قصة هيام ..
بقلم/ زينب كاظم …
أنا امرأة ترى الفراشات منظرها الخلاب
من خلال مرايا وجهها الوضاء ….
فتطمع قبائل الفراش أن تكون لها فستانا يغطي ترافة جسدها ….
وتطمئن الطيور بقربها لحنانها ووقوفها مع كل ضعيف ..
أنا امراة تستشيط غضبا عندما ترى انسانا أو طفلا يظلم ..
وكأنها أخذت على عاتقها انصاف المظلوم في كل مكان في العالم …
أنا امرأة عشقت ذلك المقدام الملقب بالحر ..
الذي سقى أرض بلاده من دمه مرارا ثم عاد قويا معطاء شامخا أبيا…
ذلك الحر الذي ولد مع ولادة الياسمين فاصبحا توأمان ..
ذلك الحر القوي الذي لا يبكيه سوى دمعة طفل مظلوم ..
او جرح في وجه الوطن …
ذلك الحر الذي لا تخرج عبرته الا عند ذكر الحسين ..
يوما ما اذاعوا بيانا في اذاعات الغرام أنها تعشقه لأنهما توأما فكرا وعقيدا ..
فما أجملها من فضيحة فكيف لا أعشق انسانا دخل مدرسة الحسين وأنتهل تلك المباديء السامية ..
واقتدى بالعباس وبكى عليا واعتبر من ال محمد …
رجلا بحق يضرب تحية عسكرية عندما يرى منارة الحسين ..
انسان…. روى وطنه من دمه فأزهرت وردا وجمال ..
انسان… عرفت موعد هبوب نسماته وعطره لأن يشبه الربيع …
أتعرف من لقبك بالحر أنها عصافير بلدك عندما كانت تعلن أن حبيبي سقى أرضه من دمه ..
لو خيروني يوما عن طريقة موتي لأخترت الموت بعينيك …
يقول الملك نزار قباني (ينعتون الأنثى بالمخلوق الأعوج وهم على اعوجاع خصرها يتقاتلون )..
وانا كسرت القاعدة فالكل ينعتني بالمغرورة وهم على جمال روحي يتهافتون …
وتلك الروح الجميلة ما أختارت الا سليل الياسمين ..
أنا حفيدة الكبرياء لذلك اختارتك روحي ..
لا تقل اني يتيما فعيناي أبويك ….
ولا تقل هذه ندوب جسدي فهذه وردات زرعت على ذلك الجسد ..
تعاهدنا ان ندافع عن الوطن والعقيدة انت بالدم وأنا بالكلمة ..
أعدك لن يرتشف أحدا من عطر قلبي غيرك ..
وأعدك أن تبقى روحي فتية عصية مشرقة …
وأعدني أن تبقى قويا مقداما واقفا بشموخ وعز كجبال العراق ..
وأعدك أنا أن أقف برفعة كنخيل عراقي ..
لأني مهما جرحت لا أنحني ..
هكذا أنا دوما اشبه موطني ...