كش ملك
[ الأمن المائى المصرى وخطوطه الحمراء ]
أ.د. محمد علاء الدين عبدالقادر
الأربعاء 4 سبتمبر 2024
إن النصر لمن يملك المعلومات ويدير لعبة الشطرنج العالمية بذكاء*
إن الأمن المائى المصرى هو قضية أمن قومى بامتياز .
وأن مصر دائما هى دولة سلام غير معتدية
تلتزم بالأعراف والمواثيق والقوانين الدولية .
وأن فرض السلام للحفاظ على الحقوق يحتاج لقوة ردع تحميه
تكشر عن أنيابها وقت الأزمات وحينما تزداد حماقات المغيبين المتغطرسين أصحاب الأجندات الخارجية للسيطرة والهدم والدمار .
ثلاث عشر عاما من المفاوضات ما بين مصر وأثيوبيا
[ المدعومة من دولة الكيان وغيرها من دول أهل الشر ] .
مفاوضات وظفتها أثيوبيا عن عمد بإطالة أمدها للتمويه على استمرارية تشييد سدهم المزعوم
وتمعنا فى الكيد لمصر وكسب الوقت لحين استكمالهم بناء السد
بما يمثله ذلك فى نهاية المطاف ، بورقة ضغط على سيادة واستقرار وأمن مصر وعلى خطط تنميتها وطموحاتها للمستقبلية .
يتمادون فى طغيانهم دون ادراكهم أن للصبر حدود .
وأن مصر الدولة قد حباها الله بقيادة وطنية واعية رشيدة تمتلك زمام الأمور والقوة والقدرة العسكرية .
قيادة تمتلك مقومات القدرة على الاستبصار والتحليل والموضوعية
[ دونما تهوين أو تهويل ] .
قيادة قادرة على التنبوء بقراءات متأنية لتوقعات سيناريوهات المستقبل وللتعامل مع الجانب الاثيوبى وداعميهم
ذلك استنادا على قواعد البيانات والمعلومات
وآليات تحليل الموقف ، ومتغيراته المستقلة والتابعة ومعطياته وفرضيات وقواعد المنهج العلمى .
وبقراءة مصرية متأنية بوجه عام لمستقبل المنطقة بناء على معطيات المنهج العلمى .
لما يحاك لمصر الدولة
على كافة اتجاهاتها الاستراتيجية ، من جهات مناوءة ودول معادية .
بغرض تشتيت جهود الدولة المصرية .
إن دولة الكيان الداعمة لمشروع السد الأثيوبى وغيرها من دول محور الشر المتواطئة معها
ومن القائمين على تمويل بناء السد . يسعى جميعهم بالعمل على محاصرة مصر اقتصاديا
وافتعال الأزمات فى محور فيلادلفيا ، وأضغاث أحلامهم
بأن يتم تهجير أهل غزة إلى سيناء وفيما يتم افتعاله من توترات فى البحر الأحمر وفى المتوسط
وتوترات الحدود فيما بين مصر وكل من دولة الكيان والسودان وليبيا .
كل ذلك ليس ببعيد عن دعم لمخططهم الخبيث نحو شغل مصر
[ بعيدا عن موضوع السد الأثيوبى ]
شغلها فى العديد من القضايا الاقتصادية
ومن مخاطر وتحديات داخلية وخارجية وعلى كافة اتجاهاتها الاستراتيجية .
كل ذلك حتى أن تكون الفرصة مهيأة للجانب الأثيوبى
بممطالاته ومفاوضاته العقيمة والتى لا تفضى لشىء جاد يذكر لحل هذه الأزمة التى أفتعلوها
ورفضهم التوقيع على اتفاق قانونى ملزم بأحقية كل من مصر والسودان فى الحصول على حصصهم المائية المتعارف عليها تاريخيا
دونما أى نقص أو مزايدات فى مزاد لبيع الماء
وأن كل هذه اللقاءات والجولات المكوكية ما بين الوفود
ما هى الا مماطلات مفضوحة ومكشوفة فيما يستهدفه الجانب الأثيوبى لكسب الوقت حتى أن يتمكنوا من استكمال تشييدهم لسد نهضتهم الفنكوش .
معتقدين بجهالة منهم أن مصر الدولة تحت هذه الظروف الصعبة قد تكون مستكينة
أو فى حالة ضعف أو قلة حيلة بما قد لا يمكنها من قدرتها على التصدى لمخططهم الشيطانى .
لكن هيهات هيهات . فكانت الصدمة الكبرى لهم
[ أثيوبيا – ودولة الكيان – ودول محور الشر الداعمين والممولين ] .
عندما خرج عليهم المارد المصرى الجبار فجأة وعلى حين غرة وعلى غير توقعاتهم ودونما مقدمات إذ فجأة يقف الجيش المصرى فى نقط ارتكاز عسكرية بكل ثقة وفخر وعزة وثبات يقف على
[ الحدود الجغرافية – الخط الفاصل ] فيما بين دولة الصومال وأثيوبيا
[ وذلك بناء على تلبية مصر لنداء دولة الصومال وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك السابق توقيعها ومن ثم تفعيلها ما بين مصر ودولة الصومال الشقيقة ] .
هذا علاوة على الوضع الداخلى الهش لتماسك الدولة الأثيوبية
. حيث ترهل نسيجها الاجتماعى وتعدد القوميات وتعدد المؤمرات فيما بينهم والصراع على السلطة
وتعدد أماكن النزاعات القبلية الداخلية فيما بين مكونات الدولة الأثيوبية . علاوة على
المناوشات والصراعات القائمة ما بين أثيوبيا والعديد من دول جوارها ، فى ضوء أطماع التوسع التى تنتهجها أثيوبيا بسعيها المعلن والخفى
لقضم المزيد من الأراضي التابعة لدول جوارها
هذا مع تدنى مؤشرات الاقتصاد الأثيوبى .
فأضحت مصر القوية أن أصبح لديها [ الأن ]
اليد العليا واليد الطولى بموطىء قدم عسكرى على أرض دولة الصومال المشتركة فى حدودها البرية مع أثيوبيا هذا من ناحية .
ومن ناحية أخرى بعمل القوات المصرية بأعداد غالبة ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية بتلك المنطقة
[ اعتبار من يناير 2025 ] .
فيصبح الجيش المصرى فجأة بقدرة قادر على مسافة الصفر من حدود دولة أثيوبيا المتغطرسة المتعنته
وعلى مسافة السكة من سدهم الفنكوش هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى داعما نحو إعداد وتدريب وتأهيل للجيش الصومالى حتى أن يتمكن من استعادة أرضه المغتصبة المعروفة
[بأرض الصومال] مطمع الأثيوبيين أملا أن يكون لهم منفذ بحرى على البحر الأحمر
باعتبار أن أثيوبيا خى دولة حبيسة وبالتالى قد بدد الجيش المصرى أحلامهم وطموحاتهم .
فيما خلق لأثيوبيا ولداعميها من دول محور الشر . حالة من التوتر
والاحباط والهلع والزعر ڤ وأصابتهم غيبوبة صدمة المفاجأة .
فكانت مصر الدولة القوية مدركة وفاهمة وواعية وقارئة لسيناريوهاتهم الخبيثة
وكانت تعد لهم العدة ومستعدة ، لمثل هذا اليوم بأقتنائها أحدث الأسلحة برا وبحرا وجوا
والتوسع فى التصنيع الحربى بأحدث نظم الجودة العالمية .
وأن دلالات معرض ايديكس مصر لمنتجات السلاح العسكرى 2023
شاهده على هذا التميز والابداع . مع التوسع فى تشييد القواعد العسكرية وفقا لمعايير الجودة
وأحدث النظم العالمية
[قاعدة محمد نجيب وقاعدة 30 يوليو – على البحر المتوسط]
[وقاعدة برنيس – على البحر الأحمر] .
وبالتوازى مع ذلك تنفيذ خطط اعداد المقاتل المصرى الملم بأحدث التقنيات والعلوم العسكرية
وتسليخة العصرى الحديث المقاتل الفدائى الشجاع الجسور حامى الحمى
مايسترو تخطيط وإدارة وتنفيذ كافة العمليات العسكرية
والذى هو دائما وبقسم الولاء فهو على استعداد تام للتضحية بالغالي والنفيس لحماية الوطن والدفاع عنه
وبتنفيذ ما يطلب منه من مهام داخل الوطن أو خارجه .
وعندما حان الوقت وجاءت الفرصة ، وعندما أصبحت مصر جاهزة ومستعدة وقادرة
وتحت عباءة صبرها الاستيراتيجى ، وفيما مكنها من أنجازها لما رسمته لنفسها
وخططته نحو بناء وتطوير وتحديث قوتها العسكرية الضاربة
وقدراتها الشاملة واستحواذها على أحدث الإصدارات العسكرية علاوة على بناء شراكات استراتيحية
لنقل واكتساب الخبرات والتعاون المشترك والتصنيع المحلى.
وعندما تحقق لها كل ما خططت له ، كشرت مصر عن أنيابها
لوضوع خطوطها الحمراء ، دفاعا عن حقوقها المائية .
حتى أن يتم اذعان الجانب الأثيوبى ومن وراءه داعميهم
من الانصياع عنوة لمطالب مصر ، حفظا لحقها فى الحياة
ولضمان استمرار تدفق حصة مصر المائية دونما أى نقصان ، بسلام وأمان الى أرض الوطن .
لقد انقلب السحر على الساحر . وأصبحت أثيوبيا تريند مفادة
أن أثيوبيا تهدد استقرار الإقليم والقارة الأفريقية ، تسعى للهدم لا للبناء . وأن مصر ترفض
[السياسات الأحادية التى ينتهجها الجانب الأثيوبي]
والمخالفة للقانون الدولى.
وقد أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانها وتحذيراتها
بخطابها الشهير مرفوعا إلى مجلس الأمن
فيما تضمنه من حقائق عن مماطلات وتعنت الجانب الأثيوبى على مدار ثلاث عشر عاما من المفاوضات
دون جدوى مع التأكيد على أن لمصر حق الدفاع عن مصالحها وأمنها المائى وحياة مواطنيها
وفقا لمعطيات القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة
وأن كافة السبل متاحة أمامها لتحقيق ذلك . وعلى المجتمع الدولى ومجلس الأمن تحمل مسؤوليته وأتخاذ ما يلزم من إجراءات .
[فإن مصر الدولة سوف تظل متابعة لتطورات الموقف عن كثب ومستعدة لاتخاذ كل التدابير والخطوات المكفولة بموجب ميثاق الأمم المتحدة
بما يمكنها من الدفاع عن وجودها ومقدرات شعبها ومصالحه]
وذلك بعد انتهاء مسارات المفاوضات بشأن السد الأثيوبى التى استمرت لمدة 13 عاما من التفاوض بنيات مصرية صادقة
مع تعنت الجانب الأثيوبى ودونما وجود إرادة سياسية لديها للتوصل إلى حل حفاظا على حقوق دول المصب مصر والسودان
وفى كل الأحوال تسعى مصر جاهدة ، بسعيها لتحقيق التعاون البناء
وإقامة لمشروعات واعدة للتنمية بين دول حوض النيل
تحت شعار مبدأ
[أن المكسب للجميع دونما الاضرار بالغير] .
إن ” الماء ” هو سر الحياة ، وعمارة الأرض
ويقول المولى سبحانة وتعالى
” وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا يؤمنون ”
صدق الله العظيم .
وعليه وبكل تأكيد أن الأمن المائى المصرى هو قضية أمن قومى بامتياز
وأن فرض السلام وتحقيق المصالح الوطنية العليا
يحتاج إلى قوة عسكرية رشيدة رادعة غاشمة تدعمة وتحمية حينما أن يكون هناك ضرورة ملحة لاستدعائها .
وأن حنكة القيادة السياسية المصرية ، فى التعامل مع كافة المخاطر والتحديات التى تواجه مصر الدولة
قد فاقت كل التوقعات ، باعترافات العدو ودول محور الشر
قبل الصديق الوفى واعترافات مبطنه من أصدقاء متلونين
ومن أقرباء متأرجحين شعارهم أن السياسة مصالح
وأن صديق اليوم عدو الغد ، فى زمن ضاعت فيه المروءة والشهامة وتشتت العمومة وغلبت المصالح وعزت فيه كلمة الشرف .
نحن فى زمن
لن يتحقق فيه النصر لأحد ولن تتحقق فيه الغلبة والهيمنة والسيطرة لأحد ولا أن يكون لك فيه اليد العليا .
إلا لمن يملك المعلومات وخيوط أطراف اللعبة وقادرا على أن يدير لعبة الشطرنج العالمية
بكل ذكاء ودهاء بمسارات وأدوات وأفكار خارج صندوق التوقعات
فى إطار من الصبر الاستراتيحى والذكاء التكتيكى
وفيما يرتبط بمفاهيم أمتلاك كافة مظاهر القوة والقدرة العسكرية .
وحينها
وفى لحظة مباغتة وتحت صدمة المفاجأة يتم إسدال الستار
ويتحقيق المراد ويقع الملك المتعنت المتغطرس هو وأمثاله وداعميه من دول محور الشر مهزوما صريعا لا حول له ولا قوة
كما هو بحال مسارات لعبة الشطرنج ” كش ملك ” .
يتحقق كل ذلك بيفكر خبير محترف
لفرض الحق وتحقيق النصر . ملما بكافة بواطن الأمور
يتميز بجودة الأداء مغموسا فى دهاليز وخبايا السياسة يدعمها
جيش وطنى قوى وشعب أصيل متماسكا كالبنيان المرصوص
كالجبل لا تهزه ريح أو من شائعات مغرضة ، واثقا بقيادته
متوكلا على رب العباد الحق القوى المبين
حفظ الله مصر من كل سوء وقيادتها الرشيدة وشعبها الأبى الكريم وجيشها الوطنى الأصيل .
أ.د. محمد علاء الدين عبدالقادر