ما يقتل روح السعادة
بقلم: عمر الشريف
قد تكون الأمور الصغيرة المزعجة هي أكثر ما يقتل روح السعادة فينا ويعكر علينا هدوء حياتنا، فالمشاكل الصغيرة اليومية إذا لم يستطع الإنسان التعامل معها وفق منهج العقل والحكمة قد تكون لها نتائج كارثية على صعيد العمل والأسرة والأصدقاء.
فالبعض قد يملك عدسة مكبرة في تفكيره، تضخم له الأشياء فوق حدها الطبيعي، وتريه أبسط الأمور كشيء عظيم، مما تُصعب عليه الأمور أكثر وأكثر، فتجعله غارقاً في مشاكل تافهة ومستفزاً على نحوٍ دائم، لا يغادره الشعور بالانزعاج والقلق الدائم.
وهذا الأمر كافٍ في استهلاك طاقات الإنسان في تفاصيل كثيرة لا تستحق الاهتمام، وإثقال ذاته بأمور لا تعود عليه بأي فائدة تذكر.
ومن أجل ذلك إذا شعرتم ببداية قلق أو توتر من جراء موقف أزعجكم، حاولو أن تسألو أنفسكم: ما أهمية هذا الشيء؟ وما تأثيره على حياتنا؟ وهل يستحق أن ننزعج من أجله؟ فحينها قد يساعدنا مثل هذا التفكير الواعي على الهدوء ومنع أنفسنا من الانجراف في تيارات القلق اليومي.
فالحكمة تقتضي أن نبتعد عن تضخيم الأمور، وأن نرى الأشياء بعين العقل والحلم حتى نستطيع تجاوز المواقف بشكل هادئ بعيدٍ عن أي توتر أو اضطراب في أنفسنا، فالتفكير في الأشياء وفق منظار واسع وكبير يجعلنا نُقيِّم الأمور بشكل أصح وأدق، وحينها نستطيع أن تتعامل مع الأمور من حولنا ونحن أكثر اطمئناناً واتزاناً من ذي قبل.