” ألم يحن الوقت بعد “
كتبت /أسماء أبو بكر
قال المتنبي:
على قدرِ أهلِ العزم تأتي العزائمُ
وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ
وايضًا:
قول الفيلسوف الصوفي ابن عربي:
وإذا لم يكن من الله فتح لعقلِه
فما لججُ البحرِ في صدره بشيء.
ألم يحن وقت التغيير وتوسيع أفاق العقل ؟
أجل يبدو أن الوقت قد حان هناك لحظات في الحياة نتوقف فيها للتأمل ونسأل أنفسنا إذا ما كنا نعيش وفق ما نطمح إليه وإذا ما كان عالمنا الداخلي والخارجي يستحق إعادة البناء توسيع آفاق العقل ليس مجرد تحول فكري إنه رحلة نحو إدراك أعمق لما يجري حولنا وللأفكار التي ربما تجاهلناها أو أهملناها.
التغيير لا يأتي دائمًا بسهولة فهو يتطلب الشجاعة والالتزام وربما بعض التضحيات لكن بفتح عقولنا واستقبال الجديد بتفاؤل نجد أنفسنا أقرب إلى تحقيق ما نسعى إليه من نمو وتطور.
هناك لحظات تصل فيها الأرواح إلى حدود لا تحتملها العقول المعتادة حيث تنكشف أمامنا فجوة بين ما نعرفه وبين ما نتوق لفهمه هل حان الوقت لأن نتجاوز القوالب التي وضعناها لأنفسنا ونغامر في بحار الفكر المتلاطم الذي لطالما تخوفنا منه؟
توسيع آفاق العقل هو رحلة تتطلب شجاعة للغوص في أعماق الفكر البشري المعقد حيث تلتقي الأسئلة الفلسفية بواقع الحياة وحيث يتم اختبار المسلمات عبر رؤية نقدية وواعية هذا التغيير لا يعني فقط اكتساب المعرفة الجديدة بل هو تطور شامل في كيفية تعاملنا مع العالم وتغيير لرؤيتنا للذات والآخرين بل وللحياة نفسها.
التفكير البشري مليء بالألغاز فهو يجمع بين الحقائق المادية والأسئلة التي لا تجد إجابة واحدة. وهذا ما يجعل الإنسان كائنًا فريدًا فهو ليس فقط يسعى إلى الفهم بل إلى التفسير العميق لكل ما هو غير مفهوم. إننا نبحث عن الإجابة التي تتجاوز المنطق وتلامس جوهر الوجود تلك النقطة التي تجمع بين العلم والحكمة وبين الرؤية والرؤيا.
فهل حان الوقت لننزع عنا قيودنا الفكرية ونسعى لفهم أعمق وفلسفة تعيدنا إلى إنسانيتنا الحقيقية؟
الإنسان يحمل في داخله عوالم كاملة تحتاج إلى اكتشاف وأن التغيير يبدأ من الداخل ويتطلب تجاوز حدود الذات للوصول إلى عمق التجربة الإنسانية.