الغضب
بقلم: أسامة حراكي
الغضب هو رد فعل أو استجابة تكون على شكل ثورة عارمة كأن نهب في وجه من أمامنا
فالغضب ليس مجرد انزعاج أو انفعال عابر
بل تدمير يأتي كبركان هائج
فالغضب حالة من عدم السيطرة على سلوكياتنا
والعقل ينفلت من قواعده ويصبح غير قادر على التحكم في باقي الأعضاء
وكأنه أصيب بالجنون لبضع لحظات.
وليس هناك نفع من وراء الغضب
فمن الناحية العضوية ممكن أن يحدث فرطاً في ضغط الدم
أما من الناحية النفسية فإنه يدمر العلاقات ويعوق التواصل والتفاهم، بيننا وبين الآخرين
ويقودنا إلى الشعور بالذنب والاكتئاب ويصبح بمثابة عقبة في طريقنا للوصول إلى حياة سعيدة.
وصحيح أن تفريغ غضبنا أسلم وأصح من كبته في داخلنا
لكن من الأفضل أن نتحكم في القوة الناتجة عنه ونستثمرها لصالحنا
فعلينا أن ننظر إلى أنفسنا أننا قادرين على تعلم أنواع جديدة من التفكير حين نصاب بالإحباط
وبذلك نصرف هذه الطاقة في مشاعر أكثر إشباعاً وتحقيقاً للذات
لتحل هذه المشاعر محل الغضب.
يمكننا أن نعاني مشاعر الضيق والانفعال والإحباط
إذ إن العالم حولنا لن يكون أبداً على الطريقة التي نريدها
ولكن الغضب تلك الاستجابة العاطفية المؤذية التي تصدر منا على أشياء لن تتغير يعتبر حماقة
فإذا نظرنا إلى الآخرين على أن لهم الحق أن يكونوا مختلفون عنا
قد لا يعجب هذا البعض منا، لكن علينا أن نتقبل ذلك ولا نغضب منه
فمحاولة تغييرهم للشيء الذي نريده سوف يجلب لنا الإجهاد البدني والعذاب الذهني
فالآخرين يملكون كياناً مستقلاً وميولاً واتجاهات مختلفة لا نستطيع تغييرها
لذا علينا تقبلهم كما هم، وننظر إلى المشتركات بيننا ونقويها
فإن ذلك صحي وإيجابي.
لا تغضب إذا انفجر البالون في وجهك، فأنت من نفخه
وأعطاه أكبر من حجمه.
كان الرسام السريالي المبدع
“سلفادور دال”
يلجأ إلى حيلة لكي يخفف من توتره إذا غضب من أحد
كان دال يتخيل أن الذي أغضبه ويتحدث بطريقة لا تروقه هو شخص تقف على رأسه بومة
فكان ذلك يجعله يضحك في سره فيخف غضبه
ويتجنب مواقف عنيفة إن هو بادر إلى الرد بغضب على من أغضبه
ـ الغضب عقاب ذاتي.. مألوف
ـ لن تعاقب بسبب غضبك
بل غضبك هو العقاب.. جوتاما بوذا
ـ الاكتئاب غضب لم يتم التعبير عنه.. جورج سانتايانا
ـ يبدأ الغضب بالحماقة وينتهي بالندم.. فيثاغورس
ـ الغضب هو رد فعل أو استجابة تكون على شكل ثورة عارمة“