شاعر الثورة والحب.. محمود درويش
بقلم: أسامة حراكي…
منتصب القامة أمشي ـ ـ ـ مرفوع الهامة أمشي
في كفي خصلة زيتونٍ — وعلى كتفي نعشي
وانا امشي وانا امشي — وانا وانا امشي
دائم الخضرة يا وطني — وإن طال بعيني الأسى
دائم الخضرة يا وطني — وإن صارت صفحاتي مسى
شاعر كلماته الملتزمة والإنسانية كانت عود الثقاب الذي اشعل قلوباً اضرم فيها الثورة والدفء، هو شاعر الثورة والحب شعره عبر عن الذات العربية بآلامها وآمالها وبجرحها النازف فلسطين، في شعره نجد الكلمة الصارخة تنبض بلغة الحياة والإنسان الذي حرص على التبحر فيها بالعروبة والوطنية، فردد الجمهور العربي كلماته وتفاعل مع أفقها الشعري والإنساني وعلى الرغم من رحيله ظلت كلماته محفورة في الذاكرة الحاضرة للعرب يقرأونها مرة تلو مرة كأنهم يقرأونها لأول مرة.
أشعاره توازي شغف قراءتها للمرة الأولى، فقصائده تخاطب الإنسان دائماً، في كل قراءة تولد صور جديدة وتشعر بأحاسيس جديدة عاشها الشاعر الراحل، حين نسمعه وهو يقرأ شعره نعيد سماع ما قال مرة اخرى ففي الإستماع المتجدد نجد حيوية أكثر للإصغاء إلى وقائع اللحظات التي مر بها الشاعر، فأشعاره تبث دائماً لغة جميلة محفوفة بالعذاب والحب، بالسعادة والتعب وتحفر حضورها في وجدان المستمع أو القارىء وتأخذه إلى اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت، فأشعاره تعطي الإنسان ألقاً وترسم له طريقاً في الحياة وتدله على المختفي في الذات والمكان، فقصائده كاشفة مليئة بأناشيد التعب التي يتلفظ بها شعب عاش المأساة.
كان شاعراً كبيراً له خصوصيته ولغته لغة الجماعة برحيله في التاسع من اغسطس عام 2008 خسر الوطن العربي أحد أهم أصوات شعره الحديث.