لغز الدين الإبراهيمي الاصطناعي
دكتور/كمال الدين النعناعي
في قوله تعالي
(يا أولو الألباب)
استدعاء للعقول لتبصير الذين اوتوا حظا قليلا من الكتاب..
كما في نداء السيد المسيح
(من له أذنان للسمع فليسمع)
لتعقل الأفهام ( ما لله لله
وما لقيصر لقيصر )
الفكرة…
النقائض والأضداد قانون الله
في كونه،
فالحرب والسلام نقيضان ومن ثم هما أطروحتان يتولد
من العلاقة التبادلية بينهما
كينونة الحياة الدنيا ..
في حين الاطروحة السياسية
للدين الإبراهيمي الاصطناعي
المسالم لم يتجاوز مهامه حاجة النفس الي دين وهذا من شانه ان يصيب البنية البشرية بتصدع وتعطيل الذهن، والبواعث والهمم،
واليقظات العقلية..
بينما الاطروحة السماوية للأديان تتجاوز هذا القدر المتواضع. فتقوم مختارات السماء، باشباع النفس علي نهج صحيح من القيم السامية
المتكاملة (وذلك دين القيمة)
الكينونة اللفظية الالهية
فكلام الله ذي معيار سامي،
وسمو فضفاض المعني يخاطب بمنظومة متكاملة غير مجزئة كامل بنيان الإنسان من نفس وروح وقلب وعقل ووجدان ومن كل البدن حدسه وحواسه.
وكذلك محتوي طاقاته الظاهرة والباطنة الكامنة فيه
إذ ان علاقة الرب الخالق بمن خلق الا هو أعلم بمن خلق غير علاقة المؤلف البشري بالنص اللفظي الظاهر المقيد المشروط فيما يراه بالمعيار الإنساني بغية
تأمين الأبدان لا تأمين النفوس والذوات..
الشخصنة النبوية الرسولية
قدم الله الدين ونزل وصاياه
علي داع نبي رسول بأذنه وليس طوعا من تلقاء نفسه
فعرف التلاميذ والصحابة و الاتباع والقدوة من كبار العلماء والمفتين من الحاخامات والمشايخ والقساوسة والباباوات
تنسق حوادث حياتهم مع منطلقات الدين من الفقه
والأحكام الشرائع،
ولكل امة شرعة ومنهاجا
الاعمدة الخمس للبنية الدينية
الله والداع اليه بأذنه
الصلاة. الصيام. الذكاة. الحج
في تصور قابع في خيال كل زمن وكل حقبة من التاريخ
في تناسب مع كوامن العقول
فالله في اليهودية هو رب الجنود وهو رب إسرائيل متفردين به منذ زمنهم الي ازمان اخري…
والرب في المسيحية حبيب محبوب محبة ملاصق لخلقه
والرب في الإسلام هو رب العالمين لكل الشعوب والأمم
علي اختلاف مشاربهم
فالاشكالية هنا أي من الوجوه
الربانية يتبني ذلك الخليط الاصطناعي للدين المتولد بمعيار بشري مجزيئ؟
إذ لم
يوفر الطاعة الدينية للرب
والطاعة المدنية للدولة فلن
يعطي السلم الاجتماعي للجميع؟
مسألة التفريعات المذهبية
للأديان السماوية الثلاث..
هي موروثات تاريخية في الديانات اليهودية والمسيحية
والاسلام.
ويعتبر المذهب الشيعي اقوي المذاهب التاريخية بفضل، رابطة ولاية الفقيه وموروثات
عقيدة الاستشهاد والفداء تحت راية الحسين سيد الشهداء،
فيتجدد فتنة حرب الردة بصراخ دعاتها التاريخيين اذا
ما ارتد فصيل من مذهب اهل السنة الي الدين الاصطناعي تحت ظلال الرخاء السلمي الاقتصادي
دون اعتداد اهل مذهب الشيعة ،فقد أحللت حربا
مكان حرب
( وجئت علي قدر ياموسي.؟)
الاشكاليات التنسكية
اشكاليات المناسك والتقاليد الدينية…
اشكالية فرائض الصلاة واختلاف توقيتاتها،،وتعدادها
اليومية والأسبوعية الجمعة والسبت والأحد
اشكالية فرائض،الصيام
واختلاف أزمانها من التقويم الاسلامي والتقويم القبطي،
والتقويم العبري
ونظم الصوم الممتنع الكلي
الجزئي،…
اشكالية الحج مابين مكة والقدس والمضي عكس التاريخ وتوقيته وتنظيمه
علي لو قام علي تكليف جمعي لمن استطاع اليه سبيلا كحج سياحي غير مرتبط بعنصر
او دين؟
اشكالية الذكاة واوجه صرفها
اشكالية المواريث ونسب توزيعها،
اشكالية المراسم الجنائزية
فخصوصية المدافن ترتبط بنصوص صلوات تراتيل متباينة من عقيدة الي عقيدة
وارتبط بمواقع دفن الموتي
من اتباع كل دين علي حدة
تحت الرماد الديانات الاخري
الوثنية في أفريقيا
او البشرية في اسيا وغيرها
الهندوكية والبوذية والزرادتشية،وغيرها باضطراد هائل لتعداد مواطني
شعوبها وتزايد نسلهم وما قد
يترتب عليه من حركات في المستقبل…؟
احتمالات الشيطنة
بأخذ بعضا من الكتاب وترك بعض والعبث بالكتب السماوية والتلاعب بالنصوص
فينقلب الأمر من صراع جثوم علي أراض الي صرع عقول
علي حياة..وتسود الديانات البشرية وتتنحي الديانات السماوية فبسبب الدين الاصطناعي الإبراهيمي
تتفاعل المعتقدات في الحياة الدولية علي اساس المعيار البشري وتنحية المعيار الالهي
في ردة فكرية معتقدية عالمية غير مسبوقة في التاريخ وان كانت تتمتع ببعض الأدبيات الأخلاقية السامية الا انها تفتقد الروح القدس وتجعل دعاتها أربابا
من دون الله (وظن أهلها أنهم قادرون عليها.) .
ولله ميراث السماوات والارض
اللهم فأشهد…