مولد النبي صلى الله عليه وسلم: ميلاد الرحمة للعالمين
بقلم الكاتبة : زينب مدكور عبد العزيز
يحتفل المسلمون في مختلف بقاع الأرض بمناسبة مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي مناسبة عظيمة تحيي في النفوس ذكريات مولد خير البشر، من أُرسل رحمة للعالمين، ليخرجهم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهداية والإيمان.
ميلاد النبي :
إشراقة نور في زمن الجهل ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عام الفيل، في مكة المكرمة، يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، ليكون هذا اليوم نقطة تحول في تاريخ البشرية. في زمن كان يغمره الجهل والشرك، وكان الظلم والاستبداد هو القانون السائد، جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليحمل رسالة السماء، رسالة تدعو إلى التوحيد والعدل والرحمة.
الحدث الأعظم :
مولد أمة لم يكن مولد النبي مجرد حدث تاريخي عادي، بل كان بداية لعصر جديد، عصر تقوم فيه أمة تدعو إلى الخير وتنشر العدل. وما إن بُعث النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدأ في نشر رسالته، برسالته الإلهية التي تؤكد على أن “لا إله إلا الله”، دعوة للتوحيد ولإقامة العدل بين الناس. وكانت دعوته تشمل الجميع، الصغير والكبير، الغني والفقير، الرجل والمرأة، فلم يكن هناك تفريق أو تمييز في دعوته.
المعلم والقدوة :
نبي الرحمة كان النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا للإنسان الكامل، فهو المعلم الذي علم الناس الأخلاق والفضائل، وهو القائد الذي قاد الأمة نحو النور. كانت حياته كلها تجسيدًا لرسالة الإسلام، فكان يربي الناس على حب الخير، ومساعدة الآخرين، ونشر السلام والعدل في كل مكان.
مولد النبي واستمرارية الرسالة
يأتي الاحتفال بمولد النبي كتذكير بضرورة اتباع نهجه والسير على خطاه. لقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم لنا إرثًا غنيًا من القيم والمبادئ التي تصلح لكل زمان ومكان. ففي كل ذكرى لمولده نجد في تعاليمه الحلول لكل ما يعترض حياتنا من تحديات، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
ختامًا، مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس فقط احتفالاً بحدث تاريخي، بل هو مناسبة لتجديد العهد بالالتزام برسالة الإسلام والسير على خطى خير خلق الله. هو يوم يعيد إلى الأذهان كيف كان محمد صلى الله عليه وسلم نورًا أضاء ظلمات الجهل، ورسولًا حمل للعالمين رسالة رحمة وهدى.