استاذ الأزهر والفتاوى
بقلم الواء/ رأفت الشرقاوى مساعد وزير الداخلية الأسبق بقطاع الامن العام – المحاضر باكاديمية الشرطة
جامعة الأزهر قررت إحالة الدكتور إمام رمضان إمام الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة
إلى التحقيق ” عما بدر منه من فتوى شاذة تتضمن مخالفات فقهية وتعارض مع تعاليم الدين الحنيف
” عبر قناته على اليوتيوب”
والذى يعرف فيها نفسه بأنه أستاذ دكتور في كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة تخصص العقيدة والفلسفة.
كان الدكتور إمام رمضان الأستاذ بجامعة الأزهر قد أصدر فتوى مثيرة للجدل
حيث أباح فيها سرقة الماء والكهرباء والغاز
وقال رمضان في فيديو عبر صفحته على فيسبوك وقناته عبر يوتيوب:
” أكرر فتواي التي ذكرتها من قبل بجواز سرقة الماء والغاز والكهرباء”
مستشهدا بقوله تعالى
“ومن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل”
وعلق مصدر بجامعة الأزهر الشريف على الجدل الذي أثاره الدكتور إمام رمضان قائلا
إن الأخير تحول للتحقيق قبل ذلك وتم فصله وكان ذلك على خلفية واقعة أطلقت عليها وقتها
“واقعة البنطلون”
وأشار إلى أنه تم حبس الدكتور إمام رمضان قبل ذلك مضيفا :
في الغالب سيكون هناك إجراء ضده لكن حاليا يتم تجميع كافة البيانات حوله.
الدكتور إمام رمضان هو صاحب الواقعة الغريبة التي أثارت الرأي العام بكلية التربية بجامعة الأزهر عام 2019
بعدما أجبر طالبين على خلع سرواليهما أمام زملائهما الطلاب في المحاضرة بحجة التعلم
وبدأت الواقعة الغريبة بتداول رواد مواقع التواصل فيديو للأستاذ
خلال محاضرة بكلية التربية بجامعة الأزهر أصر فيها على خلع طالبين في المحاضرة لملابسهما بشكل غير لائق
وهددهما برسوبهما لو لم ينفذا تعليماته وقرر الدكتور محمد المحرصاوي
رئيس جامعة الأزهر حينذاك إيقافه عن العمل وإحالته إلى التحقيق.
قالت دار الإفتاء
إنه يحرم شرعًا الاستيلاء على التيار الكهربائي بأي طريق من غير الطرق المشروعة
مشددة على أن هذا التصرف يُعَدُّ خيانةً للأمانة
مستشهدة بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»
(رواه الإمام البخاري).
أكدت دار الإفتاء أن سرقة التيار الكهربائي تعد مخالفةً لوليِّ الأمر الذي جعل الله تعالى طاعتَه في غير المعصية
مقارِنةً لطاعته تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم
قال تعالى:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»
[النساء: 59]
وواصلت:
«كما أنه يُعد أكلًا لأموالِ الناسِ بالباطل وتَضيِيعًا لحقوقهم وكُلُّ واحدةٍ منها مِن كبائرِ الذنوب
وقد قال الله سبحانه وتعالى:
«يا أيها الذين آمنوا لا تَأكُلُوا أَموالكم بينَكم بالباطِلِ»
[النساء: 29]
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَليْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا»
(رواه البخاري ومسلم).
الفيديو الصادر عن دكتور جامعة الأزهر يعد تحريض على سرقة المال العام وهذا كلام يحيله للمحاكمة الجنائية ومن حق النيابة العامة
أن تتصدى لهذا الأمر وان تطلبه للتحقيق وتوجه له تهمة التحريض على ارتكاب الجرائم الجرائم”
وتصل العقوبة إلى ما بين 24 ساعة إلى 3 سنوات
كما يعد ما فعله دكتور جامعة الأزهر خروج على مقتضى الواجب الوظيفى ومن حق جامعة الأزهر أن تحيله إلى مجلس تأديبى”.
والتحذير من الفتوى بغير علم لا يقتصر على الجاهل بالحكم الشرعي
بل قد يكون المفتي عالمًا بأحكام الشريعة بالقدر اللازم للإفتاء
لكنه مع هذا مقصِّر في معرفة الأعراف والعادات الخاصة ببلد المستفتي ولها تأثير في الحكم.
الإفتاء من غير علم حرام يتهاون فيه كثير من طلاب الشهرة والرياسة
فمن أقدم على ما ليس له أهلًا- من إفتاء أو قضاء أو تدريس – أثِم
فإن أكثر منه وأصر واستمر فسق، ولم يحل قبول قوله ولا فتياه ولا قضاء
(1) الأدلة على حرمة الإفتاء بغير علم كثيرة
منها قوله تعالى:
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾
فهذه الآية الكريمة تشمل بمعناها
(2) من زاغ في فتواه
فقال في الحرام:
هذا حلال أو قال في الحلال:
هذا حرام أو نحو ذلك
(3) والأدلة من السنة كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا غَيْرَ ثَبْتٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِي أَفْتَاهُ»
رواه الإمام أحمد وابن ماجه وفي لفظ:
«مَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُ ذَلِكَ عَلَى الَّذِي أَفْتَاهُ»
رواه أحمد وأبو داود وقوله:
«مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَمَلَائِكَةُ الْأَرْضِ» .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
” اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضَل ” اللهم ما جنبا شر الفتن والضلال.
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها
وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشاعات والضغائن والحروب
اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ليلها ونهارها أرضها وسمائها فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .