سجال عواجيز الإنتخابات وإنقلاب الصحف الأمريكية على «جوبايدن»
نبيل أبوالياسين
بدايةً : لقد أخطأ “جوبايدن”في المناظره وسعىّ “ترامب” إلى تبرير هجوم السادس من يناير على الديمقراطية الأمريكية، وأبرز المخاوف المتزايدة بشأن الأداء الضعيف للرئيس”بايدن” التي كشفتها المناظرة أصبحت محور الإهتمام في البرامج الإخبارية الأمريكية أمس الأحد وجميعها منقلبه بشكل ملفت على “الجو” العجوز، وتساؤلات هل هذه لعنة أطفال ونساء غزة الذين قتلتهم الأسلحة الأمريكية!؟، وإليكم أبرز محاور مقالي اليوم: إنه لم يحدث من قبل أن أحدثت مناظرة تحولاً جذرياً في السباق الرئاسي الأمريكي إلى هذا الحد الذي شاهده العالم بأسره، وأصبحت فكرة إستبدال الرئيس الأمريكي الحالي “جوبايدن” كمرشح حزبه لعام 2024 الموضوع الأول في السياسة الوطنية.
وهنا أبدأ في سرد وتفنيد الهذيان والهزل الذي فضحها سجال مرشحي الحزب الجمهوري والديمقراطي للإنتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 في مناظرة تصدرت الصحف الأمريكية والعالمية، ونقلتها أيضاً الصحف العربية، وتم تداولها على منصات التواصل الإجتماعي بشكل ساخر، وعرض أمس الأحد معاينة ظل نضال النقاش معلق على الرئيس “جوبايدن”، الذي خرج من المسرح خلال مناظرة رئاسية مع المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق”دونالد ترامب”، وكانت المخاوف المتزايدة بشأن الأداء الضعيف لنقاش الرئيس “بايدن” محور تصدر كافة البرامج الإخبارية الأمريكية أمس الأحد.
وتعثر”بايدن” وتلعثم في كلماتة وكان لديه صوت خشق، وأثار مخاوف واسعة النطاق على جانبي الممر وأثار تساؤلات حول ما إذا كان يجب عليه البقاء في الجزء العلوي من التذكرة الديمقراطية أم يتم الإستبدال؟، وحتى الشخصيات الديمقراطية القوية أعربت عن مخاوفها بشأن كيفية سير النقاش بين الرئيس الحالي “بايدن” والرئيس السابق “ترامب” بما في ذلك أولئك الذين عملوا إلى جانب”بايدن” عندما كان نائب الرئيس السابق “باراك أوباما”، ومن الواضح أن هذا النقاش كان كارثة فاجعة، ما دفع كاتب خطابات إدارة “أوباما” السابق والمضيف المشارك “لـ”بود أنقذ أمريكا”جون فافريو” إلى نشر على المنصة الإجتماعية”X” علينا أن نهزم” ترامب” ويجب أن يكون لدينا مرشح يمكنه القيام بذلك!؟.
وقال : حاكم أركنساس المعروفه بأسم “أركنسا” السابق “مايك هوكابي” إن وسائل الإعلام إنقلبت بسرعة غير مسبوقة على الرئيس “بايدن” بعد المناظرة، وجادل “هاكابي” بأن أداء المناظرة، الذي تم بثها مباشرةً على شبكة “CNN” أعادت وسائل الإعلام إلى أعقابها، وكان عليها أن تعترف بأن “بايدن” البالغ من العمر 81 عاماً ليس مستعداً لخدمة فترة ولاية أخرىّ كما كان يعتقد سابقاً، وتسبب أداء النقاش المهتز والغير متزن لـ”بايدن” في الذعر بين الديمقراطيين، ودفع العديد من المؤسسات الإخبارية إلى دعوة “بايدن” إلى التنحي، والسماح لشخص آخر بمواجهة الرئيس السابق “ترامب”.
وسيكون إستبدال الرئيس “بايدن” كمرشح ديمقراطي أمراً معقداً للغاية وربما مستحيلاً، ورغم أن البعض يرىّ “بايدن ” أنه سيخسر المنافسة بعد نقاش كئيب ظهر بالهزيان الذي كان مسيطر عليه منذ بداية المناظره، وأبرز ما أعلن بسخرية من خسارة المرشح الديمقراطي
الممثل الكوميدي”بيل ماهر” وهو أحدث صوت يتناغم مع أداء الرئيس “بايدن” خلال المناظرة، الذي قال؛ إن “بايدن “سيخسر في مباراة الإعادة ضد الرئيس السابق “دونالد ترامب” خلال حلقة من البودكاست الخاص به، ومزق “ماهر” المرشح المفترض للحزب الديمقراطي، ولكنه إنتقد الحزب الجمهوري أيضاً،
حيثُ قال: إن” ترامب” كذبة بعد كذبة بعد كذبة، ولم يفلت من العقاب أبداً إذا كان” بايدن” هناك.
وينطلق الرئيس السابق “ترامب”وحلفاؤه في جولة النصر في أعقاب مناظرتة مع الرئيس “بايدن”التي تصدرت المشهد، والتي عززت مكانتةُ بإعتباره المرشح الأوفر حظاً في السباق الرئاسي، وحصل”بايدن”، على مراجعات سيئة بعد أن تعثر في كلماتةُ، وفي بعض الأحيان يكافح من أجل تحديد مواقفه بوضوح، خاصة خلال الدقائق الأولى من المناظرة، ولكن يبدو أن لعنة”غزة” تلاحقة وتفقدة إتزانه وتوازنه!!، وتعرض “ترامب”لإنتقادات واسعه بسبب عدد من التصريحات المضللة، أو إن صح التعبير الكاذبة، لكنه نجح في هجم عدة هجمات على”بايدن” وظهر بشكل أكثر حدة أعطت حينها حملتةُ دفعة جديدة من الزخم حيث يقود”بايدن” في العديد من إستطلاعات الرأي الوطنية.
وتوالت الدعوات التي تطالب”جوبايدن” بعدم الترشح عقب المناظره التي سخر منها الجميع وكان أبرز تلك الدعوات للصحفية “مورين دود”، كاتبة العمود في صحيفة نيويورك تايمز، التي دعت الرئيس”بايدن” إلى التخلي عن حملة إعادة إنتخابه بعد ظهوره السيئ في المناظرة البائسة، ومحذرة من أن قرار الترشح كان غير حكيم ولم يجعله أفضل من خصمه الرئيس السابق “ترامب”، وأشارت”دود” إلى صراعات المرشح العجوز”بايدن” في النقاش، وأن القضية أكبر بكثير من ولايته الثانية،
وأضافت؛ ساخره أنه لم يكن لديه ليلة عطلة فقط!!، وبدا “بايدن” شبحياً مع تلك المشية المخيفة التي نشاهدها دائماً، ولم يستطع تذكر خطوطه أو أرقامه المتدربة!،
وتابعت قائلة: إنه لديه مشاكل متعلقة بالعمر، وتلك تسير في إتجاه واحد فقط.
وألفت في مقالي إلى: أن المناظرة المزعومة التي غيرت كل شيئ وكشفت مدىّ السخرية من مرشحين لأكبر دول في العالم في سجال يبدو وكأنها مناقشات زعماء مافيا، لأنه لم يحدث في تاريخ الإنتخابات الأمريكية أن حولت المناظرة السباق الرئاسي تماماً،
وأصبحت فكرة إستبدال “بايدن”كمرشح لحزبه لعام 2024 الموضوع رقم”1” في السياسة الوطنية، وتقدم “ترامب” من مفضل طفيف إلى مفضل ثقيل في إنتخابات نوفمبر القادمة، وضغط الدم الجماعي للحزب الديمقراطي قد تجاوز السقف، وحدث كل ذلك في حوالي 90 دقيقة على مرحلة النقاش، بالنسبة لـ”بايدن” كان الأمر بهذا أسوء.
كما ألفت؛ إلى دعوة السناتور”توم تيليس” مجلس الوزراء إلى تفعيل التعديل الخامس والعشرين بعد المناظرة المؤلمة مع الرئيس “بايدن” في إشارة منه إلى الإحتجاج، لإقالتة من منصبه بعد أداء المناظرة الذي تضمن عدداً من الإجابات المتوقفة، وأثار المخاوف على جانبي الممر قبل أشهر فقط من يوم الإنتخابات، وأضاف “تيليس”عضو فريق قيادة زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ “ميتش ماكونيل” في رسالة إلى مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ أن إجتماع المناظرة بين “بايدن” و”ترامب” يجعل “المناقشة” حول قدرة الرئيس على الخدمة “ضرورة”، متواصلاً؛ أنه إذا لم يتنحى”بايدن” من تلقاءنفسه، فيجب على مجلس الوزراء أن يأخذ الأمور بأيديهم.
وأختم مقالي وأقول: إنه وعلى الرغم من أداء “بايدن” المخيب للآمال في المناظرة، والهَذَيان وحالة اللّاَوعي الذي ظهر فيها، أعاد “ترامب” التأكيد: على تخليه عن حقوق الإجهاض للنساء، وهباتة الضريبية للأثرياء، ورفضه إحترام الإنتخابات التي يخسرها، وكل هذا ليس ما تمثله أمريكا لجيلها الجديد الذي غير المعادله السياسية برمتها، وأقول؛ هنا للشعب الأمريكي وخاصة بعد صحوة الوعي الشعبي الغير مسبوقة إنه يتوجب عليكم الآن أن توضحوا لهؤلاء
الديمقراطيون بأنهم يتوقفوا عن هذا الذعر لأن المهزلة التي وقعت تُعد نتيجة طبيعية لمختل سياسي حكم البلاد وهو يشبة الشبيح مع مشيتة المخيفه وإنجر وراء”نتنياهو” النازي فجعل من العالم “نادي للإجرام الدولي”.
وظهور مرشح الديمقراطيين بهذا السوء التي سخر منها العالم بأكمله في سجال عجوزين”بايدن وترامب” فالأول ظهر في حالة اللّاَوعي وكان “كَلاَمة مُفكّك وغير مَعْقُول كلام لا يُفْهَم ولا مَعْنى له” والثاني إعتاد على الكذب والتضليل والبلطجة السياسية، والأول والأخير لا يصلحان لإدارة دولة في حجم الولايات المتحدة الأمريكية فهل الشعب الأمريكي قادر على إستبدالهم؟، وبصفتي حقوقي وباحث في الشأني العربي والدولي، وأمضي أكثر من عقد في الإشارة إلى العيوب في الحزب الديمقراطي وخاصةً منذ تولي”بايدن” رئاسة أمريكا، أشاهد الذعر الديمقراطي الحالي بشأن أداء الرئيس في المناظرة بمزيج من الحيرة والحنين إلى الماضي.
وأؤكد: في مقالى أن” المرشح العجوز “جوبايدن” تلاحقة لعنة شهداء غزة الأبرياء فكان يوم المناظرة التي إستعد لها بكل قوة ولكن اللعنة التي تلاحقة في كل المحافل جعلتةُ يوماً مظلماً للديمقراطيين الذين دئبوا على دعم الإحتلال النازي لإبادة الفلسطينيين في غزة وعندما بدأ الحراك الطلابي الرافض لهذة الجرائم التي تدعمها حكومتهم فقدوا النواب الديقراطيين صوابهم وفاحت من تصريحاتهم العنصرية على الملأ شاهدها العالم بأسرة، وترك الجمع بين أداء مناقشة الرئيس “بايدن” وأحكام المحكمة العليا السلبية الديمقراطيين يترنحون ويأسون مع الإنتخابات التي ليست ببعيدة.
وواجه الديمقراطيون سيناريو كابوساً في يوماً كان مشئوماً “المناظره” حيثُ؛ قاموا بمسح حطام الكوارث السياسية والقانونية الكبرىّ التي تراكمت فوق بعضها البعض مع إنتخابات للسيطرة على البيت الأبيض والكونغرس على بعد أقل من خمسة أشهر،
وحتى عندما ترنحوا من الأداء الضعيف للرئيس “بايدن” ليلة المناظره في مناقشة صنع أو كسر مع الرئيس السابق”ترامب”، تم إنتقاد الديمقراطيين من جديد من قبل المحكمة العليا والتي تعُد ضربة قاسية أخرىّ، مادفع بعضهم ليقول: إنه يوم سيئ للديمقراطية ويوم تهديد لسيادة القانون.