خالف تعرف
بقلم: عمر الشريف
للشهرة بريقاً يأخذ العيون وجمالاً يأسر القلب وهي مطلب الكثيرين من الناس في حياتهم
يسعون إليها بشتى الوسائل والأساليب ويجتهدون في تحصيلها بكل ما يمتلكون من قوة
ويبذلون في سبيلها الغالي والنفيس، فالشهرة هي عالمهم وهي كل اهتمامهم.
لست في معرض ذم الشهرة طالما أنها تحصل في حياة الإنسان بشكل تلقائي من جراء طبيعة عمل
أو وظيفة إذ كثيرة هي الأعمال التي تفرض بطبيعتها على أصحابها الشهرة والسمعة
وأن يكونوا ذائعي الصيت في مجتمعهم وفيمن حولهم
غير أنه في بعض الأحيان قد يتحول حب الشهرة عند البعض إلى مرض منفّر يحملهم على فعل الأعاجيب
وكل ما هو غريب لتحصيل انتشار اسماؤهم وصورهم في شاشات التلفاز وصفحات الجرائد والمجلات ومواقع الإنترنت
والتواصل الاجتماعي..
أحياناً تتناقل وسائل الإعلام مقاطع فيديوهات يظهر فيها بعض الفنانات بفساتين شبه عارية في بعض المهرجانات
بقصد تسجيل أكبر عدد من الإعجابات والتعليقات على ما يفعلن
كما عُرض حفل المهرجان الذي ظهرن فيه تلك الفنانات في الكثير من القنوات التلفزيونية
دون مراعاة لحرمة المجتمع أو لقواعد الأدب والأخلاق الأسرية
بغية التسلية وإثارة الدهشة للحاضرين والمشاهدين.
ولا شك أن الشهرة بهذا الشكل شيء مقزز وعمل مقرف
وهي لا تعدو أن تكون شهرة بالسوء لفاعليها وهي إن دلت على شيء
فهي تدل على طيش تفكير أصحابها وسفاهة عقولهم
ولا تغدو أن تكون إلا محاولة يائسة للفت الانتباه وتفريغ لعقد نقص في تكوين مرضى نفسيين بحاجة لتقويم وعلاج.
فرق شاسع بين شهرة الخير وشهرة السوء، فكم هي جميلة تلك الشهرة التي تكون لأصحابها من جراء أعمالهم النبيلة ومبادراتهم الطيبة في المجتمع
وكم هي رذيلة وقبيحة تلك التي تأتي من جراء أفعال سفيهة وتفكير مريض، فمخالفة العقل السوي
والخروج من الطبيعي إلى الشذوذ أصبح الطريق السهل للشهرة عند البعض
وذلك لأنهم عجزوا عن إثبات جدارتهم إلا بهذا الأسلوب الرخيص في المخالفة للحق والصواب
ولذلك قال العرب قديماً:
“خالف تُعرف”.