” لعنة الترند “
بقلم /نورهان البطريق….
الترند هو ظاهرة تعتمد على إثارة الجدل والخروج عن المألوف ،حالة من حدوث البلبلة والضجة الوهمية والتي تهدف إلى تحقيق الشهرة المزيفة التي ينتج من وراءها تحقيق أرباح مادية سريعة .
ويعد التريند أحد مخلفات السوشيال ميديا التي أطلت علينا في الآونة الأخيرة بصورة فجة، فقد كنا نتابع على فترات متباعدة حدوث شيء جلل كان يستمر لشهور، أما الآن فلا أبالغ إن قلت أننا نتصفح المواقع يومياً ، ومع كل نهار جديد تريند جديد، لأنه ببساطة لا يتحقق الانتشار الواسع إلا بتوافه الأمور التي من شأنها تثير فضول المستخدم و التي على الأغلب ما ترتبط بالأمور الشخصية مثل طلاق فنانة، صفع فنان لأحد معجبيه ،مشاجرة ابن فنان، فمن شدة هوس الناس بصنع التريند، صار المواطن التي لا تمد مهنته للشهرة بصلة ، يبحث عن التريند من أجل المال والتي كان أخرها عريس كفر الدوار و عروسته المغصوبة.
التيك توك واحد من التطبيقات التي تحتاج ضوابط قانونية قبل أن تكون أخلاقية، كثيراً ما نسمع أن التيك توكر( فلان) قد تعرض للمساءلة القانونية بسبب تلفظه ألفاظ مشينة أو تعمده للايحاء بأفعال غير اخلاقية لتحقيق نسبة مشاهدة عالية خلال البث المباشر أو بما يسمى (الريتش ) وحتى إن انتهى الأمر بالحبس لسنوات فهذا ليس حلاً ، لأن ثمة أجيال تتبى مذهب الانضمام للتيك التوك من أجل تحقيق المال في أقصر وقت ممكن، فمن المفترض أن تكون هناك قوانين تٌسن للحفاظ على شبابنا , و أولها تحديد سن معين كشرط من شروط عمل الحساب ، وضع ضوابط اخلاقية والتزام بها ومن يخالفها يتم غلق حسابه وحجب أي ألفاظ أو موضوعات لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا ، أن يكون الالتزام نابع من الحلال والحرام باعتبارنا دولة عربية تتبع أصولها دينها أولا ، وتحافظ أيضا على هويتها العربية.
أؤمن أن الإنترنت بصفة عامة وشبكات التواصل الاجتماعي بصفة خاصة كانت من الممكن أن تكون سبباً في حل مشاكل إنسانية، أو منبر لطرح قضايا تهم المواطن، صوت يعبر عن الرأي العام من شأنه أن يغير أوضاع سيئة، و كذلك تسليط الضوء على مايحتاج إلى تحسين وتطوير ، أن يكون أداة للتعلم من خلالها ،ولكن في النهاية مانستفيق على الواقع الذي يؤكد أن الإنسان ما إن استغل أمر إلا و أفسده و سخره لخدمة مصالحه الشخصية .