*الإتجاه المعاكس*
مابين هجمات سيبرانية للتدمير والخراب والأمن السيبرانى لحمايه مكتسبات التنمية وضمان استدامتها
*أ.د. محمد علاء الدين عبدالقادر*
*الأحد ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤*
*تحذر الجهات الأمنية من أن* الهجمات الإلكترونية والتجسس الرقمى تشكل أكبر تهديد للأمن القومى وتتفوق حتى على الإرهاب.
*ويشير تقرير* لوسائل الإعلام البريطانية ، تحت عنوان *”التكنولوجيا تدق طبول الحرب العالمية الثالثة “*، أن تكون التكنولوجيا الذكية الساحة الرئيسية للحروب المستقبلية وتصبح الصواريخ فائقة السرعة والهجمات الإلكترونية أبرز أدواتها .
*وجدير بالذكر أن ” الأمن السيبرانى للبنبة التحتية المعلوماتية” مهم جدا وضروري فى جميع قطاعات التنمية وكافة مجالات العمل .* ويعد تخصص الأمن السيبرانى واحدا من أكثر التخصصات طلبا فى سوق العمل حول العالم .
*وفيما يلى عرض موجز لكل من :*
– [ الحروب/ الهجمات السيبرانية ] وتاثيراتها المدمرة ، من ناحية .
– و[ الأمن السيبرانى وتطبيقاته الحياتية لحماية مكتسبات التنمية وضمان استدامتها ] ، من ناحية أخرى.
أولا : الحرب السيبرانية وتأثيراتها المدمرة
*بمعنى الهجوم السيبرانى أو الحرب الإلكترونية عبر الإنترنت .* فهى شكل من أشكال الحرب الإلكترونية وهى إجراء عسكرى يتضمن استخدام الطاقة الكهرومغناطسية للتحكم فى المجال الذى يتميز باستخدام الإلكترونيات والطيف الكهرومغناطيسى لاستخدام بيانات التبادل عبر الأنظمة الشبكية والبنى التحتية المرتبطة بها .
*وفى السنوات الأخيرة ، ازداد حجم وقوة الهجمات السيبرانية* بشكل سريع فى ضوء الاعتماد المتزايد للمجتمع الحديث على شبكات المعلومات والحواسيب .
*ويستهدف الهجوم السيبرانى* تعطيل أو تدمير أو التحكم ببيئة البنية التحتية للحاسب أو أجهزة الاتصال أو تدمير سلامة البيانات أو قرصنة المعلومات التى تم السيطرة عليها . مع استخدام أدوات الحرب التكنولوجية لمهاجمة أجهزة الكمبيوتر الحاسمة للخصم .
*وأن النتيجة النهائية لكل من الحرب الإلكترونية والإرهاب السيبرانى* هى نفسها لتدمير البنى التحتية الحيوية وأنظمة الكمبيوتر المرتبطة ببعضها البعض داخل حدود الفضاء الإلكتروني .
*وقد طالعنا الإعلام ومنصاته* بالأمس القريب عن التفجيرات السيبرانية لأجهزة المحمول وشبكة الاتصالات بعبوات مفخخة داخل أجهزة الاتصال فى حرب الكيان على لبنان فى سابقة نوعية تستهدف تغيير موازين القوى عند شن الحروب بين الدول ومهارات أجهزة مخابراتها فى تحقيق مرادها .
*مما سمح* للمقاتلات الإسرائيلية من اختراق لأجواء اللبنانية وأن تتجول فى سماء لبنان دونما أدنى مقاومة أو تهديد . ذلك بعد هجمتهم السيبرانية المدمرة لأجهزة الاتصال والتواصل ما بين كوادر حزب الله ومما كشف كذلك عن تهديداتهم الفنكوش لدولة الكيان مثل تهديدات إيران الفنكوش أيضا الحاضنة لهم ولغيرهم من الموالين لها وأذرعها فى المنطقة .
*وتتجه الحروب السيبرانية وفى استخداماتها العسكرية نحو الدمار والهدم والخراب والهكر* على المواقع الاستراتيجة الحساسة لدول معادية ومهاجمة شبكات الانترنت لسرقتها أو اتلافها علاوة على مواقع الويب المزيفة والفيروسات ورسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية كما أن التلاعب الخبيث بالمعلومات والبيانات يهدد بإضعاف مؤسسات الدولة .
*ثانيا : الأمن السيبرانى وتطبيقاته الحياتية لحماية مكتسبات التنمية وضمان استدامتها.*
*وعلى الناحية الأخرى وفى الاتجاه المعاكس* عما سبق ذكره فيما يتعلق بمخاطر الهجمات السيبرانية .
*فإنه يمكن توظيف ” الأمن السيبرانى ” نحو تحقيق* البناء والتنمية ورفاهية الشعوب وتقدم الدول وتطبيقاته الحياتية لحماية مكتسبات التنمية وضمان استدامتها . باعتباره قضية أمن قومى بامتياز .
*ويمكن أن تكون نظم المعلومات* *والرقمنة* نبراسا للشفافية والمسألة والمحاسبة وتحسين جودة الأداء ومن التحسين من تحقيق العدالة تجنبا لأخطاء العنصر البشرى .
*وقد احتلت مصر حديثا موقعا متميزا بين مصاف الدول* فى ترتيباتها فى مجال الأمن السيبرانى.
نحو حماية أنفسنا فى الفضاء الرقمي ابتداءا من المنزل إلى العمل وعلى مستوى الدولة ككل .
*وذلك انطلاقا من القاعدة الذهبية من أن ” الأمن السيبرانى “* هو فى غاية الأهمية لحماية الأنظمة الحساسة التى تستخدم تكنولوجيا المعلومات ، ودعم النمو الاقتصادى باعتباره قاطرة التنمية المستدامة عن طريق الحفاظ على رقمية الفوائد وزيادة الثقة فيه . مع أهمية الأمن السيبرانى فى كافة قطاعات البنية التحتية الحيوية فى كل من التعليم والرعاية الصحية وشبكات المياة والصرف وشبكات الطاقة ، وأهميتها فى الصناعة والابتكار ، وفى المطارات والموانىء والنقل وفى المدن الذكية ، وامدادات الغذاء المستقرة اعتمادا على آليات التوزيع التى تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات .
*وأن مصر حاليا تتجه نحو توطين* صناعة الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية . انتاج مصرى باعتبارها قضية أمن قومى بامتياز .
*وذلك ضحضا لمغامرات المقامرين وأجهزة تجسس الدول المعادية وأجهزة مخابراتها* للعبث فى أى من شحنات أى من هذه المنتجات وغيرها حال استيرادها من الخارج .
*ولنا العبرة والدروس المستفادة* بما تم تفخيخه لأجهزة لاسلكي حزب الله وألواح الطاقة الشمسية وتفجيرهم عن بعد من قبل دولة الكيان تمهيدا لميدان حربها قبل هجومها الشامل على لبنان فيما تم من هجمات سيبرانية فى عملية استخباراتية نوعية تم التخطيط لها وتنفيذها باحكام وفى توقيتات متزامنة فى حادث نادر لم يسبق له مثيل فيما خلفة من تدمير أجهزة الاتصالات وانعدام التواصل ما بين غالبية كوادر حزب الله مع تحييد وإصابة أعداد كبيرة من كوادرة وغيرهم وفيما خلفته هذه الانفجارات فى العموم من حالة من الهلع والفزع فيما بين المواطنين بدولة لبنان .
*ونجد أن ” الأمن السيبرانى ” يهتم بحماية المعلومات* من التعرض للسرقة من قبل مصادر *خارجية* على شبكة الإنترنت ، بينما *” أمن المعلومات “* يهتم بالمعلومات أينما وجدت .
*وتكون قيمة المعلومات وحمايتها هى نقطة اهتمام كلا من نوعي الأمن . كما يمكن أعتبار الأمن السيبرانى جزءا أو تخصصا من أمن المعلومات*.
*ويهتم القائمين على النوعين بكل ما يتعلق بحماية البيانات والمعلومات من الانتهاكات الأمنية والتهديدات المختلفة وفى حال الكوارث الطبيعية بما يتطلبه من* توافر عنصر بشرى مؤهل ومدرب والأخذ بزمام أساليب إدارة المخاطر وتحديث الأنظمة باستمرار مع تغير التقنيات وتطورها للحد من خطر الهجوم على البرمجيات أو أجهزة الحاسوب أو الشبكات . وتشمل تلك الوسائل الأدوات المستخدمة فى مواجهة القرصنة وكشف الفيروسات الرقمية ووقفها وتوفير الاتصالات المشفرة .
*وفيما يتعلق بحماية البنية التحتية المعلوماتية لكافة قطاعات التنمية* من تجارة وصناعة وزراعة وتعليم وصحة وفى الاقتصاد والمؤسسات المالية وكافة فروع الاستخدامات العسكرية وما يتعلق بالأمن القومى وغيرها بوجه عام .
*وتبرز أهمية الأمن السيبرانى فى تحقيق :*
سرية البيانات والمعلومات.
والحفاظ على سلامتها وحمايتها من الهجمات التخريبية أو القرصنة.
مع جاهزيةجميع الأنظمة والخدمات والمعلومات *واتاحتها* حسب الطلب.
مع القدرة على *استرداد البيانات المسربة* فى وقت أسرع فى حالة حدوث خرق للنظام الأمنى السيبرانى.
*وعن دور الأمن السيبرانى فى حماية مكتسبات التنمية والمحافظة على استدامتها . يتمثل بعرض موجز لعدد من الأمثلة فيما يلى :-*
– دعم النمو الاقتصادى عن طريق الحفاظ على رقمنة الفوائد وزيادة الثقة فيه بما يساعد على الحد من مشكلة الفقر .
– حماية سلاسل إمدادات الغذاء أن تكون آمنة ومستقرة حيث اعتمادها على آليات التوزيع التى تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التى يمكن الاعتماد عليها .
– وفى مجال صحة الإنسان حيث العمل على حفظ وحماية بيانات المرضى مع زيادة الرقمنة فى قطاع الرعاية الصحية .
– وفى وسائط تحقيق جودة التعليم فيما تتيحه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من منتجات وأنظمة موثوقة وأمنه لحماية خصوصية الطالب مع تحقيقه لممارسات جيدة عند استخدام أجهزة الكمبيوتر والتقنية الرقمية والتى تعتبر من المهارات ذات الأهمية المتزايدة .
– وأن للأمن السيبرانى أهمية لحماية الأنظمة الحساسة التى تستخدم تكنولوجيا المعلومات نحو منع اختراقات البنية التحتية الحيوية لها مثل شبكات المياه والصرف ، وشبكات الطاقة .
– كذلك الأهمية الحيوية للأمن السيبرانى فى النمو الاقتصادى وأنظمة الدفع ، وفى الصناعة ، والابتكار ، والبنية التحتية الحديثة فى المطارات والموانىء والنقل وحمايتها حال تعرضها لأى اضطرابات ناجمة عن الهجمات الإلكترونية.
– مع التوسع فى استخدامات الأمن السيبرانى فى المدن الذكية والمجتعات الرقمية بما يضمن توفير استدامة أكبر لهذه المدن والمجتمعات الجديدة .
– كما وتساهم نظم المعلومات فى تحقيق الشفافية والعدالة وجعل مؤسسات الدولة قوية وحمايتها من أى هجمات سيبرانية حيث أن التلاعب الخبيث بالبيانات والمعلومات من قبل أى جهة مناوءة أو أى من الجماعات الأجرامية يهدد بإضعاف المؤسسات الديمقراطية عن أداء دورها بعدالة وشفافية.
– وغير ذلك من مجالات تطبيقات الأمن السيبرانى فى العديد من مجالات وقطاعات التنمية وبنيتها التحتية المعلوماتية الحيوية .
*بما يؤكد على أن ” الأمن السيبرانى ” و ” أمن المعلومات ” هى قضية أمن قومى بامتياز لحماية مكتسبات التنمية وضمان استدامتها وتحقيق الريادة والتميز والإبداع حتى أن تكون مصر من بين مصاف الأمم ، دولة حديثة عصرية متقدمة*.
*حفظ الله مصر من كل سوء*.