بقلم : داليه عاطف البحيصي
أأعجبك الغياب , أم ان طول المسافة أرهقت قدماك و قلبك , كان حقا عليك الوداع ولم تفعل , و كان من واجبي أن أعذرك ولكنك رحلت دون أن تترك لي شيئا ارتكز عليه , كنت أريد منك أن تقول لي آسف لم استطع أن آتي فقدماي آلمتني , كنت سأقبله عذرا , أو ان تقول لي أعذريني فنحن نعيش في بلد تقتل الأحلام و تفرق المحبين و كنت سأقبل و لكنك رحلت دون تلميح بسيط حتى , مرة واحدة و كأنك قطرة ماء و بخرتها الشمس , و تبخرت معك سنين حبك ووعودك و كلامك و خاتم نقشت عليه اسمي عندما استلمت راتبك من أول عمل , كل شيء لم يعد موجود ما تبقى لي هو سهر الليل الطويل و الأنين وصداع رأس لا يفارقني و تبدل الأمل بالألم و دموع تحرق قلبي كلما أذرفتها , و أنا وحدي بملىء الخوف والرجفة , لا اسمح لأحد بأن يقترب مني وكأن كل الرجال موتي , و كأن الحب هلاكي , ليتني لم أعرفك ليتك تركت لي رسالة وداع , كان حقا علي رثائك , ولكن لم يبقى لدي سوا هجائك و أنت من أخترت , وحدهم الموتى لا يعودون ولكنك الحي الذي استخسرت به معاملة الأموات , فهم عند رب كريم و أنا لست كذلك . ستدور الأيام و تعلم كم كان قاسيا ما فعلت .