كيف تحقق هدفك؟
بقلم: عمر الشريف….
إن تحديد الأهداف هي طريقة فعالة للتفكير في مستقبل مثالي، ولتحفيز النفس على تحويل نظرتنا للمستقبل إلى حقيقة، فيساعدنا تحديد الأهداف على اختيار مسارنا في الحياة، فإن كنا ندرك تماماً ما نود تحقيقه، سنعرف أين علينا أن نستثمر وقتنا، وسنكتشف بسرعة أيضاً الفراغات التي بإمكانها وبكل سهولة أن تُضِلّنا عن هدفنا.
إذا فقد المرء الهدف ستصبح الحياة وقتها مستحوذة عليه، والفشل لا يصيب الإنسان إلا بسبب عدم التخطيط أو الغفلة، أو البعد عن العلم المبني على البصيرة، ولكي يتجنب الفشل في الحياة، ويحقق أهدافه، لابد له من منبه ينبهه في كل خطوة من خطواته.
لا شك أن فاقد الهدف يفقد الإرداة أيضاً، وفاقد الإرادة لا يملك خطة في الحياة، ولن يتحكم بعد ذلك بمصيره، حيث أن غيره هو الذي ينوب عنه في اتخاذ القرار، وليس له إلا أن يخضع لتلك القرارات، حسنة كانت أم سيئة، وغالباً ما تكون تلك القرارات في غير مصلحته.
ويعتبر التخطيط لتحقيق الأهداف أداة جيدة جداً لمحاربة العشوائية والفوضى والتخبط، فهو يحمينا تماماً من مشكلة إهدار الوقت وعدم القدرة على تحقيق الأهداف ضمن الفترة الزمنية المخصصة لها، ونظراً لأهمية هذا النشاط في تنظيم الشؤون الحياتية وفي تحقيق الأهداف المطلوبة، سنستعرض أبرز الخطوات التي يجب اتباعها للتخطيط السليم للأهداف وبلوغها،
فهناك بعض الأساليب لتحقيق الأهداف المطلوب تنفيذها في حياة كلاً منا منها:
– تعزيز الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات الذاتية، حيث إن ذلك يعد من أهم متطلبات تحقيق الأهداف المطلوبة.
– الحرص على عدم الاستسلام للفشل، بالإضافة إلى التعلم من التجارب السابقة، وتوظيف الخبرات السابقة في المواقف الجديدة.
– وجود رغبة كبيرة في تحقيق الأهداف، للتمكن من إنجازها في أوقاتها وحسب المواصفات المطلوبة.
– تحديد الأهداف بكل دقة ووضوح، وتحديد المُدة الزمنية الخاصة بكل هدف، بما يتناسب مع الأولويات والاهتمامات الخاصة بالشخص، حيث تنقسم الأهداف إلى أهداف قريبة، ومتوسطة، وبعيدة المدى.
– التركيز على هدف واحد وإنجازه قبل الانتقال إلى غيره، وذلك من أجل تفادي الدخول في حالة من التشتت والضياع، ولحصر الطاقات في سبيل إنجاز المهام بشكل متسلسل ومنتظم.
– تخصيص وقت للأنشطة والهوايات الترفيهية الخاصة بالفرد، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، وذلك تفادياً لتراكم الضغوطات النفسية التي تؤثر في كفاءة الأداء لدى الشخص.
وأرجوا أن يحقق الجميع هدفه، ولكن ماذا علينا ان نفعل عندما لا نحقق ما نريد؟ فدائماً تتطلع النفس إلى تحقيق ما تريد، وإلى الوصول إلى ما تحلم به وتتمناه، فكم من أحلام رسمها الكثيرين وأمنيات تعلقوا بها بددها الزمن وأعاقتها الظروف، فكان من جراء ذلك أن تجرعوا مرارة عدم الحصول على ما يبتغون وشعروا بأن حياتهم متوقفة تماماً عند تحقيق هذا الحلم أو ذاك، مما انعكس على حياتهم بالسوء والحزن والكآبة المستمرة من جراء ذلك كله، إذ يتعمق فيهم الشعور بالخيبة بعد كل آمل انطفأ، وبعد كل حلم ذهب مع أدراج الرياح.
من الجميل أن نحلم وأن تكون لنا طموحات وآمال نبنيها ونسعى لتحقيقها بكل جهد ومثابرة، فالإنسان بلا طموح إنسان بلا حياة، ومن يعيش من أجل لا شيء فإنه يكون حتماً لا شيء.
فالطموح هو ما يحرك الإنسان في سعيه في بلوغ الغايات، فهو الوقود التي تتزود منه نفوسنا في متابعة السير والوصول إلى ما نبتغيه ونرجوه، والحصول على ما نطمح إليه يشعرنا بلا شك بشعور غامر وساحر لسعادة ليس له مثيل ينسينا كل المصاعب والمتاعب التي كانت في طريق تحقيقنا لهذا الطموح.
ولكن من جهة أخرى قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فتفرض علينا الحياة بواقعيتها وظروفها المتشابكة أموراً قد تعيق تحقيق آمالنا فتزيدها صعوبة، أو قد تنسفها من جذورها بشكل كامل، مما قد يحدث إرباكاً في تفكيرنا واضطراباً في تقديرنا للأمور، ويجعل في النفس غلياناً وثوراناً غاضباً من كل ما حدث، يتحول بعدها إلى جرح فينا ينزف ألماً يشعرنا بحزن دفين بين ضلوعنا يوجعنا ويقلق راحتنا، ومهما حاولنا جاهدين أن نناقش بيننا وبين أنفسنا ما حدث، فإننا لن نجد جواباً ولن نجد لأنفسنا هدوءاً، فنفوسنا التي عشش فيها أمل ما لن تقتنع بسهولة بما جرى، ولن تهدأ لمجرد أن تدرك أن ما حدث هو واقع ليس بمقدورنا تغييره.
وفي خضم هذا كله فإن أنفسنا لن تجد مناصاً من الخضوع والتسليم لله عز وجل الذي بيده مقاليد الأمور وإليه يرجع الأمر كله، فالعقل له حدوده التي لا يمكنه تجاوزها، والمنطق له ضوابطه التي لا يمكنه الانفلات منها، والعقل والمنطق يدلاننا أن هناك أموراً لا ينفع معها إلا التسليم لإرادة الله والرضا بقدره في حياتنا لأننا وبكل بساطة لا نملك من الأمر شيء، ونحن أعجز من أن ندرك أشياء تفوق عقلنا المحدود ومنطقنا المنضبط.
التسليم لحكمته تعالى التي هي موجودة بكل أفعاله وأقداره، ولكن ليس من الضرورة أن ندركها بعقولنا القاصرة، يزيح عن صدرنا ثقلاً يحبس أنفاسنا ويحطم ضلوعنا، فالله جل جلاله قد أحكم الأمر في آية رائعة عندما قال: “ولله غيب السموات والأرض وإليه يُرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما الله بغافلٍ عما تعملون” [سورة هود:123 ].