(…تتلظى…)
بقلم : نشات فل صموئيل…..
في هذه الحياة الدنيا وسائل ومتاهات وأهداف وغايات فالوسيلة من أجل الهدف ليس الهدف من أجل الوسيلة العقلاء يصوبون سهامهم نحو الاهداف ويضعون الغايات نصب أعينهم أما جهلاء البصيرة تسرقهم الغفله ونسيان الاهداف وتصبح غاياتهم ونجاحهم هو الوقوف عند الوسائل معتقدين ان النجاح يكمن في تنوع تلك الوسائل وهذا يكون قمه الابداع والابتكار لديهم مستمتعين بهزيمة الذكاء ونجاح الغباء دون دراية أو معرفة الغباء ينظرإلى الوسائل والمتاهات ويقف عندها وكأنها غاياته أما الذكاء فهو يضع ويصنع الوسائل والمتاهات ويجيد إستخدامها حتى تقوم بتأدية دورها وصولاً إلى تحقيق الاهداف الاهداف هي رحلة لها بداية ونهاية تبدأ من عمق في التفكير ومشاركة في الاراء وتنتهي بالوصول الى نقطة النهاية وتحقيق الاهداف المطلوب غايتها
وإن لم تكن البداية صحيحة تكون النهاية ضائعة والاهداف كما ان لها مراحل فهي أيضاً لها انواع مختلفة وهنا أقف واختص بنوعية الاهداف التعليمية
لقد اشار السيد رئيس الجمهورية الى أهمية التعليم في بناء الانسان المصري إذن تكون هنا الاهداف التعليمية هي بناء الانسان ومن ثم يتم وضع خطة استراتيجية لتحقيق تلك الاهداف والتي هي خارطة طريق وتحديد الوسائل لتحقيق وتنفيذ وقياس اداء وتقدم تلك الاهداف والتي يتحقق من خلالها الانسجام التام بين عقل وقلب وجسد الطفل لكي يصبح إنسان سوي نافع ومواطن صالح وتتنوع الوسائل والاليات لتحقيق تلك الاهداف مثل تكوين اجسام صحيحة سالمة وأيضاً تكوين أحاسيس وإنفعالات وعواطف وميولات وطنية وعائلية طيبة أما بالنسبة للعقل وهو اساس موضوع المقال فإن ما جذب إنتباهي نوعية أسئلة مادة اللغة العربية في الثانوية العامة فى سؤال الطالب عن معنى ومرادف كلمة [ تتلظى ] والتى شغلت الرأي العام المصري وأنا لا أجد عبقرية فى وضع هذه النوعية من الاسئلة وأعتبرها تمثل إساءة للعقل وأخشى من أثر وتداعيات هذا السؤال على الطلاب المقبلين على الشهادة الثانوية العامة لأنه من المؤكد ان هناك طلاب لديهم أهداف تصل باسمائهم الى العشرة الأوائل على مستوى الجمهورية أما هذه النوعية من الأسئلة تدفعهم الى الخلف فى مستنقع الحفظ والعبث بأوقاتهم في إقتناء المعاجم اللغوية والبحث عن المرادفات والتي تتجاوز المدى والفكر والطاقة وهذا ما أثار غضبي لأنه أليس من الأحرى والأجدى أن نضع أسئلة تنمي مهارات الإبتكار والإبداع الفكري وتحفز على التفكير التجريبي والمخاطرة في أفكار جديدة وتنمية الإثارة العقلية لتكوين رؤى جديدة وطرقاً مبتكرة لحل المشكلات وتقديم حلول أكثر نضجاً وتأثيراً
إنتبهوا أيها السادة …
• إن الإمتحانات والإختبارات هى من الوسائل والمتاهات ليس من الأهداف والغايات
• نحن نحتاج إلى عقول فكرية إبداعية ولا نحتاج عقول خزائنية أرشيفية فالعقل للفكر ليس للحفظ
وأنا ليس ضد كل ما هو حفظ لكن أرفض الإفراط فيه وإعاقة وإهانة العقل
• إن هذه النوعية من الأسئلة تعكس فكر الكثيرين من القائمين على التعليم في مصر
لذلك أطالب الوزارة الجديدة بضرورة الإحلال والتجديد والإنتباه إلى تعليم يسهم فى بناء العقول . تعليماً جيداً ممتعاً هذا التعليم الذي إنتبهت دولة اليابان له وتسميه
” يوتوري كيوئيكو ” ومعناها ” التعليم المريح ”
• كما أطالب الوزارة الجديدة وضع حدود وخطة لعدم إرهاق عقول الطلاب بالحفظ والتلقين
• تتلظى تحبس وتأسر العقول ،،، تتلظى لا تنمي العقول
• نحن نريد بناء الإنسان من خلال تعليم عاقل راشد حتى يصبح الوطن فى أعلى العلاء لأنه بالتعليم نبني الوطن