نحو التوعية ومحاربة الشائعات ووأد الفتن فى مهدها
بقلم .أ.د. محمد علاء الدين عبدالقادر
الثلاثاء ٢٣ يوليو ٢٠٢٤
نحو التوعية ومحاربة الشائعات ووأد الفتن فى مهدها
[ الثقافة والقوى الناعمة لدعم أواصر المحبة والتعاون بين شعوب المنطقة ، وأن النار تأتى من مستصغر الشرر ]
بداية خالص التهانى بمناسبة الإحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة .
وعن موضوع التوعية ودور الثقافة والقوى الناعمة
وخصوصية العلاقات المتبادلة بين الدول وشعوبها تاثيرا وتأثرا
فيما بينهم خاصة على المستوى الشعبى وتأثيرها على سياسة دولة ما تجاه دولة أخرى .
فقد تمثل وبتوجه وطنى شريف بدعم أواصر الصداقة والمحبة والتعاون والعلاقات الاستراتيجية مع الأشقاء فى السودان
وفى المملكة العربية السعودية
وغيرها من دول الخليج وكافة الدول العربية وعلى مستوى قارة أفريقيا .
وجدير بالذكر
أن انتشار مصر إعلاميا وثقافيا والتعرف على اللهجة المصرية
كان عن طريق ما يتم انتاجه وبثة من أفلام ومسلسلات يتم تسويقها فى دول القارة الأفريقية ودول الخليج وكافة الدول العربية وغيرها .
وتقول الحكمة :
[ ان اشتعال النار يأتى من مستصغر الشرر ]
وذلك فيما تم تسطيره عبر الزمن من أحقاد ورواسب نفسية تتناقلها الأجيال
خاصة إذا ما تمحور ذلك حول الاستهانة بهوية وشخصية المواطن من أى بلد كان
وما قد يحمله من ضغينة تجاه البلد صاحبه هذا الانتاج الفنى أو العمل الثقافى
والذى قد يحتاج لاحقا لجهود حثيثة وأعمال ثقافية ايجابية
حتى يمكن مداواة هذا الجرح ومحو أى أثار أو رواسب نفسية سلبية تم البناء عليها عبر الزمن .
الدروس المستفادة : –
لتجنب لما هو ما قادم من مشاكل اذا لم يتم تدارك الأمر فى حينه
ووأد الفتنه فى مهدها وفقا لحكمة أن النار تأتى من مستصغر الشرر .
أولا :-
لدعم ما سوف يتم تناوله ارتباطا بموضوع العنوان الرئيسى المبين عاليه
سوف يتم عرض تحليلى لمثال عن حالة ما
كانت تتناوله بعض الأفلام والمسلسلات المصرية فى حقبة سابقة من الزمن قد ولت بما لها وما عليها .
معذرة مع وافر المحبة وكل الاحترام والتقدير لجميع أشقاءنا بدولة السودان الشقيق .
حيث أن بعض الأعمال الفنية المصرية (سابقا) من أفلام ومسلسلات فى مرحلة تاريخية ما قد ولت
قد تناولت الشخصية السودانية
[ شخصية عثمان مثلا ] متلازمة فى أدوار فنية بعينها
[ شوفير سيارة أو مدير منزل لدى الغير أو حارس عقار ] .
بما خلق حالة من الضغينة ورواسب نفسية لدى أشقاءنا فى السودان
[ وهذا أبسط حقوقهم ] وبما انعكس ذلك سلبا بردود أفعال قد نعانى منها بشكل عام على المستوى الشعبى حتى وقتنا الحاضر .
وغيرها من المواقف
[ حتى السياسية منها من قبل الجانب السودانى ]
ربما حالة لاثبات الذات والتاكيد على استقلال قرارهم الوطنى بعيدا عن أى تبعيه من وجهة نظرهم
للتحرر مما صورته عنهم أى من هذه الأعمال الفنية أفلام أو مسلسلات
[ دونما قصد ] من حصر أداء الشخصية السودانية فى أدوار لشخصيات مهنية بعينها فيما كان عن غير توجه و عن غير قصد
كان فقط الالتزام بسياق أدوار شخصيات اسكريبت سيناريو العمل الدرامى .
وربما إنصب اهتمام قادتهم باستمرارية العمل على التحرر من هذه النظرة السلبية
[ التى هى الان والعدم سواء ]
والتحرر من قرارات سبق صياغتها والاتفاق عليها تنسيقا على المستوى الرئاسى مع الدولة المصرية
[ حتى لو كان رئيسها صادقا وناصحا أمينا ] .
وحتى الأمس القريب يتفرد السودان بقرارات أحادية فيما يتعلق بعلاقته مع أثيوبيا
وما يتعلق بموضوع سد النهضة .
[ قد يكون امعانا من الجانب السودانى بالتعبير عن استقلالية قراره حتى لو على حساب بعض المصالح الوطنية الأنية ] ،
بحفاوة ترحيبه و استقباله الاسطورى لابى أحمد الاثيوبى
[ العدو المشترك ] لكل من مصر والسودان
[ بسبب تعنته فى مباحثات سد النهضة ورفضه التوقيع على أتفاق قانونى ملزم بالحقوق المائية لحصة كل من مصر والسودان ]
ربما أن يكون ذلك فى محاولة من الجانب السودانى أفتراضا من وجهة نظره
[ نحو إثبات الذات ولضحض الصورة الذهنية للشخصية السودانية التى أن سبق تسطيرها فى وجدان الشعب المصرى
عبر حقبة سابقة من الزمن ، قد ولت بما لها وبما عليها
ولم يعد لها وجودا فى الذاكرة أو الحسبان ] .
فمصر والسودان دائما شعب واحد يسود بينهما اواصر النسب والمحبة والسلام والاحترام المتبادل
[ وما تم تداركه فى حينه ، وحديثا بقيادة واعية رشيدة
لتحسين هذا المسار ومن العمل على تضافر ووحدة شعبى وادى النيل مصر والسودان وروابط تاريخية أزلية ] . فقد
سبق تناول هذه الشخصيات السودانية التي بتقمص أدوار مهنية بعينها فى مثل هذه الأعمال الفنية بحسن نية من القائمين علي هذه الأعمال وقتها
دونما إدراك أو توقع لاى انعكاسات سلبية نفسية قد تطول المتلقى السودانى عند مشاهدته سياق أى من هذه الأعمال الفنية
[ وقد تم تدارك هذا الأمر فيما بعد وتم تجاوزه بكل تأكيد ] .
ثانيا : –
هذه وجهة نظر يمكن الالتفات إليها بعين الاعتبار حتى لا يتكرر ذلك الأمر بين شعوب دول الخليج والمنطقة العربية
خاصة فى هذه الظروف الأنية
وفيما تتمتع به هذه الدول من الاستقلال الوطنى وسعيها للحفاظ على هويتها وشخصيتها الوطنية .
ثالثا : –
بناء على ما سبق وفيما يتم تداوله على صفحات التواصل الاجتماعى من أدعاء لوجود بعص التوترات بين دولة وأخرى .
فإنه للحفاظ على كينونة الشخصية المصرية
وكينونة الشخصية السودانية ، والشخصية السعودية .
يجب أن يكون هناك تدخل سريع وحاسم اليوم قبل الغد من القيادة السياسية ومن الحكومة و وزارة الثقافة حتى لا تقدم أى من هيئة الترفيه السعودية
أو من شركات الانتاج الفنى فى مصر . على إنتاج أفلام أو مسلسلات قد تسىء إلى هوية وشخصية أبناء أى من البلدين والدعودة لتعديل سيناريوهات
مثل هذه الأفلام إلى الأفضل للحفاظ على الموروث الثقافى
ومفهوم الشخصية الوطنية لكلا البلدين . وأن يتضمن ذلك ما يلى: –
– تعديل فيما سوف يتم تناوله من الأعمال الفنية المصرية للشخصية الخليجية
[ دون بروازتها فى قالب ثابت من مرتادى الحانات واللهو وغيره ]
وكذلك أن يتم تعديل سيناريو فيلم فيما يتم تداوله عن توجه السعودية –
هيئة الترفيه – إنتاج فيلم – ربما أسمة ” النونو ” ؟ :
ربما بطله أحمد حلمى !
[ والذى آثار حفيظة المصريين فيما تناولته وسائل التواصل الاجتماعى عن محتواه لشخصية نصاب مصرى على أرض السعودية ] .
– وكذلك أن يتم تعديل سيناريو الفيلم الذى أشيع
أن الفنان القدير /محمد صبحى سوف يتناول فيه شخصية سعودي يأتى إلى مصر فى شهر رمضان الكريم للهو والعبث والتسلية
مما قد يسىء كذلك للشخصية السعودية ومنظومة القيم
[ وربما أن يكون ذلك العمل الفنى ردا على توجه هيئة الترفيه السعودية – فيما يشاع عن إنتاجها لفيلمها الجديد هذا – بما له وما عليه – فهو محل نقد – فيما أثير حولة من مغالطات على صفحات التواصل الاجتماعى بما قد ينعكس سلبا على الشخصية المصرية ] .
سوف ندخل فى تناحر ومهاترات وكر وفر ونفور وشرخ فى العلاقات بين شعبي البلدين الشقيقين المصرى والسعودى
فى وقت نحتاج فية للتماسك والتعاون ومواجة كافة المخاطر والتحديات
التى تحيق بالمنطقة والتى ربما أن تزعزع وتؤثر على مستقبل وتماسك
ووحدة دول المنطقة بأكملها دون استثناء اذا ما أن حركنا الأخرون كدمى مسرح العرائس
يمكن التحكم فيها واستثارة حفيظة شعوبها
خاصة فيما يرتبط برصيدها الثقافى والقيمى والاخلاقى الذى تتميز به مجتمعاتنا .
رابعا :
التأكيد على أنه :-
-1 – ربما أن تكون هناك يد خفية تعبث لشق الصف العربى ووحدة الشعوب. منطلقها
أن يبدأ باستثارة حفيظة شعوب المنطقة فيما بينها
حتى أن يزداد حجم كرة الثلج نحو [ طلب القصاص
والعين بالعين وأن تسود حالة من التمرد العنيف بين أبناء شعوب المنطقة
حيث يشكل ذلك طوفان أكبر يدمر الأخضر واليابس ] .
– 2 – أو أن يكون هناك توجهات تسعى جهات بعينها لترسيخها من داعميهم ومن مرتزقتهم
[ للوقيعة بين شعوب المنطقة ، والعمل على تغييب الوعى
وطمس الهوية والتحلل من الشخصية الوطنية ونشر الشائعات والأفكار الهدامة والفكر المتطرف
والعمل على هدم ثقافة المجتمع ، ومنظومة القيم السائدة
وبما يتعارض مع عادات وتقاليد وأخلاقيات المجتمع ] .
– 3 – وفيما يرتبط كذلك بتداعيات سلبيات العولمة لهدم الموروث الثقافى وطمس وتحلل الشخصية الوطنية* .
– 4 – وما يرتبط بتداعيات حروب الجيل الرابع والخامس نحو نشر الشائعات واللعب على الهوية الوطنية والسعى لاحتلال العقول
وليس الأرض فتسود الفكرة ويكون الفرد حينها أشد دمارا وأكثر فتكا وتخريبا متفوقا على اى من أسلحة الدمار .
ختاما :
أساليب المواجهة : –
– لانقاذ ما يمكن انقاذه اليوم قبل الغد ، فإن العقل والحكمة والمنطق تتطلب تدخل سياسى رفيع المستوى وعلى المستوى الحكومى ووزارة الثقافة
و بالتنسيق مع الجانب السعودى للعمل على وقف مثل هذا التناحر
الذى اشتعلت بداياته على صفحات التواصل الاجتماعى
والعمل على تبنى ابداعات وافكار ايجابية بتعديل سيناريوهات مثل هذه الأفلام والمسلسلات
التى لا تخدم الا أعداء الأمة
والتى قد تسىء للعلاقة بين شعبى البلدين حال أن تفاقمت الأزمة وأطروحاتها على المستوى الشعبى بين البلدين
– ويمكن العمل على تعديل سيناريوهات هذه الأفلام والمسلسلات إلى موضوعات حيوية
لنشر القيم الإيجابية مع روح الفكاهة والمرح والتسليةالمنضبطة
وحتى أن يتم وأد الفتن فى مهدها لتجنب اشتعال النار من مستصغر الشرر
حفظ الله مصر والسودان والسعودية وكافة دول الخليج والدول العربية قيادة وحكومة وشعبا فى سلام ومحبة وأمان إلى يوم الدين رغم حقد الحاقدين وتربص المتربصين