ٱثر التصوف علي الحياة السياسية في مصر من القرن 3
الي القرن 7 الهجري
(8) الصوفية في ثغر طرطوس
د/كمال الدين النعناعي
وابن طولون في رأينا كان يهمه تدعيم نظام حكمه.
فقد كان حسب تعبير العصر
(مبسوط القدرة علي البلاد المصرية . نافذ الحكم فيها. مهيبا. مخوفا….
لكنه من ناحية أخري تراخي في المصلحة العامة الدفاعية
باهماله الثغر..
وفي ذلك يقول الخليفة الموفق
( ان الثغور الشامية ضائعة..
أنها تحتاج الي من يقيم فيها
ويغزو بأهلها.
. وأن احمد بن طولون مهمل لأمرها….)
ففي أثناء زيارة بن طولون لثغر طرطوس.
وقد أصطحب قوات عسكرية
له..
حدث أن أرتفع السعر في الثغر
نتيجة كثرة الوافدين عليه
مما تعذر معه معيشة الأهالي
فطلبوا منه أنقاص عدد القوات
وتتطور الجدل الي شغب؟
ثم حمل للسلاح لطرد رجاله عنوة فخرج منه…
والنص يقول (
فضاق السعر بها وضاقت بأصحابه وسواده طرقاتها
فأضطرب أهلها..
وتأذوا بأصحابه..
وساروا اليه…
وفيهم غلظة أهل الثغر…)
والذي يستوقفنا في رواية البلوي مؤرخه هو حالة الثغر الدفاعية،
وموقف بن طولون منه؟
عندما قارن رجاله بين قوتهم
وقوة حامية الثغر ليتعرف علي حجم القوة بالثغر..
فعندما ٱشار رجاله الي قوة تسليح الثغر مقارنة الي تسليح
أنفسهم قالوا..
( وليس عدتهم كعدتنا)
وأشاروا الي الحالة السيئة التي كان عليها المرابطون فقالوا..
( وليس حالهم كحالنا)
أما من حيث الكفاءة القتالية
فقالوا..
( ولا هم . ولا غيرهم ممن يقاومونا)
ومجمل التقييم ان وضع الثغر الدفاعي كان ضعيفا
وعلي الرغم من علمه بهذا الوضع ٱكتفي بتوزيع الأموال
كصدقة تجري علي هؤلاء الذين
يعايشون ظروفا بالغة السوء
يعكس مداها كثرة الدعاء له
حتي علا الضجيج في الجامع
والطرقات..
في الوقت ذاته تجاهل حاجة الثغر الي الامداد بالسلاح ،،
ولم يقدم شيئا؟
فاذا أضفنا الطريقة التي عالج بها مسألة خروجه من الثغر
أمكننا أن نعرف الي أي مدي بلغ من سوء التقدير.الغاضب من
غياب الولاء لأولي الأمر والترحيب بقادة الامدادات من جانب المرابطين والمقيمين
فقد أشار علي رجاله بأن يتظاهروا بالتقهقر والانهزام أمام رجال الثغر ليوهم البيزنطيين من عيونهم التجسسية بوجود قوة حماية كبيرة للثغر لا تحتاج لقوات مصر الطولونية بل تفوقها…
هذه المعالجة الماكرةمن وجهة نظرنا خطيرة قد تؤدي الي قيام القوات المعادية بأعداد حملة هجومية كبيرة تفوق طاقة قوة الحماية التطوعية بثغر طرطوس فتكثر فيه الخسائر وتعرضهم للابادة
وعلي الرغم من دور جماعة الصوفية بفكرهم الجهادي.
وهؤلاء عاشوا يتقوتون من الارض المباح في خشونة
فان المقاومة لم تكن تكفي
بدون قوات الدولة….