح في مأمن وسط الطبيعة الجبلية والقبائل المسلحة التي تتماشى مع أسلوب جناحها العسكري.