حينما يعجز القلم
خالد ألسلامي ……
حقيقة انني لَأجِد قلمي عاجزا عن إعطاء الفكرة التي تؤرقني كثيرا حقها من الوصف ونحن كأمة تمتلك كل مقومات الحياة الكريمة والعظيمة ولكنها تعيش تحت قيادات تسعى الى اذلال عظمتها التي وهبها الله لها فأعطاها كل مقومات السيادة والسمو بينما يسلبها منها من يقودونها لبجعلوها في أسفل القيعان وأَوْحل الوديان وأسوأ الأحوال.
فعندما تمتلك امة كل هذه المقومات المادية والبشرية والجغرافية وتسلم ادارتها لأعدائها فتلك طامة ما بعدها طامة فرغم وجود كل المعادن في باطن ارضها وملايين العقول بين ابنائها التي لو استغلتها لَما احتاجت ان تشتري كل ما تحتاجه من خصومها فهي تشتري كل شيء بدءاً من ابرة الخياطة
وخيوطها الى الطائرة المدنية والعسكرية وكل ما بينهما من احتياجات ضرورية او كمالية . بل والأدهى والأَمَر انها تسلم امنها بيد اعدائها من خلال تسليم مهمة تدريب قواتها الأمنية الى اعدائها او حلفاؤهم كما هو حاصل في أغلب الجيوش العربية رغم أنها لديها من خبرات الحروب ما يفوق خبرات من يأتون لتدريب قواتنا وكذلك تستورد اسلحتها منهم فعلينا ان نتصور كيف سيكون حالنا عندما نضطر لمواجهة عدونا الذي هو في نفس الوقت يدرب قواتنا ويجهزنا بأسلحتها ولنا في الماضي القريب الكثير من العبر فعندما تعاون العرب مع الغزاة الأجانب ضد العثمانيين (رغم رأينا في الاحتلال العثماني الذي اذل العرب باسم الدين) الا ان التحالف مع غازٍ اجنبي ضد محتل آخر انما يعد من اكبر الخطايا لان اي اجنبي لن يأتي لسواد عيوننا وهذا ما حصل حيث تقاسم الغرب وطننا العربي الكبير وجزأه الى دويلات متهالكة متصارعة فيما بينها واستلب أجزاء منها ليسلمها الى عدة جهات محيطة بنا .
وعندما تعتمد في تسليح قواتك على من لا يٌكِن لك الا العداء الباطن ويعطيك طرف اللسان حلاوة فعليك أن تتوقع الخذلان منه في أحرج الظروف وتجاربنا في هذا المجال كثيرة حيث لا ننسى امتناع الاتحاد السوفيتي سابقا عن تجهيز مصر بأهم سلاح في الحرب العربية ضد الاحتلال الصهيوني عام ١٩٧٣ حيث منع تصدير صواريخ ارض ارض لمصر في عز حاجتها لها وعندما امتنع عن تجهيز العراق بعتاد الدفاع الجوي أثناء الحرب العراقية الإيرانية عام ١٩٨٢ واليوم يقوم الغرب بتدريب الجيوش العربية في نفس الوقت الذي يمد فيه العدوان الصهيوني بأشد انواع الاسلحة فتكا لقتل شعبنا العربي في فلسطين ولبنان والأكثر سخرية ان نطلب منه التوسط لإيقاف قتل اهلنا بسلاحهم الذي يقتلنا فيه حليفهم الغاصب لأرضنا ورغم ذلك نصر على استيراد اساسيات المعارك منهم فماذا نتوقع من سلاح او جهاز يجهزنا به عدونا الظاهر الباطن وما تجربة أجهزة البيجر عنا ببعيد.
إذاً نحن اليوم بحاجة إلى العودة للعقل العربي الذي حكم الدنيا لقرون عديدة
بالاعتماد على الله ثم على أنفسنا لنعيد هيبتنا التي اضاعها سياسيونا ونسيطر على ثرواتنا ونستعيد شبابنا الذي صار يُقاد من خارج حدودنا المتعددة ليقاتل بالنيابة عن الاخرين في حروبهم فيكون لها وقودا وعلى اراضينا ولنحاول استرجاع عقولنا الهاربة والتي ملأت عواصم لمجرد اختلافها معنا فكريا او سياسيا لنكون امة تستحق تكريم الله سبحانه وتعالى لها .