اثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر
من القرن3 الي القرن 7 هجري
بقلم د. كمال الدين النعناعي
(20)
( امتزاج التصوف بمنظومة الفتوة)
اشهر من أنتسب لها من العسكريين النظاميين الشاعر الصوفي الجندي الزاهد
علي بن عثمان الاربلي وذلك
في القرن السابع الهجري
كان يحترف الجندية قبل تزهده
ويدعي علي بن عثمان بن علي
بن سليمان الاربلي
الشاعر الصوفي المتوفي سنة 667 هجرية
يقول عنه المؤرخ الكتبي، ذيل كتابه وفيات الاعيان…
(كان جنديا نظاميا ثم سلك طريق التصوف حتي توفي بمصر في موضع الفيوم
تاثر شعره بروح الجندية في
قوله
انا اخفي هواك صرفا وان
بت طعين القنا صريع النبال
ان دل ذلك علي شيئ انما يدل
علي امتزاج التصوف بنظام الفتوة واستفحال امرهم في البلاد
وبسقوط الخلافة الفاطمية في
النصف الثاني من القرن السادس.الهجري.. خلا المجال
للخلافة العباسية كي تتخذ موقفا حاسما تجاه الفوضي
التي ظهرت نتيجة المشاحنات
بين الجماعات..
وكان القرار فريدا من نوعه فرضه واقع هذه البيوتات للجماعات التي اصبح لها شيوخ
فدخل الخليفة العباسي نفسه
الناصر لدين الله الفتوة سنة 578 هجرية…
وهي نتيجة متوقعة بعد ان انتسب للفتوة شخصيات شهيرة فاذا به يلبس سروال الفتيان
وهو تقليد يرمز الي قبوله هذا النظام
وذلك ان ندماء الخليفة الناصر لدين الله ابي العباس احمد ببغداد حسنوا له ان يكون (فتي)…
وأحضروا له رجلا يعرف بعبد الجبار بن يوسف بن صالح له
اتباع كثيرة ومعه ولده شمس الدين فقرر الاجتماع ببستان
ثم حضر عبد الجبار وابنه
وصهره يوسف العقاب
وندمان الخليفة.
وٱلبس سراويل الفتوة التي اخبره عبد الجبار هذا انه لبسها من شيخ الي شيخ…
الي الامام علي بن ابي طالب
وبذلك نصب الخليفة نفسه قائدا للفتوة بعد ٱن ٱلبسه الشيخ عبد الجبار لباس الفتوة
وظهر الخليفة الناصر لابسا ثوبا ابيضا مطرزا برسوم ذهبية
وعلي رٱسه قلنسوة مذهبه مطوقة بوبر أسود عالي القيمة
كلباس الملوك…
وعقب ذلك بدأ يعد العدة لاعادة الاستقرار وفرض النظام العام
وذلك بعد أن أكتسب مكانة شيوخهم ..
واصبح له حق التوجيه وحق الطاعة..
وبلبسه السروال اي قميص
الفتوة صار قائدا لها…