حديث الجمعة
عندما اكرم الله عبده ونبيه داود عليه السلام
كتب / مجدي عبدالله
سيدنا داوود كان صوته أجمل صوت علي وجه الكرة الأرضية وكان يتلو الزبور بأكثر من 70 طريقة ومن شِدة جمال صوته
كان أول ما يبدأ تلاوة تتجمع حوله الطيور والوحوش والحيوانات للإستماع لتلاوته..
والطير تبدأ تصدر أصوات تسبيح..
(وسخرنا مع داوود الجبال يُسبِحن والطير)
مشهد أكبر من خيالك وخيالي السماء نفسها تهتز وربنا يبدّي الأمر الإلهي ..
(يا جبال أوبّي معه والطير)
يعني سبّحوا عندما يسبّح واسكتوا عندما يسكت كأنها أوركسترا من الخلائق..
(يسبِحن بالعشيّ والإشراق)
العشيّ من بعد العصر لليل … والإشراق هو وقت الضحى ..
(والطيرُ محشورة)
تتزاحم للتسبيح..
(كلٌ لهُ أواب)
يعني مطيعة متناغمة
المشهد الثالث
سيدنا داوود ربنا ألان له الحديد يشكّله مثل الصلصال بأيده من غير مطارق موهبه وقوة أعصاب في إيده
(وأَلَنَّا لَهُ الحديد) !!!
فـصنع الدروع علشان حماية الجيش
(أَنِ اعمل سَابِغَاتٍ وَقَدِّر فِي السَّرْدِ)
سابغات يعني الدرع اللي بيغطي الصدر
أما..قدّر في السرد؟!
يعني إحسب قدر الحلقات التي توضع بها المسامير التي توضع في الدرع ووصل مقدمة الدرع من الأمام بنهايتة من الخلف
وأُربطهم وهذه تقنية علّمها له الله
المشهد الرابع
إشتهر سيدنا داوود خلال فترة حُكمه بالعدل …
(وَآتَيناهُ الحكمةَ وَفَصلَ الخطاب)
يعني لو اتي إليه إتنين متخاصمين كان يملك من رجاحة العقل وقوة المنطق التي تجعلهم يترضوا بحكمه ويخرجوامن عنده مسرورين سعداء بهذا الصلح
وهذا الذي جعل بني إسرائيل تحبه بشدّه
المشهد الخامس
بينما داوود يتعبد ليلاً في محرابه وجد إتنين قفزوا من السور..
(وهل أتأك نبأُ الخصم اذ تَسوروا المحراب * إِذ دخلوا علي داوود ففزِع مِنهم)
وصمت سيدنا داوود ولم يتكلم
وظل مراقب لهم
(قَالُوا لا تخف خصمان بَغَىٰ بعضُنا علي بعضٍ فَاحكم بيننا بالحق ولا تُشْطِط يعني لا تحيد عن الحق ودي كلمة الغرض منها إستفزازه
(واهدنا الي سواء الصراط)
برضو إستفزاز تاني
تدارك داوود الموقف وتوقّع إن الموضوع لا يحتمل التأجيل وبدأ واحد منهم يقول..
(إنّ هذا أَخِي لَهُ تِسعٌ وتسعونَ نَعجةً وَلِيَ نَعجةٌ وَاحِدَةٌ فقال أكفيلنِيهَا وعزَّنِي في الخِطاب)
( أكفلنيها)يعني تنازل عنها لي أرعاها مع غنمي وعزّني في الخطاب أقنعني إنها عندي وحيده دون ونس وإني فقير لا استطيع ان أصرف عليها
ولو زاد الخلاف بينا هيهددني يأخذها بالقوة
اتأثر سيدنا داوود وقال..
(قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلي نِعَاجِهِ) في
هنا اختفى الرجلان…إتبخروا …
فعرف داوود انهم ملكان نزلوا في صورة بشر
حتي يعلّموه إنه لا يتسرع في الحكم ويسمع الطرف التاني…
(وإن كثيراً من الخلطاء لَيَبْغِي بعضُهم علي بعضٍ إلَّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليلٌ ما هُم)
لان أكل الحقوق ده الغالب عند الناس
المشهد السادس
(وظنَّ داوودُ أنّما فَتَنَّاهُ فَاستغفر رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وأَنَابَ)
أناب يعني أسرع بالتوبة
لماذا سيدنا داوود؟!!
أولاً
لإن سيدنا داوود هيورّث ابنه سليمان الحكمة بعد كده …
ثانياً
ربنا أراد بحكمته ليقول لنا إن أكتر شخص حكيم في الدنيا غلط … لذلك قال:
(أولئك الذين هدى الله فبهداهم إقتده)
لأن أخطاء الأنبياء دروس لنا ..
داوود عندما سجد..
(فغفرنا لهُ ذلك)
(وأنّ لهُ عِندنَا لَزُلفَىٰ) يعني درجة شديدة من القُرب وعلو المكانه و(حُسن مآب) يعني
يوم القيامة سوف يندهش من عظمة مكافئته
داوود هو القدوة لكل نبي بعده ولكل ولي أمر وقاضي وكل حاكم..
(يَا دَاوُودُ إِنا جعلناك خليفةً في الأرض فَاحكُم بينَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلا تَتَّبِع الهَوَى..)
ودي رسالة لـ داوود
(إنّ الذِينَ يَضِلُّونَ عن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُم عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)
ودي رسالة لـ من بعده.
حتى قيام الساعة.
تأمل عظمة القرآن وقوة البيان وسرد الاحداث وتناغم الكلمات …..
وافتخر بدينك ورسولك وقل الحمد لله على نعمة الإسلام.
صلوا على أشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم.