شخصية اليوم أعظم خلفاء الاسلام بالدولة العباسية
هارون الرشيد ( 148- 193ه)
765 -709م
يكتبها : محسن حديد
يثير إسم هارون الرشيد ذكريات عصره فى النفس أيما إجلال وروعه ، وأعظم أمراء العصور الوسطى.
وإن الدولة العباسية بلغت فى عصره ذروة القوة والبهاء وما كان يتمتع به من مواهب
وخلال باهره تجمع بين الفروسية المثلى والبراعة فى شئون الحرب والسياسة وصفات الحاكم الأمثل وبين التقى الورع والفخامة الرائعة والبذخ الطائل وبين الحزم والصرامة
والعواطف الإنسانية المؤثرة.
فهذا المزيج يضفى على الرشيد لونا زاهيا من العبقرية لشخصيته مكانتها الحقة فى التاريخ بين أعظم شخصيات العصور الوسطى.
تولى الرشيد الخلافة بعد أن استقرت شئون الدولة العباسية وتولاها فتى فى عنفوانه لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره
كان مولده بالرى فى طهران في أواخر ذى الحجة سنة 148ه
( الرى هى عاصمة فارس ايام الدولة الإسلامية)
وأبوه الخليفة المهدى محمد بن أبى جعفر المنصور ثالث خلفاء بنى العباسي وأمه هى الخيزران الشهيرة في سيرة العصر
وقد أنجبت قبله شقيقه الأكبر موسى المهدي تولى الخلافة بعد أبيه حوالى عام وبضعة اشهر وتوفى فى ظروف غامضة.
وكان الرشيد في ميدان الحرب والجهاد فتى حدثا وقد عرف الرشيد في ميدان الحرب
وقيادة الجيوش والغزوات فسار مع أبيه المهدي سنه 163ه ( 779م) لغزو بلاد الروم
( الدولة البيزنطية) وقاد الجيش بنفسه إلى هضاب الأناضول واستولى على عده من الحصون وعاد ظافرا ولم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره .
ولما تولى الخلافة أستمر في الصوائف الإسلامية
( الغزوات الصيفية على أراضى الروم ) وكان يحرص على تسيرها ما استطاع وفي سنة 181ه (797م )
خرج الرشيد إلى مقاتلة الروم بنفسه وقد نقضوا المعاهدة التى عقدوها أيام المهدي وتعهدوا فيها بدفع الجزيه.
وسار الرشيد إلى الأناضول وافتتح حصن الصفصاف وهزم الروم هزيمه فادحة.
وتعددت غزواته وانتصاراته وعظم نفوذه .
كان لعصر الرشيد روعه وشهره وبهاء لم تزد على مر القرون إلا قوه ورسوخا.
وسير الرشيد لم تكن مستقى للتاريخ الحق بل كانت مستقى للقصة
وما كتبت عليها قصص من نوع خاص فى الأداب الغربية وإلى أن الغرب قد عرف الرشيد وعصره بالاخص من قصص ألف ليلة وليلة وانطبعت فى ذهنه عن الرشيد وعصره
تلك الصور الرائعة التى تقدمها الينا بل لم تخل من معظم التواريخ العربية من التأثر بهذه الصور للرشيد وعصره .